- مواقف الكويت تجاه العراق متميزة تضمنت دعماً مادياً ومعنوياً يفتخر به العراقيون
- قضية الأسرى والمفقودين إنسانية وبعيدة عن التسييس
هالة عمران
أعرب السفير العراقي لدى الكويت د.محمد حسين بحر العلوم عن شكره لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، مؤكدا أنه منذ اليوم الأول الذي تشرفت فيه بلقاء سموه لتقديم أوراق اعتمادي تبينت له إستراتيجية صاحب السمو ونظرته السياسية بعيدة المدى التي كانت تبين تصميما وإصرارا سياسيا على ضرورة انطلاق العلاقات الكويتية ـ العراقية بسرعة، لافتا إلى أن هذا ما تأكد له عام 2011 حين انطلقت اللجنة المشتركة الأولى بين البلدين وعقبها زيارة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي إلى الكويت ثم زيارة سمو الشيخ ناصر المحمد الى بغداد.
وأضاف بحر العلوم في تصريح له على هامش الحفل الذي نظمه عميد السلك الديبلوماسي وسفير السنغال لدى الكويت عبد الاحد امباكي لوداعه بمناسبة انتهاء مهام عمله، أن عام 2012 شهد قمة انطلاق العلاقات بين البلدين بزيارة صاحب السمو الأمير إلى بغداد وحضور القمة العربية التي أراد سموه أن تكون في العراق باعتبارها حقا مكتسبا له.
وأشار بحر العلوم الى ان هذا الدعم الكبير الذي خصه صاحب السمو الأمير للعلاقات العراقية ـ الكويتية كان ينطلق من منظور خاص يقوم على أن استقرار العراق هو استقرار للكويت وللمنطقة، وهذا تحقق على مدى السنوات الأخيرة من خلال مواقف الكويت الداعمة للعراق في المحافل الدولية والعربية والإقليمية في كافة قضاياه وأهمها دعم موقفه في حربه على الإرهاب، حيث كانت مواقف الكويت متميزة وإنسانية ومعنوية تضمنت دعما ماديا ومعنويا يفتخر به العراقيون ويشيدون بهذا الموقف البارز.
ولفت إلى أن هذا الدعم الكويتي للعراق يأتي من فهم خاص للعلاقة ومن جيرتنا مع الكويت، مبينا أن بلاده مستمرة بتعويض ما تم ارتكابه في الماضي ومحاولة محو هذا الأثر، مضيفا أن العلاقات بين البلدين أصبحت متميزة رغم ما نشهده في المنطقة من تقلبات سياسية، ويعتبر انعقاد اللجنة المشتركة الوزارية العليا بين البلدين كل سنة هو اكبر دليل على ذلك، معلنا أن اجتماع اللجنة القادم سيعقد في ديسمبر المقبل في العراق.
وأردف أن السفير العراقي الجديد لدى الكويت لم يتم تحديده حتى الآن، وإنما سيتم ذلك في القريب العاجل، معربا عن امله في ان تحظى الكويت بسفير يكمل مسيرة هذا العمل بدعم من العراق والكويت.
وعن الملفات المشتركة بين البلدين، قال بحر العلوم: اننا وضعنا نصب أعيننا منذ البداية الملفات الملزمة للعراق دوليا تحت الفصل السابع تجاه الكويت والتي تتضمن ثلاثة قرارات هي الصيانات الحدودية والأسرى والمفقودين والتعويضات، مبينا ان التزامنا تجاه ملف الحدود أنجز في عام 2013، حيث أتممنا ما فرضه علينا القرار الدولي من إجراء تام للصيانات الحدودية وبإشراف لجنة خاصة من الأمم المتحدة وبمساعدة فريقين كويتي وعراقي، وأعلنت الأمم المتحدة عن وفاء العراق بالتزاماته الدولية الخاصة بهذا الشأن.
وتابع: اما الالتزامات الخاصة بملف التعويضات، فبالأمس القريب كان هناك التزام كامل بالدفع المنتظم لكل التزامات العراق المتعلقة بالتعويضات لكن ما تعرض له العراق من أزمة مالية نتيجة دخول تنظيم داعش والالتزامات العسكرية التي ترتبت على كاهله، تمنينا على الكويت والمجتمع الدولي مساعدة العراق في تأجيل الدفع ووافقت الكويت مشكورة على التأجيل للسنة الثالثة على التوالي.
وأوضح بشأن ملف الأسرى والمفقودين، أن العراق مستمر بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والكويت والجهات المختصة في البحث والتنقيب، مضيفا أن هذه القضية إنسانية وبعيدة عن السجل السياسي وتسييس المواضيع، كما ان هذه مسؤولية إنسانية نعمل جاهدين على تحري كافة المعلومات التي تصلنا من الجانب الكويتي والصليب الأحمر وننقب لكن لم نوفق حتى ألان في إيجاد رفات جديدة لكن الأمل كبير.
وأضاف ان العراق أصبح مقبرة جماعية بسبب جرائم النظام البائد ولا ندري في يوم من الأيام قد تظهر المقابر الجماعية كل هذه الأشياء، موضحا ان كلا من الشعبين العراقي والكويتي قد عانى من جرائم النظام البائد وهذه القضية كانت محصورة بصدام حسين والمجموعة الضيقة المحيطة به لذا المعلومات قد تكون نادرة بعض الشيء لكننا نعمل على تحري كافة المعلومات والجهود متواصلة والاجتماعات متواصلة مع الجانب الكويتي ونأمل أن نتوصل إلى إيجاد رفات الأسرى والمفقودين ونغلق هذا الملف ويكون الأهل قد اطمأنوا على رفات أولادهم.
وأشار إلى ان القضايا الأخرى بين البلدين تعتبر قضايا ثانوية وبعد جريمة احتلال الكويت معظم الملفات والاتفاقيات الثنائية توقفت بين البلدين، مضيفا نحن خلال هذه السنوات وخلال انعقاد اللجان الثنائية المشتركة بدأنا ببناء اتفاقيات ومعاهدات ومذكرات تفاهم جيدة على كافة المستويات، حيث نستعرض كل عام ما تم انجازه وما لم يتم انجازه والملفات التي ستضاف للجنة المشتركة.
وأكد بحر العلوم على عدم وجود شيء عالق بين البلدين وإنما هناك أشياء تتطور مع الزمن، والأمور تسير على خط ايجابي طيب ونسأل الله ان تكون الأمور أكثر تطورا، وفي هذا المجال في نهاية مهمتي وانا فخور بالمدة التي قضيتها بين أهلي، مشيدا بدعم صاحب السمو الأمير ونظرته السياسية الثاقبة والحكيمة للعلاقات الكويتية ـ العراقية واحتضان سموه لهذه العلاقات، كذلك الشكر موصول للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد والقياديين في وزارة الخارجية على، والشكر موصول أيضا لوزير الخارجية السابق الشيخ محمد الصباح لما كان له دور في حمل المهمة الأولى منذ بداياتها وإرساء العلاقات بين البلدين، معربا عن شكره لسمو الشيخ ناصر المحمد.
بدوره، قال عميد السلك الديبلوماسي وسفير السنغال لدى الكويت عبد الأحد امباكي «ان السفير محمد بحر العلوم من اعز الأصدقاء حيث كان حاضرا معنا دائما بتحليلاته للأحداث وبكافة المناسبات، متمنيا له التوفيق في مهامه القادمة»، مضيفا: «باسمي وباسم السفراء الموجودين نتمنى له التوفيق ونتمنى للمنطقة العودة إلى الاستقرار الأمن لأن استقرارها هو استقرار للعالم كله».