- الصين تعتبر أحد أكبر الشركاء التجاريين للكويت وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 18.7 مليار دولار
- الكويت ترحب بدعوة السعودية لاستضافة القمة العربية ـ الصينية الأولى للدفع بآفاق الشراكة الإستراتيجية
أكد وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد حرص الكويت على تنمية وتعزيز التعاون مع جمهورية الصين الشعبية، مشيرا الى ان الصين تعتبر أحد أكبر الشركاء التجاريين للكويت.
جاء ذلك في كلمة لوزير الخارجية خلال ترؤسه وفد الكويت المشارك في أعمال الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي - الصيني الذي عقد امس عبر تقنية الاتصال المرئي.
وقالت وزارة الخارجية في بيان ان الاجتماع تناول مجمل علاقات الشراكة الاستراتيجية المتميزة والوثيقة التي تربط الدول العربية بجمهورية الصين الشعبية الصديقة وأطر تعزيز التعاون المشترك فيما بينها بمختلف المجالات الحيوية والهامة وسبل تطوير المنتدى وآفاقه المستقبلية دعما للمصالح المشتركة بين الجانبين.
وأشارت الوزارة الى ان الاجتماع ناقش الأفكار والرؤى حيال التطورات السياسية الأخيرة على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما تلك المتعلقة بمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وأوضحت ان وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد ألقى خلال الاجتماع كلمة فيما يلي نصها:
يسرني في مستهل كلمتي أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة على حسن التنسيق والتنظيم لاستضافة اجتماعنا للدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي ـ الصيني، كما أتقدم بالشكر لجمهورية الصين الشعبية الصديقة على حرصها على انتظام أعمال هذا المنتدى على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع والشكر موصول كذلك للأمانة العامة لجامعة الدول العربية وعلى رأسها الأمين العام على الجهود الحثيثة التي بذلت للإعداد لهذا الاجتماع.
كما أغتنم الفرصة لأبارك للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ولأخي وزير الخارجية أيمن الصفدي باستعادة المملكة لأراضيها في الباقورة والغمرة ورفع علم المملكة عليها.
يأتي اجتماعنا هذا في ظل الظروف الاستثنائية التي عصفت بالعالم أجمع جراء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث لم تكن أي دولة بمنأى عن آثار هذه الجائحة والتي ترتب عليها آثار صحية واقتصادية واجتماعية لم يسبق لها مثيل وأصبحت تمثل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار الدول، وكان من أهم الدروس المستفادة من هذه الجائحة هو أنه لا يمكن لأي دولة مهما كانت مواردها وقدراتها أن تواجهها منفردة وبأن التعاون والتنسيق الدولي هو الكفيل بمواجهة تداعياتها والحد من أثارها.
وإذ نشاطركم القلق جراء تداعيات هذه الأزمة على الأوضاع في دول العالم بشكل عام ودولنا بشكل خاص فقد عملت الكويت بشكل فعال وإلى جانب المجتمع الدولي على دعم كل الجهود الرامية لمواجهة آثار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وفي التخفيف من أعباء هذه الجائحة على الدول الأخرى، حيث وجه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتقديم مساهمة بقيمة 100 مليون دولار أميركي لمواجهة هذه الجائحة والتقليل من آثارها خصص جزء منها لدعم الدول العربية في مواجهة هذا الوباء إضافة إلى دعم منظمة الصحة العالمية والمراكز البحثية في مختلف أنحاء العالم للتسريع في اكتشاف لقاح لهذا الفيروس.
وأود أن أستثمر هذه الفرصة للإشادة بما حققه هذا المنتدى على صعيد النتائج الإيجابية التي صبت في مصلحة الجانبين منذ تأسيسه في عام 2004 وإن انتظام انعقاد هذا المنتدى رغم كل الظروف المحيطة لهو أكبر برهان على حرص دولنا على تعزيز العلاقات التي تربطنا بجمهورية الصين الشعبية وعزم الطرفين على دفعهما لاستمرار عجلة التعاون والتنسيق والسير قدما نحو آفاق أرحب لتعزيز وتطوير هذا التعاون.
فقد تنامى التبادل التجاري بصورة مطردة بين الجانبين، حيث وصل إلى 266 مليار دولار في عام 2019 وبزيادة تقدر بـ 9% سنويا وأصبحت علاقاتنا القوية محل فخر واعتزاز.
وفي هذا السياق، ترحب الكويت بدعوة المملكة العربية السعودية الشقيقة لاستضافة القمة العربية ـ الصينية الأولى والتي من شأنها الدفع بآفاق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وبما يخدم مصالحهما المشتركة.
إن الكويت حريصة كل الحرص على تطوير علاقاتها مع جمهورية الصين الشعبية سواء من خلال الأطر الجماعية أو الثنائية وهذا ما عكسته المشاركة التاريخية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مع الرئيس شين جين بينغ اللذين تفضلا بترأس وفدي بلديهما خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الثامنة لمنتدى التعاون العربي ـ الصيني التي عقدت عام 2018 في بكين وكأول زعيمين يتشاركان في افتتاح أعمال إحدى دورات هذا المنتدى وكذلك زيارة سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء السابق خلال شهر يونيو من عام 2014.
إن جمهورية الصين الشعبية تعتبر أحد أكبر الشركاء التجاريين للكويت، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 18.7 مليار دولار أميركي، كما أن مبادرة الحزام والطريق تمثل فرصة واعدة لكلا الجانبين خاصة فيما يتعلق بترجمة رؤية الكويت 2035 على أرض الواقع.
وإن الكويت تولي كل الحرص على استمرار وتنمية هذا التعاون من خلال الآليات الاقتصادية والتجارية والفنية المشتركة والاتفاقيات الثنائية بما يجسد الشراكة الحقيقية بينهما مدركين مشاغل أصدقائنا في الصين ومجددين التزامنا الثابت بمبدأ «الصين الواحدة» وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وفي الختام، أشكركم جميعا على حسن الإصغاء، ومتمنيا لاجتماعنا هذا التوفيق والسداد.
وذكرت وزارة الخارجية في بيانها انه صدر في نهاية الاجتماع إعلان رسمي تضمن كل المواضيع والمجالات التي تمت مناقشتها في أعمال الدورة وبيان مشترك للتضامن العربي - الصيني في مكافحة (كوفيد 19) وبرنامجا تنفيذيا لأعمال المنتدى.