نيويورك: أعربت الكويت عن القلق البالغ ازاء الوضع السياسي الحالي في هايتي وآثاره السلبية على استقرار البلد وأمنه.
جاء ذلك خلال كلمة الكويت بجلسة مجلس الأمن حول هايتي والتي ألقاها المندوب الدائم السفير منصور العتيبي مساء امس الأول.
وقال العتيبي: «بحسب آخر تقرير للامين العام حول بعثة الامم المتحدة لدعم العدالة في هايتي فإن الأشهر القليلة الماضية اتسمت بمفاوضات مطولة وغير ناجحة حتى الآن لتشكيل حكومة جديدة وأزمة دستورية ناجمة عن الفشل في تنظيم الانتخابات في الوقت المناسب لتجديد المجلس التشريعي الحالي».
وأضاف «نشعر بقلق بالغ من تصاعد اعمال العنف في هايتي وندعو جميع الأطراف الى التهدئة وضبط النفس وعدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية ونرحب هنا بالخطوات المتخذة من الرئيس لمواصلة الحوار الوطني في سبيل حل الازمة الحالية، كما نشيد بدور القوات الوطنية في احتواء الاوضاع الأمنية والحفاظ على الأمن».
وأشار العتيبي الى ان قضية الافلات من العقاب كانت عاملا رئيسيا في اعاقة التقدم نحو تحسين الحكم والمساءلة الحقيقية، داعيا الشرطة الوطنية والسلطات القضائية الى التحقيق بشكل كامل وضمان المساءلة عن الفساد وانتهاكات حقوق الانسان في الدولة.
ودعا الى مواصلة الجهود لاصلاح نظام العدالة المحلي، حيث سيكون امرا بالغ الاهمية لاستعادة ثقة المواطنين الهايتيين بنخبهم السياسية والاقتصادية وإقناعهم بالانتعاش من خلال الوسائل الديموقراطية والسلمية في بناء مستقبلهم.
وأضاف العتيبي: «الى جانب الوضع السياسي والامني الراهن ينتابنا القلق حيال الأوضاع الانسانية في هايتي في حال استمرت الحالة الامنية على ما هي عليه وخطورة ذلك على مسألة توصيل المساعدات الانسانية لمحتاجيها».
وأشار الى التحديات الكبيرة التي تواجهها المستشفيات في هايتي بسبب نقص الوقود ونقص المياه الصالحة للشرب وغيرها من الضروريات حيث تؤثر تلك التحديات على دور الايتام ووحدات الحماية المدنية وغيرها من خدمات الطوارئ والتي تعمل حاليا بقدرة محدودة. وذكر العتيبي ان 2.6 مليون شخص في هايتي يعانون انعدام الامن الغذائي في بداية هذا العام مرحبا بتخصيص خمسة ملايين دولار من الصندوق المركزي للإغاثة في حالات الطوارئ لتمكين الجهات الفاعلة في المجال الانساني من الاستجابة لاحتياجات البلد العاجلة.
واكد الحاجة الى اجراء حوار واسع النطاق وشامل بين الهايتيين لإزالة العقبات السياسية وتنشيط الاقتصاد واستعادة الاستقرار في البلاد.
وحث العتيبي جميع الاطراف الفاعلة على التخلي عن خلافاتهم ومصالحهم الخاصة لصالح العمل معا للتغلب على الصعوبات الحالية التي تواجه البلد لان هذا سيكون هو السبيل الوحيد لضمان قدرتها على استئناف تقدمها نحو التنمية المستدامة وتحقيق جدول اعمال 2030.
كما حث على توخي الحذر بشأن الضغط من اجل اجراء انتخابات في هايتي اذا لم يكن البلد مستعدا للقيام بها، لافتا الى ان مواجهة التحديات امام هايتي قد تتطلب مساعدة خارجية، داعيا الشركاء الاقليميين والدوليين الى تقديم الدعم اللازم في هذه المرحلة الحساسة والحاسمة.
واعرب العتيبي عن خالص شكره وامتنانه للممثلة الخاصة للامين العام في هايتي هيلين لاليم، والعاملين في البعثة وفريق الأمم المتحدة القطري على عملهم الدؤوب لتحقيق الاستقرار في هايتي ودعمها لتحقيق اهداف التنمية المستدامة.