- خادم الحرمين يصل الرياض والبشير يعتذر عن عدم الحضور لـ «أسباب خاصة»
- العواد: اختيار الرئيس الأميركي للسعودية
- كأول محطة خارجية له نابع من إدراكه لمكانتها الإسلامية
- أكاديميون: لقمم الرياض الثلاث أهمية في الوصول إلى اتفاق يحقق التوازن بالمنطقة
أسامة دياب
يغادر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه اليوم السبت متوجها الى المملكة العربية السعودية الشقيقة، وذلك لترؤس وفد الكويت في اللقاء التشاوري الـ 17 لقادة دول التعاون، والقمة الخليجية ـ الأميركية، والقمة العربية
الإسلامية ـ الأميركية، والمزمع عقدها في العاصمة الرياض.
واستعدت السعودية لاستقبال الزيارة الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورؤساء الدول العربية والإسلامية للمشاركة في القمم المشتركة الثلاث التي دعا إليها الملك سلمان في الرياض، الأولى ستكون بين السعودية والولايات المتحدة، والثانية قمة مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، والثالثة القمة العربية الإسلامية ـ الأميركية لتعميق العلاقات التاريخية على أسس الشراكة والتسامح.
والقمم الثلاث، التي تستضيفها الرياض، تؤكد على الالتزام المشترك نحو الأمن العالمي والشراكات الاقتصادية العميقة والتعاون السياسي والثقافي البناء تحت شعار «العزم يجمعنا».
من جهته، أكد وزير الثقافة والإعلام د.عواد بن صالح العواد أن اختيار الرئيس الأميركي للمملكة العربية السعودية كأول محطة خارجية له منذ توليه منصبه نابع من إدراكه للمكانة الإسلامية للمملكة وأهميتها الدولية وقيمتها كحليف استراتيجي للولايات المتحدة الأميركية، حيث تعد هذه الزيارة دليلا على الاحترام الكبير للعلاقة الخاصة التي تجمع البلدين الصديقين والممتدة لأكثر من ثمانية عقود.
وبين د.العواد في تصريح بثته وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) امس بهذه المناسبة أن تستقبل أكثر من 500 إعلامي من مختلف دول العالم لتغطية هذا الحدث التاريخي الذي يعد من أبرز الأحداث الإعلامية التي تشهدها المملكة.
وقال ان لقاء خادم الحرمين الشريفين والرئيس ترامب يتوقع منه أن يعمق التفاهم في الجوانب السياسية والتجارية والأمنية بين المملكة والولايات المتحدة، كما يتوقع منه وضع الصيغة النهائية للاتفاقيات الثنائية التي ستقود النمو الاقتصادي والاستثمار وتسهم في إيجاد آفاق جديدة للشراكة بين البلدين.
كما سيعقد منتدى رفيع المستوى بين السعودية والولايات المتحدة في الرياض بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي، يحضره أكثر من 100 شخصية من كبار المديرين التنفيذيين للشركات الأميركية والسعودية، وستجري فيه مناقشة فرص الاستثمار المشترك والشراكات التجارية لإيجاد فرص عمل إضافية والدفع بسبل النمو الاقتصادي للبلدين.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس السوداني عمر البشير ـ المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية ـ انه لن يحضر القمة العربية الاسلامية ـ الاميركية في الرياض.
ونقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية عن رئاسة الجمهورية السودانية أن الرئيس البشير قدم «اعتذاره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز» لأنه لن يحضر القمة «لأسباب خاصة».
وتابع بيان ان البشير كلف مدير مكتبه وزير الدولة لرئاسة الجمهورية الفريق طه الحسين بتمثيله في القمة والمشاركة في جميع فعالياتها.
وفي السياق ذاته، اجمع اكاديميون واختصاصيون كويتيون على أهمية «القمم الثلاث» نظرا لما ستسفر عنه تلك اللقاءات رفيعة المستوى من نتائج وحلول للملفات العالقة في المنطقة العربية والشرق الاوسط ككل.
وأكد هؤلاء في تصريحات متفرقة لـ «كونا» حالة الترقب السياسي للمشهد انتظارا للتدابير التي سيتم الاتفاق عليها خلال هذه القمم خاصة ما يتعلق بملفات ملحة كمحاربة الارهاب والتطرف وتعزيز الشراكة الاقتصادية والتعاون السياسي والأمني.
وفي هذا الصدد، قال المدير التنفيذي لمجموعة «مراقبة الخليج» في الكويت د.ظافر العجمي لـ «كونا» ان زيارة الرئيس الأميركي لا تأتي «لتفكيك تحالفات اقليمية واعادة تركيبها» بل لتضع مسارا جديدا لسياسة أميركا الخارجية أساسه تعزيز العلاقات مع الشركاء في العالمين العربي والاسلامي.
واضاف د.العجمي ان زيارة ترامب ستعمل على تجاوز مرحلة العلاقات الخليجية ـ الاميركية في عهد ادارة الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما والتي افتقدت خلالها «الرؤية والدراية في معالجة الامور».
وأوضح ان الاداء السابق للادارة الأميركية خلق نوعا من الاختلاف في وجهات النظر لمعظم القضايا الاقليمية في سورية واليمن والعراق على الرغم من كون الرؤى والاستراتيجيات الحاكمة لسياسة الادارة الأميركية السابقة هي محاربة الارهاب.
وأكد ان زيارة ترامب تحمل ابعادا ثلاثية حيث ستعقد قمة ثنائية مع المملكة ثم القمة الخليجية ـ الأميركية تعقبها قمة عربية اسلامية ـ أميركية، معتبرا ان جدولة هذه القمم نجاح للديبلوماسية الخليجية التي جعلت وجهة الرئيس الأميركي الاولى خارج بلاده هي منطقة الخليج العربي.
وأوضح ان ذلك يعني انتقال دول الخليج من الاطراف الى المركز والمشاركة في قيادة الاحداث التي تواجه الشركاء كمحاربة التطرف والكراهية اذ كان يراد لها ان تكون «على الهامش في عهد الرئيس السابق اوباما».
من جهته، قال استاذ قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت د.ابراهيم الهدبان في حديث مماثل لـ «كونا» ان القمة الخليجية ـ الأميركية تأتي تأكيدا للالتزام الأميركي بالأمن الخليجي اضافة الى بحث دور ايران في المنطقة في ظل «مخاوف دول الخليج ازاء هذا الدور».
وأضاف د.الهدبان ان القمة الاخرى العربية الاسلامية ـ الأميركية تثبت حرص الادارة الأميركية على التعاون مع الدول الاخرى لمحاربة الارهاب والتطرف، موضحا ان الرئيس ترامب بعقده لهذه القمة سيؤكد على ان عداء ادارته «ليس للاسلام بل للارهاب».
وبين ان هذه الخطوة ستكون اكثر مهادنة للعالم العربي والاسلامي، مشيرا الى ان الرئيس الأميركي يسعى من خلال هذه القمة الى الحصول على التزام من الدول العربية والاسلامية بالعمل على محاربة الارهاب والتطرف وتعزيز التعاون لمحاربة تنظيم «داعش» الارهابي.
واوضح ان وجود قمتين مختلفتين في المستوى بعد القمة الثنائية مع المملكة وهما الخليجية ـ الأميركية والعربية الاسلامية ـ الأميركية تحمل دلالات معينة من ابرزها استعادة الزخم للعلاقات الخليجية ـ الأميركية وايصال رسالة مفادها ان الامن الخليجي له اهمية خاصة عند الادارة الأميركية الجديدة.
بدورها، قالت استاذة قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت د.حنان الهاجري لـ «كونا» ان زيارة الرئيس دونالد ترامب المرتقبة للمملكة العربية السعودية هي «زيارة تاريخية كونها المرة الاولى» التي يختار فيها رئيس أميركي زيارة دولة عربية او إسلامية في أولى رحلاته الخارجية الرسمية.
وأضافت د.الهاجري ان اختيار السعودية كأولى محطات الزيارات الخارجية بدلا من المكسيك او كندا كما كان متعارفا عليه لدى الرؤساء الاميركيين السابقين هو «اعتراف ضمني» بأهمية الدور الرئيسي الذي تلعبه المملكة في حفظ الامن والاستقرار في منطقة العربية والشرق الأوسط بشكل عام.
وأكدت ان القمم الثلاث مع الاطراف السعودية والخليجية والعربية الإسلامية ستكون محط انظار الشعوب والمتابعين والمحللين السياسيين في مختلف الدول.
وذكرت ان الجميع يتطلع لمعرفة التدابير التي سيتم الاتفاق عليها بشأن التصدي لملفات مهمة مثل الإرهاب والامن والاستقرار السياسي بالإضافة الى الملف الاقتصادي، موضحة ان اللقاء السعودي ـ الأميركي سيعزز علاقة الصداقة التاريخية بين البلدين فيما سيكون اللقاء الخليجي ـ الأميركي والعربي الإسلامي ـ الأميركي تحت شعار واحد له دلالة واضحة وهو «العزم يجمعنا».
أكد خلال الاحتفال بيوم أفريقيا افتتاحه في الرياض بعد انتهاء فعاليات القمم الثلاث
الجارالله: آمال كبيرة معلّقة على المركز العالمي لمكافحة التطرف
- الكويت ستتقدم لتشغل مقعداً غير دائم في مجلس الأمن للعام 2018/2019 ونتطلع إلى دعم الأصدقاء
أسامة دياب
أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ان المركز العالمي لمكافحة التطرف سيتم افتتاحه في العاصمة السعودية (الرياض) بعد انتهاء فعاليات القمم الثلاث في المملكة، لافتا انه نتاج جهود دول مجلس التعاون والأشقاء في المملكة العربية السعودية ومبادراتهم المستمرة لمكافحة العنف والتطرف والإرهاب في المنطقة والعالم بصفة عامة، موضحا ان آمال كبيرة معلقة على هذا المركز من منطلق أنه سيقوم بدور حيوي وفعال في مكافحة التطرف وتقويض فكر الإرهاب في المنطقة.
وردا على سؤال للصحافيين على هامش مشاركته في الاحتفال بيوم افريقيا حول ما ذكر عن تأسيس قوة إسلامية خاصة شبيهة بتحالف الناتو وطبيعة مشاركة الكويت فيها، أوضح الجارالله أن هناك تحالفا على مستوى الدول الإسلامية ومن الطبيعي ان يتطور هذا التحالف الى قوة إسلامية تتصدى لكل ما يسيء أو يمثل مساسا بمصالح الدول الإسلامية، لافتا إلى أنه من المبكر الحديث عن نوع مشاركة الكويت في هذا التحالف.
وفي كلمته التي ألقاها خلال الحفل، أكد الجار الله ان القارة الأفريقية كانت ومازالت احدى الركائز المهمة في سياسة الكويت الخارجية لما تملكه القارة من موارد طبيعية ضخمه وموقع استراتيجي يقع في قلب العالم مما جعلها محطة عبور بين الشرق والمغرب.
وأوضح الجارالله ان الكويت حرصت على نشر بعثاتها في القارة الأفريقية والتي بلغت ٢٠ بعثة وبلغ عدد السفارات الأفريقية العربية وغيرها ٣١ سفارة، مشيرا الى استضافة الكويت لمؤتمر القمة العربية الأفريقية الثالث نوفمبر ٢٠١٣، وخلال تلك السنوات عملت الكويت على تنفيذ مبادرات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتقديم مليار دولار قروض ميسرة للدول الأفريقية.
وأضاف ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية قدم حتى الآن ٧٥٠ مليون دولار على ان يستكمل باقي المبلغ السنة المالية الحالية، لافتا الى قيام الهيئة العامة الاستثمار بالتعاون مع البنك الدولي بدراسة الفرص الاستثمارية في القارة الافريقية، بالإضافة الى جائزة المرحوم د.عبدالرحمن السميط للبحوث التنموية في القارة الافريقية التي تنظمها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
وأكد ان الكويت سوف تتقدم لتشغل مقعدا غير دائم في مجلس الأمن للعام 2018/2019 والتي ستجري انتخاباته في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في الشهر المقبل، حيث تتطلع الكويت الى دعم الأصدقاء في تلك الانتخابات لتسهم في إرساء دعائم السلم والأمن الدوليين.
وأعرب الجارالله عن شكره وتقديره لجمهورية تشاد الصديقة على ما قدمته من إسهامات كبيرة خلال رئاستها الماضية للاتحاد الأفريقي، متمنيا النجاح لجمهورية غينيا كوناكري الصديقة خلال رئاستها للدورة الحالية من الاتحاد الأفريقي، معربا عن تقديره لمفوضة الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما لدورها في ومساهمتها الواضحة خلال القمة الثالثة والرابعة لمؤتمر القمة العربية ـ الافريقية، متمنيا التوفيق لمفوض الاتحاد الافريقي الجديد موسى فكي محمد والذي يتمتع بخبرة ديبلوماسية كبيرة ستسهم في تنمية العلاقات الأفريقية مع بقية دول العالم.
ومن جانبه، وصف عميد السلك الديبلوماسي بالإنابة السفير الصومالي لدى البلاد عبدالقادر أمين، العلاقات الكويتية ـ الأفريقية بالتاريخية والمتميزة بحكمة ومكانة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والقيادات الأفريقية، لافتا الى ان تلك العلاقة تجلت في استضافة الكويت للقمة الأفريقية ـ العربية.
وأشاد بالدور المهم والكبير للصندوق الكويتي للتنمية في مجال التنمية الأفريقية والمشاريع التي نفذها الصندوق في القارة، بالإضافة الى المجموعات الاقتصادية الإقليمية التي تقوم بدور فعال في تنمية أفريقيا.
وأكد ان القارة الأفريقية تخطو خطوات الى الأمام في مجالات عدة كلها تبشر بأن أفريقيا تتجه نحو مستقبل واعد رغم التحديات التي تواجهها أحيانا في بعض الأماكن ولكن إرادة قادتنا دائما أقوى من كل الصعوبات والمشاكل، ورحب السفير الصومالي بعودة المملكة المغربية للاتحاد الأفريقي، مؤكدا انها ستثري العمل الأفريقي المشترك.
الأنظار تتجه إلى الرياض... والقمم الأميركية
تتجه أنظار المنطقة والعالم إلى الرياض التي تشهد بعد أيام سلسلة من القمم الأميركية: قمة أميركية ـ سعودية، وقمة أميركية ـ خليجية، وقمة أميركية ـ عربية إسلامية... وهذا ما يشكل حدثا دوليا إقليميا فريدا من نوعه سيترك بصماته على أوضاع المنطقة لسنوات مقبلة وعلى أزماتها المعقدة والمرتبطة بالإرهاب والسلام والاستقرار وهيبة الحدود الدولية، ومحاولات الانقلاب الإقليمية والتعاون الاقتصادي، وستكون ملفات الشرق الأوسط، وعلى رأسها الملفان السوري واليمني، إلى جانب التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة ومحاربة الإرهاب والفكر المتطرف، على جدول أعمال القمة العربية الإسلامية ـ الأميركية ومحور نقاش الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع قادة العالم العربي والإسلامي.
إذا كان الرئيس السابق أوباما اختار أن يستهل عهده بمخاطبة العالم الإسلامي من القاهرة واسطنبول، فإن ترامب اختار السعودية بوابة عبور الى المنطقة وعنوانا طبيعيا للمسلمين في العالم.
وأمام القمة التاريخية الأولى من نوعها، سيلقي ترامب خطابا يركز على مواجهة التطرف والإرهاب ونشر أفكار التسامح والتعاون والتعايش وخلق شراكة بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية في عدة مجالات. كما يتطرق إلى أمور الشباب والتعليم والتكنولوجيا والاستثمارات...
الأوساط السعودية والخليجية تحتفي بهذا الحدث وتعتبره تطورا مهما في اتجاه تصحيح مسار السياسة الأميركية ومحو آثار حقبة أوباما والانطباعات السيئة التي خلفتها... في تقديرات هذه الأوساط أن الرئيس ترامب مخالف تماما لسياسة سلفه، ويرى أن أوباما أخطأ بمحاولة تسوية الوضع بين الولايات المتحدة وإيران، وهو مقتنع تماما بأن المشكلة كامنة في إيران أولا، ثم في تنظيم «داعش» ثانيا، وأن مواجهة إيران و(داعش) بالضرورة تستلزم أن تكون عن طريق التحالف مع السعودية.
ويحاول ترامب أيضا عبر التحالف مع السعودية أن يغير من السمعة المنتشرة عنه أنه معاد للإسلام والمسلمين.
وفي التقديرات أيضا أن زيارة ترامب تزيح ما تخصبت به خيارات أميركية شبه أيديولوجية سابقة، وتؤسس لسقوط تيار فكري أميركي كان يدعو منذ اعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية إلى التحالف ضد السنة في العالم.
وفيما يعبر الاتفاق النووي وقانون «جاستا» عن ثمار ذلك الزرع، فإن ما صدر عن وكالات الأمن والپنتاغون والخارجية والبيت الأبيض انتهاء بالإعلان عن زيارة ترامب للسعودية يكشف إسقاطا لعقيدة وبعثا لمفاهيم أخرى تعيد الاعتبار لثوابت في السياسة الخارجية في العالم العربي.
وبالتالي، فإن «الدولة العميقة» في الولايات المتحدة التي ضغطت ترامب، تعيد إنعاش علاقات تاريخية بين واشنطن والرياض ليس فقط بصفتها من ثوابت السياسة السعودية الخارجية، بل بصفتها حاجة أميركية ترتبط بتوازن الأمن الاستراتيجي والسياسي للولايات المتحدة في العالم.
وسلسلة القمم تعني أن إدارة ترامب مدركة لأهمية الدور الذي تلعبه السعودية كقوة اعتدال داخل العالم العربي والعالم الإسلامي. وتعني استمرار أهمية الثقل الخليجي اقتصاديا وسياسيا في آن.
وأهمية الدور الذي تقوم به السعودية في سياق المكافحة الشاملة للإرهاب. مكافحة تقوم على ضرورة إلحاق الهزيمة بالفكر المتطرف وبقدرته على
الاستقطاب، بحيث تواكب الحرب الفكرية العمليات العسكرية لاستئصال الإرهاب.
زيارة الرئيس دونالد ترامب المرتقبة الى السعودية تعيد الانخراط الأميركي الكبير مع الشركاء التقليديين لواشنطن في الخليج، وذلك بعد سنوات من تركيز الرئيس السابق باراك أوباما على الملف الإيراني.
وسياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط ستشهد تغييرات كبيرة على عدة صعد، إنما سرعة هذه التغييرات ومدى دراماتيكيتها تبقى رهن حنكة الإدارة ونجاحها في تسويقها وتنفيذها داخليا وخارجيا، إضافة الى تضييق الفجوة الأميركية بين الكلام والفعل وقدرة ترامب على عبور أخطر مراحل رئاسته على الصعيد الداخلي.