- الشايجي: تشهد الانتخابات الآن تغيرات كبيرة بسبب تغير الإعلام التقليدي والتواصل الشخصي
- النجار: تأثير وسائل التواصل على نتائج الانتخابات وطبيعة تركيبة المجلس يحتاج إلى قياس علمي
- المناع: مستخدمو وسائل التواصل نجحوا في توظيفها لخدمة أهداف سياسية واجتماعية
في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد وانحسار تأثير الوسائل التقلـــيديــة للدعــايــة الانتخابية، تصاعدت أدوار وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعطي فرصا أكبر للمتعاملين معها قد تصل إلى تغيير تركيبة المجالس النيابية.
وتباينت الآراء حول مدى تأثير وسائل التواصل على نتائج الانتخابات البرلمانية، حيث أكد عدد من الأكاديميين والمتخصصين في الشأن السياسي الدور المحوري الذي قد تلعبه تلك الوسائل في إيصال رسالة المرشح وأهدافه وبرنامجه الانتخابي لناخبيه في حين رأى البعض الآخر أن تأثيرها سيكون محدودا.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت والخبير الدولي الدكتور غانم النجار ان قضية مدى تأثير وسائل التواصل على نتائج الانتخابات وطبيعة تركيبة المجلس تحتاج إلى قياس علمي.
وأوضح أن الأمر الذي تغير في العملية الانتخابية هو كيفية تواصل المرشح مع الناخبين، لافتا إلى أن التواصل بين البشر بشكل عام تحول الى محطة وسائل التواصل الاجتماعي منذ زمن، لذا لم يأت مفاجئا إلا ان (كورونا) هي الأمر المفاجئ.
ولفت إلى ان انتشار هذا الوباء غيّر من طريقة التواصل بعد اختفاء الوسائل التقليدية التي كانت متوافرة في السابق من ديوانيات وولائم وندوات ومهرجانات عامة فضلا عن تغير طبيعة الإعلان في انتخابات سابقة وإلغاء الإعلانات العشوائية.
وأشار إلى انه من الملاحـــــظ الآن عوـــــدة الإعلانات في الطرق مجددا مع العلم بوجود قانون يمنعها ويحدد أماكن في الجمعيات التعاونية تتولى وزارة الداخلية نشر أسماء وصور المرشحين، دون وضوح الإجراءات التي تم بموجبها السماح لتلك الإعلانات بالعودة مجددا للطرق، وتحولت إلى وسيلة رئيسة في الدعاية إذا أخذنا في الاعتبار تراجع دور الصحف الورقية وعودتها مجددا عن طريق وسائل التواصل وتمتعها بالمصداقية بقدر معين أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفت الى أن هناك منافسة كبيرة الآن فيما بين منصات تم إنشاؤها خصيصا للانتخابات إلا انها تحتاج الى وقت للانتشار الواسع والتواصل مع الناس.
وقال د.النجار إذا كان المرشح من الشخصيات المشهورة ومتواجدا على الساحة العامة ولديه متابعون على وسائل التواصل الاجتماعي فهذا يعطيه الفرصة، لافتا الى ان المشكلة تواجه حاليا المرشح الجديد الذي لا يعرفه احد في الوصول إلى الناخبين لإقناعهم.
وأوضح أن المرشحين من أعضاء مجلس الأمة لديهم علاقات ومعارف أكثر من الجدد إضافة الى مرشحين كانوا أعضاء في السابق أو يتمتعون بالشهرة لأي سبب فهؤلاء سيكون وصولهم للناس أسهل سواء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أو اي وسائل أخرى بعد تأثيرات كورونا المستجد.
وقال إن هذا لا يقتصر على الكويت وإنما تأثيره عالميا، مشيرا إلى ان عدد مشتركي برنامج «زووم» في السابق كان نحو 10 ملايين في بداية انتشار (كورونا) وخلال 3 شهور وصل إلى نحو 200 مليون لذا من السهل عمل الندوات واللقاءات من خلال المنصات إلا ان نجاح دورها يعتمد بشكل أساسي على تسويقها وإقناع الناس بالحضور.
وأكد ان وسائل التواصل سيكون لها تأثير ملموس في وصول البعض للبرلمان في حال تم توظيفها بالشكل المناسب واستخدامها في تسويق المرشح من خلال الوصول الى أكبر عدد من المرشحين وهذا لا يقتصر على فئات عمرية محددة وإنما يشمل جميع الأعمار، موضحا ان هناك عددا كبيرا من المرشحين يجيدون التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفــت الى أن أغلب المرشحين حتى الآن ليست لديهم برامج انتخابية لتسويقها عبر وسائل التواصل وانما مجرد شعارات تسوق للشخص فقط ولا تسوق برنامجه الانتخابي إلا اذا كان المرشح مدعوما من فصيل سياسي يحظى بقبول لدى الناس، مشيرا إلى ان التسويق سهل لكن الصعب هو كيفية الوصول الى الناس واختراق وسائل التواصل وتحديدا «الواتساب» الذي يعد من أهم الوسائل في الوصول إلى الناس.
وقال إن تأثيرات «كورونا» مهدت الطريق للاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءا أساسيا من حياة الناس الاجتماعية لذا سيكون لها تأثير على الانتخابات بشكل عام وليس لفئات عمرية محددة إلا ان تأثيرها سيكون أكبر للمرشحين الذين لديهم عدد كبير من المتابعين.
من جانبه، قال الأكاديمي والمحلل السياسي د.عايد المناع لقد بات تصاعد الدور الذي تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي في دول العالم ملموسا إلى حد كبير، حيث نجح مستخدمو هذه الوسائل في توظيفها خلال السنوات الماضية لخدمة أهداف سياسية واجتماعية لاسيما في ظل انتشار (كورونا).
وأوضح انه قد تتعدد أنماط تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مجريات العملية الانتخابية لتكون فاعلا أساسيا في بعض الحالات وعاملا مساعدا في توجيه الناخبين لدى كل الفئات في العديد من الدول الا انها في الانتخابات البرلمانية الكويتية لن يكون لها هذا التأثير في تغيير شكل المجلس وتركيبته ولكن سيكون تأثيرها محدود.
وقال ان البعض قد يرى ان وسائل التواصل الاجتماعي قد تسهم بشكل كبير في غلبة الشباب على تشكيلة البرلمان في ظل توظيف بارز من قبل المرشحين إلا إنني أرى انها لن يكون لها ذاك التأثير الفعال سوي في دائرة واحدة او اثنتين.
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الشايجي: تشهد انتخابات مجلس الأمة الآن تغيرات كبيرة بسبب تغير الإعلام التقليدي والتواصل الشخصي مع الناخبين في ظل اشتراطات وزارة الصحة التي تمنع التجمعات وإقامة المقار الانتخــابية والنــدوات الجماهيرية.
وأوضح ان هذا الأمر سيغير في شكل العلاقة التقلدية التي يمتد تاريخها للمجلس التأسيسي قبل 60 عاما وهذا لن يصب في صالح المرشحين الجدد غير المعروفين لدى الناخبين، لافتا الى ان هناك عددا كبيرا يستخدم «سناب شات» وهو التطبيق الأكثر انتشارا في الكويت ومن بعده الانستغرام وتويتر إلا انها تستخدم لأمور غير سياسية في أغلبها.
وأوضح ان الاعتماد على تلك الوسائل قد يكون أفضل مستقبلا من الآن كونها ستكون جزءا أساسيا من الحملة الانتخابية التي تعتمد الآن على الإعلانات والفيديوهات والتي بدأت تظهر بالفعل من بعض النواب المخضرمين خاصة المثقفين والجامعيين وحملة الدكتوراه والذين يقدمون أطروحاتهم في نقاط مختصرة.
وأشار الى ان وسائل التــواصــل الاجتـــماعـــي سيكون لها تأثير محدود إلا ان التأثير الأقوى سيكون للقنوات الفضائية واستعانة اللجان الإعلامية للمرشح باستقطاع أجزاء من اللقاءات وترويجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.