- هذه المرحلة تتطلب منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا السياسية والابتعاد عن الصراعات الشخصية والمماحكات السياسية المحبطة لمجتمعنا
- المرحلة الحالية تتطلب منا القيام بمسؤوليتنا الوطنية من خلال المشاركة الإيجابية في الانتخابات البرلمانية وأن نحسن اختيار من يمثلنا
- سأستمر في مناصرة قضايا أمتي وطنياً وخليجياً وعربياً وإسلامياً لا أحيد عن ذلك ولا أساوم ولا أخشى في الله لومة لائم
أصدر رئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم بيانا أمس يعتذر فيه عن عدم الترشح للانتخابات البرلمانية الحالية، مؤكدا أن هذه المرحلة تتطلب منا جميعا الوقوف صفا واحدا خلف قيادتنا السياسية والابتعاد عن الصراعات الشخصية والمماحكات السياسية المحبطة لمجتمعنا.
وأكد في بيانه أن «قراري يأتي انسجاما مع مبادئي وتجسيدا لقناعاتي وسأبقى كما عهدتموني ثابتا على قناعاتي، محافظا على مواقفي، مقداما في قراراتي، وفيا لقيادتي، متصديا لمن يحاول العبث بأمن بلدي». وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن قرار الترشح للانتخابات البرلمانية هو قرار وطني، يقوم على أسس موضوعية، وبصيرة سياسية، ويراعي ظروف كل مرحلة ومتطلباتها، ولا يخضع لسلطان العاطفة وتأثيراتها. وبعد التأمل في المعطيات، والنظر في المآلات، وبعد التوكل على الله، والاستعانة بعونه وهداه..
فقد قررت الاعتذار عن عدم الترشح للانتخابات البرلمانية الحالية، مقدرا إصرار الجموع الكبيرة على ترشحي، من أهل الكويت وأبناء دائرتي، ومثمنا دعمهم لي، وثقتهم بي، ودفاعهم عن مواقفي ومبادئي، تاركا للأحداث القادمة أن تكشف عن بعض الحقائق المغيبة، ومؤكدا على الأمور التالية:
أولا: إن عدم ترشحي هو قرار مرحلي، ستعقبه ـ بمشيئة الله ـ عودة ذات تأثير أقوى، لنكمل مسيرة الحفاظ على مصلحة الوطن، وتعزيز مكتسبات المواطنين، داعيا المولى أن يوفق الرئيس القادم للوزراء وحكومته، ومن سيختارهم الشعب لتمثيله، لتحقيق ما يصبو إليه الشعب من تطلعات، وأن يلهمهم جميعا سبل الرشاد، وسنكون إلى جانبهم بكل ما نملك من دعم وإسناد.
ثانيا: إن هذا القرار المرحلي، لا يعني إطلاقا ابتعادي عن المشهد السياسي، ولا انصرافي عن واجبي الوطني، وإنما يأتي انسجاما مع مبادئي، وتجسيدا لقناعاتي، وسأبقى ـ كما عهدتموني، وحيث عرفتموني ـ ثابتا في قناعاتي، محافظا على مواقفي، مقداما في قراراتي، وفيا لقيادتي، متصديا لمن يحاول العبث بأمن بلدي، مستمرا في مناصرة قضايا أمتي: وطنيا وخليجيا وعربيا وإسلاميا، لا أحيد عن ذلك ولا أساوم، ولا أخشى في الله لومة لائم.
ثالثا: إن هذه المرحلة، تتطلب منا جميعا، الوقوف صفا واحدا خلف قيادتنا السياسية، والابتعاد عن الصراعات الشخصية، والمماحكات السياسية، المحبطة لمجتمعنا، والمضيعة لوقتنا، والمسيئة لتجربتنا الديموقراطية، وصورتنا الوطنية، والمهدرة لجهود آبائنا المؤسسين، وروادنا المبدعين.
وفي الوقت نفسه، تتطلب منا القيام بمسؤولياتنا الوطنية، من خلال المشاركة الايجابية، في الانتخابات البرلمانية، وأن نحسن اختيار من يمثلنا، وأن يكون معيار اختيارنا، هو مصلحة وطننا، ليصل الى مجلس الأمة، من هم رجال ونساء دولة، ممن يمثلون ارادة الامة الحقيقية، ويضطلعون بما أنيط بهم من مهمة، ويتحلون بالشجاعة في اتخاذ القرار، وبالثبات على الموقف وعدم الانكسار، فلا يخافون تهديد الاعلام المرجف في البلاد، ولا يخضعون لابتزاز قوى الشر والفساد.
وفي الختام لا يفوتني أن أتقدم بأجزل الشكر وأوفاه لكل من وثق بي، ووقف معي، وساندني، وأصر على ترشحي، مؤكدا لهم بأني لن أخذلهم، ولن أتخلى عن همومهم وقضاياهم، وسأظل دائما عند حسن ظنهم، فالثقة التي اولوني إياها دين في رقبتي ما حييت.
حفظ الله الكويت وأهلها من كيد الكائدين، ومكر الماكرين، وتربص المتربصين، وجعلها واحة أمن وسلام، وإخاء ووئام، في ظل قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، وولي عهده الذي هو خير عون له وإسناد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم مرزوق علي الغانم