- الرئيس الفلسطيني أكد تمسك بلاده بخيار السلام العادل والشامل وحل الدولتين على أساس حدود 67
- محمود عباس: إذا تم تدمير خيار الدولتين فلن يكون أمامنا إلا النضال
- الصبيح: المؤتمر يناقش مجموعة من المحاور المرتبطة بواقع الطفل الفلسطيني
- أبوالغيط: الطفل الفلسطيني لايزال يحلم بأن يعيش طفولته ويتمتع بحقوقه
تحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وبحضور الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة، أقيم صباح امس حفل افتتاح المؤتمر الدولي حول معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاك إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لاتفاقية حقوق الطفل.
وشهد الحفل رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والشيخ جابر العبدالله وسمو الشيخ ناصر المحمد وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي د.يوسف بن أحمد العثيمين ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ محمد الخالد ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية أنس الصالح وكبار المسؤولين بالدولة وكبار القادة بالجيش والشرطة والحرس الوطني.
وبدأ الحفل بالنشيدين الوطنيين للبلدين الشقيقين ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقى الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة كلمة هذا نصها:يطيب لي أن أتوجه بجزيل الشكر وعميق التقدير لأخي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائد العمل الإنساني على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر المخصص لبحث معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاك إسرائيل للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.
كما وأوجه شكرا خاصا للأمانة العامة لجامعة الدول العربية ممثلة بالأمين العام ولوزارة الشؤون الاجتماعية في الكويت على التعاون والتنسيق لعقد هذا المؤتمر المهم هنا على أرض الكويت التي دأبت على الدوام على الوقوف إلى جانب فلسطين وقضيتها العادلة، ولا يفوتني كذلك أن أعبر عن الشكر والتقدير للسيدات والسادة المشاركين في جلسات هذا المؤتمر، مثمنا عاليا عملهم وجهودهم العلمية والقانونية التي كلنا ثقة بأنها ستسهم في إظهار الآثار التدميرية لسياسات إسرائيل قوة الاحتلال التي تنتهجها ضد الأطفال والطفولة في فلسطين المحتلة.
تعلمون أيها الإخوة والأخوات بأن الإنسان الفلسطيني يتعرض ومنذ نكبة فلسطين وإلى يومنا هذا لأبشع ألوان وأشكال العذابات والمآسي وانتهاك حقوقه التي كفلتها القوانين الدولية حيث الأطفال الفلسطينيون دون سن السادسة عشرة والذين يشكلون اليوم ما نسبته 39% من مجموع السكان هم الضحايا الأكثر تأثرا بين أبناء الشعب الفلسطيني فعمليات الاعتقال المستمرة بحق الفلسطينيين لم تستثن أي فئة عمرية من فئات الشعب الفلسطيني وبخاصة الأطفال الذين يتعرضون لانتهاك واضح وصارخ لحقوق الإنسان.
إن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تخرق بنود الاتفاقيات الدولية التي تنص وتؤكد على رعاية وحماية الأطفال وبخاصة اتفاقية الطفل لعام 1989 بل إنها فتحت سجونا ومحاكم خاصة بالأطفال عام 2009 يحاكم فيها الأطفال، وقد ذهبت السلطة التشريعية في إسرائيل إلى أبعد من ذلك، حيث أقرت في نوفمبر 2015 قانونا يسمح لقوات الاحتلال باعتقال ومحاكمة الأطفال ممن هم دون سن الاثني عشر عاما ووضعهم في الاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر مع استمرار اعتقالهم حتى وصولهم السن القانونية لتنفيذ الحكم الصادر بحقهم بالكامل ما تخلفه تلك الاعتقالات من تأثيرات سلبية نفسية وجسدية على أطفالنا.
صاحب السمو
إننا نتمسك بخيار السلام العادل والشامل وحل الدولتين على أساس حدود 67 ونعمل على محاربة العنف والإرهاب في منطقتنا والعالم في حين تعمل الحكومة الإسرائيلية على تقويض هذا الحل بكل السبل وخاصة ما تتعرض له عاصمتنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية من اعتداءات وتغيير لطابعها وهويتها.
إنا نجدد القول هنا بأنه:إذا تم تدمير خيار الدولتين وتعميق وترسيخ مبدأ الدولة الواحدة بنظامين (أبارتهايد) من خلال فرض الأمر الواقع الاحتلالي فلن يكون أمامنا إلا النضال والمطالبة بحقوق كاملة لجميع سكان فلسطين التاريخية ولن نقبل بالحلول الانتقالية والمنقوصة التي تحاول الالتفاف على حقوق شعبنا، ومن طرفنا فقد تعاملنا بإيجابية مع جميع الجهود التي بذلت والتي قوضتها إسرائيل تهربا من استحقاق السلام وقد عبرنا عن استعدادنا للتعاطي بإيجابية مع ما قد يبذل من جهود وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
تحطيم الواقع النفسي
ثم ألقت وزير الشؤون الاجتماعية والعمل ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح كلمة هذا نصها:يسعدني أن أرحب بضيوفنا أجمل ترحيب في بلدكم الثاني الكويت مركز الإنسانية العالمية وفي حضور قائد العمل الإنساني صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حيث حرص سموه ان تحتضن الكويت فعاليات «المؤتمر الدولي حول معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاك إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لاتفاقية حقوق الطفل» لنعبر معا عن تضامننا مع الطفل الفلسطيني والدفاع عن حقه الشرعي في العيش الكريم في وطنه وعلى أرضه.
حضورنا الكريم
إن الحديث عن ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الطفل الفلسطيني لم يكن يوما من باب الادعاء أو التجني فالصور والمشاهد والأدلة كثيرة على معاناة الطفل الفلسطيني وما يتعرض له من اضطهاد على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تعمد إلى تحطيم واقعه النفسي والوجداني من خلال ممارسات تعسفية تهدف إلى إيجاد واقع طفولة وحياة متدنية بسبب العنف والقهر الذي يمارسه الاحتلال ويدفع ثمنه الطفل الفلسطيني من هذا المنطلق يحدونا الأمل بأن يهب الجميع لنصرة الطفل الفلسطيني ونتطلع من خلال هذا المؤتمر ومن خلال جهودنا المشتركة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للحصول على نتائج فعلية وواقعية تنعكس على واقع الطفل الفلسطيني للقضاء على معاناته وضمان حقه الأصيل في الحياة وفقا لما نصت عليه الاتفاقيات الدولية والشرائع السماوية فلنعمل معا من أجل نصرة الطفل الفلسطيني ودعمه للحصول على حقوقه المشروعة.
حضورنا الكريم
تكمن أهمية هذا المؤتمر كونه يناقش مجموعة من المحاور المهمة التي ترتبط بواقع الطفل الفلسطيني في ظل القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل ودور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني وكذلك الأوضاع التعليمية والصحية والنفسية المتردية للأطفال الفلسطينيين الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال والبحث في الحماية القانونية للأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال ووضع الآليات اللازمة لتفعيلها والبحث أيضا في تطوير وتنمية قدرات الطفل الفلسطيني وتأهيله تعليميا ونفسيا وثقافيا في مواجهة الاحتلال بهدف التخفيف من معاناة أطفالنا في فلسطين الذين لا ذنب اقترفوه حتى يتعرضوا لكل هذا الاضطهاد في ظل ضعف واضح لمستوى التدخل الدولي».
انتهاك حقوق الطفل
وألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط كلمة هذا نصها:يشرفني باسم جامعة الدول العربية أن افتتح معكم أعمال «المؤتمر الدولي حول معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاك إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) لاتفاقية حقوق الطفل» الذي ينعقد باستضافة كريمة من الكويت تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وأغتنم هذه المناسبة لأعرب لصاحب السمو عن خالص الشكر والتقدير لرعايته الكريمة لأعمال هذا المؤتمر المهم والذي أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة خلال دورته الأخيرة في الأردن ضرورة انعقاده في ضوء أهمية تناول الأبعاد المختلفة للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية.. وتوجيه الاهتمام في ذات الوقت لكشف الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني على يد سلطات الاحتلال والتصدي لهذه الانتهاكات الخطيرة.. ومن بينها الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون والتي تتخذ أشكالا وأنماطا مختلفة تمثل في مجملها انتهاكات لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.
السيدات والسادة
نجتمع في الوقت الذي تتفاقم فيه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في حجمها وشكلها ومضمونها الأمر الذي أصبحت معه بالتبعية معاناة الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية والاقتصادية أكثر قسوة وبحيث لا يقتصر تأثيرها على الزمن الحاضر بل يمتد ليأخذ بعدا تنمويا مستقبليا أيضا بما في ذلك التأثير العميق على مقدرات ومستقبل الأطفال الفلسطينيين... فهؤلاء الأطفال يعانون من الحرمان بأشكال متعددة ولم يتمتعوا بالحد الأدنى من الحقوق كما هو حال الأطفال في معظم دول العالم ونشأوا في أسر عانت من التهجير القسري وضيم الاحتلال ويعيشون في كنف عنف وتطرف الاحتلال العسكري الإسرائيلي.
إلا أنه وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة التي يعانيها الأطفال الفلسطينيون قد استطاعوا ان يصبحوا رقما مهما في معادلة الصراع مع مشروع الاحتلال بعد أن فجروا بسواعدهم التي لا تحمل سوى الحجارة أعظم انتفاضة في وجه المحتل.. بعضهم عاش وولد في المخيمات وهو يتجرع مرارة فقد الأحبة والأهل وبعضهم يشاهد منزله يهدم بجرافة الاحتلال ومنهم من يحرمه منع التجول من الوصول إلى مدرسته ومنهم من تسلبه رصاصات الغدر حياته أو حياة أعز الأصدقاء.. هذا الطفل لايزال يحلم بأن يعيش طفولته كسائر الأطفال وأن يتمتع بحقوقه الأساسية ولو في حدها الأدنى وأن يكون لديه مستقبل ملؤه التفاؤل والأمل.. لكن الاحتلال يقف سدا منيعا أمام مثل هذا التفاؤل.
السيدات والسادة
إن الحكومة الإسرائيلية الحالية صارت أسيرة بصورة كاملة لجماعات الاستيطان واليمين المتطرف.. عدد المستوطنين الذي لم يكن يتعدى الربع مليون وقت توقيع اتفاق أوسلو.. بلغ اليوم 650 ألفا منهم نحو 200 ألف في القدس الشرقية المحتلة وحدها.. ان الحكومة الإسرائيلية مشغولة بالاستيطان لا السلام.. وهي لا تكتفي بما نهبت من الأراضي وما تقيمه من مستوطنات غير شرعية وفقا لكل قرارات الأمم المتحدة وآخرها قرار مجلس الأمن 2334 وإنما هي مصابة بإدمان التوسع ونهم ما يشبع للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
صاحب السمو
إننا نشهد تغيرات إيجابية على الساحة الفلسطينية أهمها تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام بكل تبعاته السلبية على القضية الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني خلال السنوات العشر المنصرمة.. إنني أهنئكم فخامة الرئيس وأهنئ الشعب الفلسطيني على إنجاز المصالحة وإنهاء حالة الانقسام السياسي والجغرافي بين الضفة الغربية وغزة المحتلتين، وآمل مخلصا أن يجري الانتهاء من كل التفاصيل والآليات الخاصة بإنفاذ المصالحة على أرض الواقع في قطاع غزة.. فقد شكل هذا الانقسام الذريعة التي طالما اختبأت وراءها إسرائيل لتتهرب من استحقاقات عملية السلام.. واليوم نجح الفلسطينيون بجهد ومعاونة مصرية إيجابية ومقدرة في إسقاط هذه الحجة ووضعوا إسرائيل أمام استحقاقات التسوية.
السيادات والسادة
إن نظرة سريعة على الواقع الحالي للطفل الفلسطيني تكشف عن حرمانه من حقوق وحريات أساسية خلافا لما هو منصوص عليه بشكل صريح في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.. بل إن ثمة بونا شاسعا بين ما هو مضمون ومكفول من حقوق وحريات أساسية في إطار الاتفاقية وبين الانتهاك الصريح والمعلن والمنظم تجاه الطفولة الفلسطينية حياة وأمنا وصحة وتعليما.. وبما يؤكد مسؤولية السلطات الإسرائيلية عن انتهاك حقوق الطفل الفلسطيني وضربها عرض الحائط بالاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ومن بينها اتفاقية حقوق الطفل وهي بالمناسبة أكثر اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية من حيث التصدقات عليها.. بما يؤكد أهميتها البالغة وسعي مختلف دول العالم للالتزام بالقواعد والمعايير التي نصت عليها لحماية الطفل.
وتجدر الإشارة إلى أنه ووفقا للبيان الصادر عن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فقد تم توثيق استشهاد 2012 طفلا فلسطينيا منذ عام 2000 حتى نهاية عام 2016 على يد قوات الاحتلال والمستوطنين في قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس.. وإمعانا في التنكيل وانتهاك الحقوق فقد انتهجت قوات الاحتلال سياسة احتجاز جثامين الأطفال كنوع من العقاب الجماعي لأسرهم إضافة إلى أن سياسة الإفلات من العقاب أو المساءلة باتت تضمن لجنود الاحتلال الإسرائيلي الحصانة من أي ملاحقة قضائية.. حتى على جرائم القتل العمد بحق الفلسطينيين.
هذا، وتم إهداء سموه ورئيس دولة فلسطين هديتين تذكاريتين بهذه المناسبة.
وقد غادر سموه وضيفه الكريم مكان الحفل بمثل ما استقبلا به من حفاوة وترحيب.
الطفلان أحمد عوض ونوران بلبول يرويان معاناتهما من الاعتقال حتى الإفراج عنهما
تم عرض فيلم وثائقي حول معاناة الطفل الفلسطيني وقام الطفل أحمد عاكف عوض والطفلة نوران أحمد البلبول بتقديم فقرة تعبر عن معاناة الطفل الفلسطيني هذا نصها:
وفي البداية، قال أحمد عاكف عوض: أغتنم فرصة زيارتي للكويت الشقيق وأشكر الكويت وأميرها على دعم وتنظيم هذا المؤتمر وكذلك أشكر الرئيس أبومازن وكل من ساعدني من فلسطين حتى أصل الى هذا المؤتمر وأقول لكم ان هذه اللحظة تعتبر تاريخية بالنسبة لي لأنها اول مرة أخرج من فلسطين ولأنني سأتحدث عن تجربة اعتقالي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وهي التجربة التي مر ويمر بها الآلاف من أطفال فلسطين.
أنا أحمد عاكف عوض عمري 17 عاما وعندما تم اعتقالي كان عمري 15 عاما من بلدة بيت أمر تم قضاء محافظة الخليل في فلسطين ولأن هذه البلدة تقع بمحاذاة شارع رئيسي ويستخدمه المستوطنون الإسرائيليون فإن الكثير من أطفال بلدتنا عرضة للاعتقال إضافة الى ان بعض الأطفال قد جرح او استشهد برصاص جيش الاحتلال او المستوطنين الإسرائيليين. بتاريخ 2/3/2016 وفي حدود الساعة الثالثة فجرا صحوت فوجدت جنودا من جيش الاحتلال فوق رأسي وأنا في فراشي وأخذوا يصرخون بي ان أصحو مازلت أتذكر تلك اللحظات ومقدار شعوري بالفزع على الرغم انه قد مر على ذلك أكثر من عام ونصف العام كنت بملابسي الداخلية وبداية لم أستوعب الأمر ولا كيف دخلوا البيت فلم أصح على حركتهم قبل اقتحامهم للبيت لكن فهمت لاحقا أنهم قد فجروا الباب الرئيسي لبيتنا قبل أن تصحو أمي وأبي وأخوتي.
قام الجنود بعصب أعيني وقيدوا يدي برباط بلاستيكي الى الخلف ولم أتمكن من ان ارتدي ملابس دافئة على الرغم من مناشدة أمي لهم كان الجنود يريدون إخراجي من البيت بسرعة وفعلا اقتادوني للخارج وأجلسوني على أرضية السيارة العسكرية كان أكثر من جندي يحيطون بنا ونحن في السيارة كانوا يشتموننا بأسوأ المسبات وكذلك كانوا يضربونني بأرجلهم واقتادونا الى معسكر كفار عصيون الواقع بين مدينتي بيت لحم والخليل.
كانت الساعة 4 صباحا تقريبا، حيث أوقفوني في خارج المبنى وكان البرد شديدا جدا وكذلك كنت أحس ببعض المطر بعد ساعات أدخلوني للتحقيق ومن ثم أعادونا «للشبح» الوقوف وأنا مقيد للخلف وأنا معصوب العينين واستمر الوضع هكذا لما يقارب اليومين وبعد أن انتهى التحقيق معي أنزلونا للغرف وهي غرف باردة ليس فيها تدفئة ومزدحمة كذلك فإن الطعام كان سيئا.
في اليوم الرابع من اعتقالي 5/3/2016 وفي الساعة السابعة والنصف صباحا تمت المناداة على اسمي من أجل الذهاب للمحكمة في معسكر عوفر الإسرائيلي القريب من مدينة رام الله التي تبعد حوالي 70 كلم سيارة النقل العسكرية كانت غير مريحة ومزدحمة وصلنا معسكر عوفر حوالي الساعة 9.30 وتم إدخالي إلى قاعة المحكمة، وهناك التقيت بالمحامي لأول مرة وتم تمديد اعتقالي لمدة أسبوع وأذكر أن محكمة التمديد انتهت بعد ربع ساعة ولكن بقيت أنتظر في غرفة حتى الساعة 8.30 مساء ومن دون أي طعام حتى أدخلوني إلى سجن عوفر القريب من المحكمة.
بعد عدة جلسات للمحكمة والتي كانت فقط من أجل تمديد وتجديد توقيفي وبعد ما يقارب 55 يوما من اعتقالي تم الحكم علي بالسجن شهرين و2500 شيكل غرامة وكذلك سنة مع وقف التنفيذ لمدة 5 سنوات وذلك بتهمة إلقاء الحجارة.
أما الأسيرة المحررة نوران أحمد خليل بلبول فقالت في كلمتها: أود أن أقدم شكري للكويت متوجة بأميرها الشيخ صباح الأحمد على استضافته لنا لهذا المؤتمر العظيم ضد معاناة أطفال فلسطين من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، وأشكر رئيس البرلمان الكويتي على موقفه المشرف لطرد السفير الإسرائيلي ونعتهم بأنهم قتلة أطفال. حقا هم كذلك بل أكثر من ذلك.
فهذا عهدنا بكم دائما فأنتم سنام المجد وأنتم شيوخ الدار وأنتم وسام فخر على جبين كل عربي حر شريف يرفض الذل والظلم لإخوته العرب أينما كانوا، كما أتقدم بتحية الوطن لرئيس دولة فلسطين الرئيس محمود عباس كما أتقدم بوافر الشكر والتقدير لكل المشاركين في هذا المؤتمر ليعبروا عن تضامنهم مع معاناة الشعب الفلسطيني وخاصة الأطفال منهم.
أعرفكم على نفسي أنا الأسيرة المحررة نوران أحمد خليل بلبول من مدينة بيت لحم مهد المسيح عليه السلام ابنة الشهيد أحمد بلبول وأخت الأسيرين المحررين محمد ومحمود البلبول، اللذين خاضا أطول إضراب عن الطعام 85 يوما يصارعان فيه الموت ليعزفا على أوتار أمعائهما الخاوية لحن الحرية والنصر لإيمانهما العميق بأنهما أصحاب حق ووطن مسلوب، طفلة فلسطينية أنا جئتكم أحمل في قلبي جرحي وحزني فمنذ ولدت وأنا أسمع أصوات الرصاص في أذني، أرى عيونا باكية فهذه أم شهيد وهذه بنت أسير وهذه أخت مفقود وهذه طفلة شوهتها قنبلة منذ ولدت وأنا أرى الموت والعسكر يمشي في شوارعنا.
اسمحوا لي أيها الجمع الكريم بأن أروي لكم لحظات اعتقالي وضربي وإهانتي من قبل المحتل، والتهمة أنني فلسطينية وابنة شهيد اعتقلوني قبل عام في أبريل 2016 وعمري 15 عاما، اعتقلوني عند المعبر المؤدي للقدس الشريف، كنت ذاهبة مع عمتي للصلاة يوم الجمعة، فحصل شجار بيني وبين مجندة إسرائيلية حاقدة أرادت نزع ثيابي للتفتيش فرفضت ذلك وما رأيت نفسي إلا وأنا في زنازين التحقيق مع حشد كبير من المحققين يصرخون ويشتمون لا أعرف ماذا يقولون ولكني فهمت منهم بأنني إرهابية، 3 أيام من التحقيق المستمر دون راحة أو طعام أتذكرهم وهم يعرضون علي فيديو اغتيال والدي وقد شوهوا صورة وجهه الضحوك في ذاكرتي وهو مبتسم يطعمني بيده الحنونة يضحكون على بكائي ويتباهون بأنهم قساة قلوب وليسوا من البشر، لن أنسى أمي وهي تضرب من قبل جنود الاحتلال، لن أنسى ذلك السجن الذي رموني فيه، لن أنسى صيحات الأسيرات الصغار من ألم رصاصات اخترقت جسدهن النحيل كم أتذكرك يا مرح بكير وأنت تبكين من ألم عشر رصاصات بيدك وأنت يا هدية عرينات يا ابنة 12 عاما وأنت تبكين لأجل العودة لحضن أمك وتوصيني بأن أقبل تراب فلسطين، كم يؤلمني ويخيفني صراح الجندي يوقظني كل نصف ساعة لن أنسى صورة أمي وهي تأكل وحدها في شهر رمضان زوجها شهيد وأولادها جميعهم في السجن أي غابة نحن نعيشها؟ أي دولة عدل يدعيها الكيان الصهيوني؟ حكموني أربعة أشهر ظلما وبهتانا، أبعدوني عن مدرستي وطفولتي وخلال الاعتقال حرموني من الزيارة، ولم تتمكن أمي من زيارتي إلا مرة واحدة لنصف ساعة فقط قبل الإفراج عني بيوم واحد، أعرف أنكم تحتقرونهم مثلي، ولكن صدقوني أنا شخت قبل أن أكبر كباقي أطفال العالم، رسموا في ذاكرتي خوفا وألما وحزنا وصور أطفال أسرى يبكون لنيل حريتهم، محكومون سنوات طويلة، صدّقوا ما أقوله تلك هي إسرائيل تتباهى باعتقال أطفال قصّر وزهرات قاصرات بتهم باطلة تدعيها دائما حفاظا على أمنها المزعوم وسلامتها.
وكانت فرحتي عظيمة باستقبال الأهل والأحبة عندما تحررت وكأني ولدت من جديد في هذه الحياة ولكن فرحتي لم تكتمل لأن إخوتي ما زالوا في الأسر.
أنا لا أعرف في السياسة شيئا، ولكني أتساءل: لماذا ذبحوا طفولتي؟ لماذا حجبوا الشمس ونثروا العتمة في عيني؟ ولكن رغم كل هذا سيبقى يسري في شراييني حبك يا فلسطين حبك يا فلسطين.
رسالتي لكم يا كل الشرفاء في كل العالم، حلمي بسيط هو أن أعيش أنا وشعبي بأمن وسلام وأنا أحلم بغد مشرق وبدولة فلسطينية تعلو في سماء قدسها رايات النصر والحرية. فأنا محملة بكثير من الرسائل من زهرات فلسطين القابعات خلف القضبان فحلمهم بسيط الحرية.. الحرية.
صاحب السمو بحث مع الرئيس الفلسطيني دعم وحدة الصف ومسيرة العمل العربي المشترك
استقبل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بقصر بيان ظهر امس الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة والوفد الرسمي المرافق له وذلك بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد.
هذا وعقدت المباحثات الرسمية بين الجانبين، وترأس الجانب الكويتي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وكبار المسؤولين بالدولة، وعن الجانب الفلسطيني الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة وكبار المسؤولين في فلسطين.
وصرح نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح بأن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية وسبل دعمها في مختلف المجالات وتوسيع أطر التعاون بين البلدين الشقيقين بما يخدم مصالحهما المشتركة ودعم وحدة الصف ومسيرة العمل العربي المشترك.
هذا وساد المباحثات جو ودي عكس روح الأخوة التي تتميز بها العلاقة والرغبة المتبادلة في المزيد من التعاون والتنسيق في كل الأصعدة.
وأقام صاحب السمو الأمير بقصر بيان ظهر امس مأدبة غداء على شرف الرئيس محمود عباس والوفد الرسمي المرافق له وذلك بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد.
هذا وغادر البلاد عصر امس الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة والوفد الرسمي المرافق له بعد زيارة رسمية أجرى خلالها مباحثات رسمية مع صاحب السمو الأمير.
وكان على رأس مودعيه على ارض المطار صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ محمد الخالد ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح ورئيس بعثة الشرف المرافقة المستشار بالديوان الأميري محمد ضيف الله شرار.
وكان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قد استقبل بقصر بيان ظهر امس رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم.
كما استقبل سموه بقصر بيان ظهر امس سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، واستقبل سموه بقصر بيان ظهر امس النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد.
في السياق ذاته، استقبل الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة ظهر امس رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وذلك في مقر إقامته بقصر بيان.
كما استقبل الرئيس محمود عباس ظهر امس سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وذلك في مقر إقامته بقصر بيان. حضر المقابلتين رئيس بعثة الشرف المرافقة المستشار بالديوان الأميري محمد ضيف الله شرار.
وزيرة الشؤون: نتطلع لوضع حد لمعاناة الطفل الفلسطيني
بشرى شعبان
أكدت وزيرة الشؤون ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح ان الحديث عن ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الطفل الفلسطيني لم يكن يوما من باب الادعاء أو التجني، فالصور والمشاهد والأدلة كثيرة على معاناة الطفل الفلسطيني وما يتعرض له من اضطهاد على يدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تعمد إلى تحطيم واقعه النفسي والوجداني من خلال ممارسات تعسفية تهدف إلى إيجاد واقع طفولة وحياة متدنية بسبب العنف والقهر الذي يمارسه الاحتلال ويدفع ثمنه الطفل الفلسطيني، من هذا المنطلق يحدونا الأمل في أن يهب الجميع لنصرة الطفل الفلسطيني.
وقالت الصبيح، على هامش افتتاح جلسات عمل المؤتمر الدولي لمعاناة الطفل الفلسطيني: اننا نتطلع من خلال هذا المؤتمر ومن خلال جهودنا المشتركة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الى الحصول على نتائج فعلية وواقعية تنعكس على واقع الطفل الفلسطيني للقضاء على معاناته وضمان حقه الأصيل في الحياة وفقا لما نصت عليه الاتفاقيات الدولية والشرائع السماوية فلنعمل معا من أجل نصرة الطفل الفلسطيني ودعمه للحصول على حقوقه المشروعة.
من جهته، أكد وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني ابراهيم الشاعر ان الدور الأساسي لوزارة التربية حاليا هو استكمال بناء منظومة الحماية الاجتماعية للاطفال الفلسطينيين على المستوى الذي يتعلق بالقوانين واللوائح التنظيمية وعلى المستوى التطبيقي لنظام التحويل الوطني للاطفال الذين يتعرضون للعنف من الاحتلال.
واضاف اننا في فلسطين نرى في الاطفال الغد المشرق ولذلك نعمل معا مع كل الجهات المعنية والوزارات من اجل توفير الدعم لاطفالنا وتقديم تعليم نوعي ودعم نفسي ورعاية صحية محترمة، وان شاء الله نحن نعول على مخرجات المؤتمر ونتطلع الى آليات عملية لدعم الحكومة الفلسطينية للايفاء بالتزاماتها تجاه اطفالنا في فلسطين.
وردا على سؤال وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح حول ابداعات الطفل الفلسطيني على الرغم من الانتهاكات انه من رحم المعاناة يولد الابداع والامل وعلى مر العصور تعريف الابداع ليس بسهل ولكن ان التزمنا بالنظريات الحديثة حول الابداع هناك عوامل تتعلق بالمعاناة الصعبة للاطفال وسعيهم وقتالهم من اجل الحصول على فرصة للتميز والابداع، وبالتالي هناك استعداد للاطفال وانتهاكات الاحتلال اعطتهم صلابة وقوة معنوية ونفسية كبيرة جدا.
هذا، وكشفت وزيرة التضامن الاجتماعي بمصر غادة والي عن اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب سيعقد على هامش مؤتمر معاناة الطفل الفلسطيني ضمن اجتماع الدورة العادية الذي ينظم سنويا في الكويت، مشيرة إلى أن الاجتماع سيضع من خلاله خطة عمل 2018.
من جانبه، قال مستشار اول بوزارة الخارجية والمغتربين في فلسطين مهند العكلوك ان معاناة الطفل الفلسطيني بدأت منذ مائة عام ولكن عام النكبة كان اول إعلان إسرائيلي رسمي عندما قال ان الكبار يموتون والصغار ينسون. وكل شهر يتعرض 200 طفل فلسطيني الى الاعتقال وتعرضت جميع مدارس فلسطين الى الإغلاق.