- ضرورة تقييم التجربة بشكل شامل والاستفادة منها بما يسهم في تعزيز مكانة الكويت بالساحة الدولية
- أحمد الناصر: تجربة الكويت في مجلس الأمن ناجحة بفضل رؤية وتوجيهات سمو الأمير
- فترة عضوية الكويت اتسمت بالحساسية والصعوبة لكثرة الملفات الدولية الشائكة التي طرحت خلالها
- العتيبي: الكويت كانت صوتاً لجميع الدول ودافعت عن القضايا الإنسانية انسجاماً مع مواقفها
محمد هلال الخالدي
أشاد سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد بتجربة الكويت خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن خلال العامين الماضيين، مؤكدا نهج الكويت المتوازن وسياستها الخارجية الداعمة للأمن والاستقرار والسلام في العالم، والتي رسم ملامحها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
وأعرب في كلمته التي ألقاها في معهد سعود الناصر الديبلوماسي صباح أمس بحضور وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد ومندوبنا الدائم في الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي وعدد كبير من السفراء عن فائق سعادته وتقديره لرعاية هذه الندوة المهمة، والتي تتناول فترة عضوية الكويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال الفترة من 2018 ـ 2019.
وقال يسرني أن أشيد بالجهود الحثيثة لوزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد ونائب وزير الخارجية السفير خالد الجارالله، والسفير منصور العتيبي مندوبنا الدائم لوفد الكويت لدى الأمم المتحدة وفريقه المميز، والفريق المعني بوزارة الخارجية على ما بذلوه من عمل دؤوب ساهم في نجاح مهمة الكويت في مجلس الأمن وساعد في تعزيز رصيدها الديبلوماسي والمنسجم أساسا مع أهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة المبنية على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الجهود الدولية في سبيل صيانة الأمن والسلم الدوليين.
وأضاف ان فترة عضوية الكويت في مجلس الأمن اتسمت بالحساسية والصعوبة، وذلك لكثرة الملفات الدولية الشائكة التي طرحت على مجلس الأمن، ولكن بفضل من الله عز وجل، وبسبب قيادة وتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ورسمه لسياسة الكويت الخارجية، فقد كانت فترة عضوية الكويت محل فخر واعتزاز لنا جميعا.
وقال ان سياسة الكويت المتزنة تاريخيا، كانت أحد الأسباب الرئيسية في نيل الكويت ثقة 188 دولة عضوا في الأمم المتحدة لتكون عضوا غير دائم في مجلس الأمن، ولقد حرصت الكويت خلال عضويتها في مجلس الأمن على التعامل مع القضايا والملفات الدولية وفق نهج سوي ومتزن يصبو للحفاظ على الاستقرار والسلم والأمن الدوليين.
وأشار الى انه منذ اليوم الأول للعضوية حرصت الكويت على تمثيل المجاميع السياسية والإقليمية التي تنتمي لها ونقل مشاغلها والتعبير عن تطلعاتها بما يساهم ويؤدي إلى تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، ومتابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالنزاعات في المنطقة والمساهمة بدعم الجهود الرامية لاتخاذ ما يلزم من تدابير لوضعها موضع التنفيذ، الأمر الذي شكل قيمة مضافة بالنسبة للسياسة الخارجية الكويتية وعزز من مكاسبها الدولية، فقد كانت العضوية تجربة ثرية إزاء كيفية التعامل مع الأزمات المتسارعة في المنطقة والعالم واحتواء آثارها.
وقال إن ما تحقق من نجاحات خلال فترة العضوية لا يمكن وصفه إلا بأنه قطف لثمار ذلك النهج المتوازن والطرح العقلاني للكويت إزاء مختلف القضايا المطروحة على الساحة الدولية، ومبدئها في الحفاظ على علاقات متميزة مع كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وأشار الى ان الكويت نجحت خلال فترة عضويتها بالتركيز على أولوياتها الأربع في المجلس وهي:
- تبني القضايا العربية وعلى وجه الخصوص القضية الفلسطينية.
- القضايا الإنسانية.
- منع نشوب النزاعات، الديبلوماسية الوقائية، والوساطة.
- تحسين أساليب عمل مجلس الأمن.
كما استذكر الخالد بكثير من الاعتزاز رئاسة الكويت لأعمال مجلس الأمن خلال شهرين، الأولى في فبراير 2018، والثانية في يونيو 2019، وما حظيت به تلك الرئاستان من اهتمام دولي كبير نظرا لعدد الاجتماعات وأهميتها في الفترتين وتنوع نطاقها الجغرافي، بما في ذلك تطورات الأحداث في منطقة الخليج.
وقال ان الرئاسة الكويتية في يونيو 2019 هي الأعلى كثافة ونشاطا في ذلك العام الذي شهد 12 رئاسة مختلفة، وذلك من حيث عدد الاجتماعات لمجلس الأمن وعدد ساعات العمل فيه (65 ساعة).
وأدركت الكويت أن رئاسة مجلس الأمن تعد من أهم الفترات التي تمر على الدولة العضو، ومن خلالها يمكن إبراز أولويات الدولة بشكل ملحوظ، وذلك من خلال التحضير الجيد سواء فيما يتعلق بالجلسات التي يتم عقدها، والعمل على إصدار أي منتج يتعلق بأهداف الدولة والتحضير له بشكل مسبق بفترة طويلة.
وأضاف ان بذل منتسبي ومنتسبات وزارة الخارجية في كل من الكويت ونيويورك جهودا حثيثة ساهمت في نجاح الديبلوماسية الكويتية خلال فترة عضويتها وما أسفر عنه من استصدار عدد من المخرجات المهمة من مجلس الأمن، سواء على شكل قرارات أو بيانات رئاسية أو بيانات صحفية أو مذكرات رئاسية تناولت عددا من القضايا والمسائل المهمة والحساسة المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن، مثل الملف الإنساني السوري، تحسين أساليب عمل مجلس الأمن، علاقة مجلس الأمن بجامعة الدول العربية، وتقديم أول قرار يتناول مسألة المفقودين في النزاعات المسلحة وهو القرار 2474 (2019).
وقال انه مع انتهاء عضوية الكويت في مجلس الأمن، نكون قد طوينا صفحة مهمة من تاريخ الديبلوماسية الكويتية، ونؤكد هنا أهمية تقييم هذه التجربة بشكل شامل، والاستفادة منها بما يساهم في تعزيز مكانة الكويت في الساحة الدولية، واستثمار هذا الرصيد الزاخر نحو تأكيد دورها كعضو فاعل في مختلف المنظمات الإقليمية والدولية والمساهمة في الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
ديبلوماسية الكويت المتزنة
بعد ذلك ألقى وزير الخارجية الشيخ د. أحمد ناصر المحمد كلمته التي قال فيها:
انه ليشرفني بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن جميع منتسبي وزارة الخارجية ان أتقدم لسمو الشيخ صباح الخالد، رئيس مجلس الوزراء، بجزيل الشكر وعظيم العرفان لتشريفه لنا برعايته وحضوره الكريمين لهذه الندوة التي تعقد بعنوان «التجربة الثانية للكويت في مجلس الأمن».
وقال ان رعايتكم وحضوركم يا سمو الرئيس لهذه الندوة انما يؤكد دأبكم وحرصكم المتواصلين على تشجيع إخوانكم وأبنائكم العاملين في وزارة الخارجية بعد ان انتهت للتو عضوية الكويت غير الدائمة في مجلس الأمن.
وأضاف ان التجربة الثانية للكويت في مجلس الأمن كانت موفقة وناجحة حيث واصلت الكويت خلالها، وبتوجيهات سديدة من صاحب السمو الأمير، ورئيس الوزراء ما جبلت عليه من التزام متين بالقيم السامية المتجذرة في ميثاق الأمم المتحدة، وغيرها من المواثيق الدولية ذات الصلة. وقال نحن في وزارة الخارجية لا ننسى أبدا الدور المحوري لسمو رئيس الوزراء حتى قبل عضويتنا في مجلس الأمن.
وقال في حديثه الى سمو رئيس الوزراء: فور أن أعلنت الكويت عن رغبتها بالترشح لعضوية غير دائمة ثانية لها في مجلس الأمن، قمتم سموكم، بعقد لقاءات وإتمام زيارات لعديد من دول العالم، حيث أسهمت تلك التحركات إسهاما بالغا بنيل الكويت ثقة المجتمع الدولي لعضوية مجلس الأمن.
كذلك فور أن بدأت الكويت عضويتها في مجلس الأمن، نستذكر قيادة وإدارة سموكم الفعالتين خلال عضويتنا في مجلس الأمن، وتواصلكم المستمر، الذي كان يربط الليل بالنهار، مع أخيكم نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، وبقية الإخوة المسؤولين في الوزارة والوفد الدائم في نيويورك والذي كان له دور دامغ وحاسم في إنجاح التجربة الثانية للكويت في مجلس الأمن لعامي 2018 ـ 2019.
ختاما، سمو الرئيس، إذا كان المعروف يذكر ليشكر فإننا هنا نتقدم لسموكم بجزيل الشكر وصادق الامتنان لدوركم الرئيسي في إنجاح هذه التجربة الكويتية في تاريخ العلاقات الخارجية للدولة.
كما نعاهد سموكم في الحفاظ على نفس النهج الذي خبرناه فيكم وتعلمناه منكم في خدمة الأهداف العليا لسياستنا الخارجية مستلهمين على الدوام معاني الحكمة والسداد في هذه السياسة التي أرساها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، عبر السنين والعقود الماضية، أساسها السلام والحوار والوئام، ونبراسها العقلانية والمصداقية والحكمة.
نجاح دولي
بعد ذلك بدأت أعمال الندوة بكلمة لمندوب الكويت الدائم في الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي تطرق فيها لأهمية حصول الدول الصغيرة مثل الكويت على عضوية مجلس الأمن ضمن الدول ذات العضوية غير الدائمة، مؤكدا أن كثيرا من الدول الصغيرة تسعى لهذه العضوية لأهميتها كون مجلس الأمن هو من أهم مؤسسات الأمم المتحدة وأكثرها قوة ونفوذا، حيث ان المجلس معني بالأمن والسلم الدوليين، وقرارات مجلس الأمن ملزمة لجميع الدول، لافتا إلى أن الدول تسعى لتقديم ترشيحها لعضوية المجلس قبل 20 عاما، مشيدا بمكانة الكويت الدولية حيث استطاعت أن تحصل على دعم 188 دولة.
وأضاف أن مجلس الأمن يناقش حوالي 50% من قضاياه التي تتعلق بالعالم العربي، وفي ظل ضعف التأثير العربي تصبح عضوية الكويت ذات أهمية كبيرة، حيث استطاعت الكويت خلال فترة عضويتها أن تنجز العديد من الملفات وتحقق النجاح في أكثر من مستوى خدمة للقضايا الكويتية أولا، والعربية والإسلامية ثانيا، منوها إلى أن مجلس الأمن كان في السابق يناقش قضية الأمن والسلم فقط، ولكن في السنوات القليلة الأخيرة أصبح يناقش العديد من القضايا مثل تغير المناخ والمرأة وانتشار الأسلحة والإرهاب، الأمر الذي جعل مهمة الأعضاء في مجلس الأمن في غاية الصعوبة نظرا لتشعب القضايا.
وأكد العتيبي أن وزارة الخارجية قد استعدت لهذا الحدث الكبير قبل فترة طويلة، من خلال تدريب وتأهيل فريق عمل ذي كفاءة يستطيع التعامل مع القضايا الدولية ويفهم جيدا الإجراءات في مجلس الأمن.
كما أشار إلى أن الأولويات التي حددتها القيادة السياسية في الكويت وكذلك عدم وجود أجندة سياسية خاصة للكويت ساهمت في تمكين فريق العمل الديبلوماسي الكويتي في نيويورك من العمل والتحرك بحرية وسرعة وفقا للتوجيهات والمبادئ العامة التي رسمتها القيادة السياسية قبل ذلك.
وأكد أن نجاح الكويت في عضويتها ودورها في مجلس الأمن يعود لالتزامها بتعهداتها وانسجامها مع مواقفها المعلنة وسياستها الخارجية المتميزة بدعم السلام والازدهار في جميع الدول.
كما تحدث عن جهود الكويت خلال فترة عضويتها في مجلس الأمن لتحسين العمل في المجلس، لافتا الى أن السنوات الأخيرة وفي ظل تصاعد التوتر والخلافات، شهد المجلس تزايدا لافتا لحق الفيتو بكثرة على قضايا مثل سورية والشرق الأوسط وكوريا الشمالية وإيران مما وضع بعض الدول في حرج وقل التوافق، الأمر الذي استدعى أن تتحرك الكويت بالتعاون مع 10 دول أخرى لتشكيل جبهة تسعى لردم هذه الهوة وتساهم في إصلاح الوضع، واستطاعت الكويت أن تحقق بعض التقدم في هذا المجال.
وأضاف العتيبي أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن قدروا التحسينات التي أدخلتها الكويت لعمل مجلس الأمن من خلال 8 مذكرات وكان ذلك أكبر عدد من المذكرات التي تم اعتمادها والتي تتعلق بتحسين أساليب عمل مجلس الأمن، وأشار إلى أن المجلس لا يستطيع أن يطلع بمسؤوليته ومهامه في وجود خلافات بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهذا ما دعا الكويت لتكوين فريق مع الدول العشر غير دائمة العضوية لتشكيل جبهة لردم الهوة بين مواقف الدول دائمة العضوية، مضيفا: «وقد أثبتنا أنه بإمكان الدول الصغيرة أن يكون لها دور في إبراز قضايا معينة».
كما أكد العتيبي حرص الكويت على توثيق علاقاتها الطيبة مع جميع الدول قبل وبعد عضويتها في مجلس الأمن انسجاما مع سياستها الخارجية. وأضاف العتيبي ان الكويت أصدرت عددا من القرارات الإنسانية المهمة خلال فترة عضويتها أولها القرار بشأن المفقودين خلال النزاعات المسلحة، لافتا إلى أن هذا القرار كان أول قرار يصدر من مجلس الأمن حول هذه القضية الإنسانية وكذلك القرار الذي اشتركت به الكويت مع مجموعة من الدول عن علاقة الجوع بالأمن.
وأكد العتيبي أن وجوده في مجلس الأمن كان بمنزلة تجربة جيدة له استطاعت تعريفه تفاصيل القضايا الدولية، معربا عن فخره واعتزازه بتمثيله الكويت في مجلس الأمن خلال الفترة السابقة والتي اعتبرها فترة مهمة جدا في تاريخ الكويت السياسي والتي عرفت العالم بسياسة الكويت الهادئة والملتزمة حيال جميع القضايا العالمية، مؤكدا أن الكويت ليست لها أجندة خاصة تجاه أي قضية.
وذكر أن موقف الكويت ثابت وتاريخي تجاه القضية الفلسطينية وهناك موقف موحد عربي وإسلامي تجاه هذه القضية وهذه كانت من أسهل القضايا التي كنا ندافع عنها على الرغم من أن مواقفنا كانت تزعج بعض الدول الأخرى لكننا كنا حاسمين، مضيفا: «وأيضا لكون القضية الفلسطينية عادلة ونحن نؤمن بها وما طالبت به الكويت كان تنفيذا للقرارات الشرعية الدولية».
الهين: مستمرون في جهودنا الإنسانية ونحن دعاة سلام وتقدم وازدهار لجميع الدول
قال مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات ناصر الهين ان الكويت حتى قبل انضمامها الى مجلس الأمن وبتوجيهات من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قامت إدارة المنظمات بحشد الدعم الدولي للانتخابات بالتعاون مع بعثتنا في نيويورك وسفاراتنا بالخارج، وبفضل سمعة الكويت ومكانتها حصلت في 2017 على 188 صوتا تأييدا لانتخابها في مجلس الأمن.
وأضاف: من هنا انطلقت مساعي الوزارة للاستعداد لهذه العضوية وتم وضع أولويات تعاملنا على ضوئها في القضايا على جدول أعمال مجلس الأمن، وتابع: كان لإدارة المنظمات دور أساسي في التعامل مع المنظمات الدولية في مجلس الأمن والسفارات الممثلة لهذه الدول في الكويت.
وحول الدخول في تجارب جديدة، قال نحن دائما مستمرون في جهودنا الإنسانية وفي تطبيق سياسة الكويت المعتدلة التي رسمها سمو الأمير ونحن دائما دعاة سلام وتقدم وازدهار لجميع الدول، ولدينا جهود ومساع مستمرة في الانضمام الى المنظمات الدولية ولن نتوقف لتحقيق أجندة إيجابية هدفها الأمن والاستقرار الدوليين.
وأوضح الهين ان الكويت عملت مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لإيجاد أرضية مشتركة لتحقيق التوازنات المطلوبة وسعينا بكل جهد لتحقيق نتائج إيجابية من خلال التوازن في الطرح والعقلانية في التعامل مع القضايا.
وحول نية الكويت زيادة عدد أعضاء بعثتها في نيويورك، قال ان العمل لا يقاس بالعدد وإنما بجودته وكفاءة فريق العمل والنتائج التي تتحقق، لافتا الى ان الكويت عملت مع الولايات المتحدة في مجلس الأمن وكان هناك تنسيق بينهما، مؤكدا أن إدارة المنظمات لديها كفاءات جيدة ما يكفي لتحقيق الأهداف المرجوة.
ميموت: الكويت والولايات المتحدة متفقتان حول ضرورة حل القضية الفلسطينية والاختلاف حول كيفية تحقيق الأهداف
قال القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى البلاد لاري ميموت ان الولايات المتحدة تقدر كثيرا الدور الكبير الذي لعبته الكويت في مجلس الأمن خلال فترة عضويتها غير الدائمة خلال العامين الماضيين، فقد كان دورا إيجابيا والكويت عملت بتعاون كبير مع جميع الدول الأعضاء الدائمين وغير الدائمين، وأضاف أحيانا يكون هناك عدم اتفاق بيننا في عدد من القضايا وأحيانا بين الكويت وروسيا والصين في مجلس الأمن، لكننا دائما كنا نحترم دور الكويت ومكانتها، خاصة في القضايا الإنسانية وفيما يتعلق بإيران وكوريا الشمالية وهي قضايا مهمة جدا.
وحول الاختلاف في وجهات النظر بين الموقف الكويتي والأميركي تجاه القضية الفلسطينية، قال ميموت ان الاختلافات في وجهات النظر ليست في المبادئ والأهداف الاستراتيجية، وإنما على مستوى الخطوات والإجراءات، مؤكدا أن الكويت والولايات المتحدة متفقتان حول ضرورة حل القضية وأهمية التفاوض، لكن هناك اختلافا في وجهات النظر حول كيفية تحقيق هذه الأهداف.
وفيما يتعلق بما قاله السفير منصور العتيبي حول صعوبة الفترة التي شغلت فيها الكويت عضوا غير دائم في مجلس الأمن، قال ميموت انني لم أكن في نيويورك في هذه الفترة إلا ان السفير العتيبي قدم نظرة تاريخية عن مجلس الأمن خلال سنوات طويلة وأنا أتفق معه فيما قال، مضيفا ان هناك اختلافات جوهرية بين الدول الأعضاء ومصالح هذه الدول، الأمر الذي يجعل المهمة صعبة، مؤكدا ان الاختلافات بين الدول ستبقى لكن المهم ان الكويت لعبت دورا مهما في سد الكثير من الثغرات في هذا الخصوص، فقد كانت تتحدث دائما باسم جميع الدول ودائما تسعى لردم الهوة من أجل استتباب السلام والأمن في العالم ونحن نثمن عاليا هذا الدور، ونفى ما تردد عن وصول السفيرة الجديدة الى الكويت، مشيرا الى انها ستصل آخر الأسبوع.
أبوالحسن: عضوية الكويت في مجلس الأمن أثبتت نجاحها أكثر من المتوقع
قال المستشار في الديوان الأميري ومندوب الكويت السابق في الأمم المتحدة محمد أبوالحسن ان عضوية الكويت في مجلس الأمن قد أثبتت نجاحها بأكثر مما كنا نتوقعه، لافتا إلى أن حضور الكويت المميز عرف آلية عمل مجلس الأمن ووضع أهدافا قبل دخوله مجلس الأمن والتزم بها، مما ترك انطباعا جيدا لدى دول العالم عن عضوية الكويت في مجلس الأمن التي لم تكن ممثلة للكويت ولا المجموعة العربية والإسلامية فقط إنما لتمثيل جميع دول العالم.
النجار: القدرات العسكرية للدول الصغيرة لا تكفي لحمايتها
تطرق أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. غانم النجار لأهمية السياسة الخارجية الكويتية في حفظ أمن واستقرار البلاد، لافتا إلى أن القدرات العسكرية للدول الصغيرة لا تكفي لحمايتها من العدوان الخارجي، ونحن في الكويت شهدنا ذلك عندما تعرضت الكويت لاحتلال كامل من قبل الجيش العراقي خلال 4 ساعات فقط.
وأضاف أنه من هنا تأتي أهمية دور الديبلوماسية الهادئة والمتوازنة التي اعتبرها النجار خط الدفاع الأول عن أمن واستقرار الكويت بما تكفله من حماية دولية، قائلا بأن السياسة الخارجية للكويت تتعلق ببقاء الكويت وليست أمرا ثانويا.
كما أشار النجار إلى اختفاء دول صغيرة كانت موجودة في المنطقة، وهذا يؤكد أن الدول الصغيرة لا تستطيع حماية نفسها دون غطاء دولي كبير وهو ما توفره السياسة والديبلوماسية الناجحة.