ناصر الوقيت
قال النائب علي الدقباسي إن من مكامن الخلل الواضحة في الشأن العربي تكمن في مؤسسات العمل العربي المشترك مثل جامعة الدول العربية وعشرات المنظمات التابعة لها، ونحن نعيش حالة عجز والشأن العربي من المفروض ان تدافع عنه مؤسسات قادرة على أن يكون لها حد أدنى من المعايير والضوابط فيما يتعلق بالشأن العربي المشترك.
وتساءل: كيف يمكن أن يمر على مؤسسات العمل العربي المشترك تحول مثل التحول الذي حصل في مصر، وكيف يمكن أن يحدث كما حصل في تونس وليبيا دون أن يكون لها بيان ورأي واضح؟
وأضاف الدقباسي خلال ندوة «أيام الغضب العربي» التي نظمتها جمعية الخريجين:
عندما نتكلم عن الأحداث الجديدة في سورية واليمن، فإن المؤسسات لم نر لها أي تحرك في القتل والتشريد وامتهان الكرامات، ونحن نعيش في مرحلة عجز واضحة والأمة العربية أمامها خياران، الأول أن نجهز على العمل العربي المشترك لأنه أصبح بلا قيمة أو دور واضح، لاسيما مع ما يحدث، والخيار الثاني هو إصلاح هذه المؤسسات بفعل وأن تكون بمستوى تطلعات وطموحات المواطن العربي، وأن تؤدي الإغراض التي أنشئت من أجلها. مؤكدا أن العجز العربي ليس بجديد، ولكن لم نكن نتوقع أن يصل إلى هذه المرحلة بعد الأحداث الأخيرة في أكثر من دولة عربية.
واستطرد: في أحداث ثورة تونس لم ينعقد البرلمان العربي ولم يتخذ أي إجراء، وكذلك مع أحداث مصر حتى جاءت الاحداث المتلاحقة في سورية وليبيا واليمن، وللأسف لم يكن مستوى تعامل البرلمان العربي بالمستوى اللائق، لاسيما مع بيانات المنظمات الغربية ونحن لم نستطع أن ندين قطرا عربيا معينا. مؤكدا أن الديموقراطية التي لا تحمي حقوق الإنسان ليست لها أي قيمة، مؤكدا أن المؤسسات العربية مريضة وفاشلة ولا تحقق طموح المواطن العربي وبعد تجربة مع الكثير من المؤسسات كعضو في البرلمان العربية قبل أن أزكى رئيسا له، العمل العربي المشترك أصبح أكثر من عاجز.
مشيرا أنه يفضل الإصلاح، خاصة مع التجارب الأخيرة، مؤكدا أن المصلحة تحتم ونحن نعيش في عصر مليء بالتكتلات على أسس اقتصادية وغيرها، على الأمة العربية أن تكون لديها مؤسسات جادة وقوية وقادرة على تحقيق الأهداف والأغراض التي جاءت من أجلها هذه المؤسسات.
وأضاف : يجب أن يكون لهذه المؤسسات دور في انتشال الدول العربية من الوضع المأساوي المخيف، ويجب ألا ننسى المواقع الأخرى من الوطن العربي مثل الصومال وجزر القمر، مؤكدا أن الوطن العربي مخيف والخليج العربي مهدد على العلن من إيران وهذا الكلام لا يمس دولة دون أخرى، بل يمس الوطن العربي ككل. بدوره قال الكاتب الصحافي صالح السعيدي: ما يحدث الآن هو تجربة جديدة اجتاحت العالم العربي من حيث انها ثورات عارمة متنقلة حملت شعارات الإصلاح والحرية وإسقاط الأنظمة الديكتاتورية، معتبرا ان هناك حالة استلهام جماعي شاملة دفعت ملايين العرب إلى حالة ثورية عامة لاعنفية سلمية سلاحها هو التظاهر والاعتصامات عن طريق حالة وطنية عامة وشاملة دونما سيطرة لتيار أو فصيل سياسي بعينه أو طائفة أو منطقة بذاتها، لافتا إلى أن بعض الثورات نجحت في تحقيق أهدافها في زمن قياسي بينما تأخر بعضها وتعثرت أخرى.
وأوضح السعيدي أن كثيرا من الباحثين يربطون بين تجربة الثورات العربية وتجربة حركة اتبورا ـ المقاومة ـ الصربية اللاعنفية التي أطاحت بنظام الرئيس ميلوسوفيتش عام 2000، لافتا إلى أنه في الواقع هناك تاريخ من الصور للثورات اللاعنفية ونماذجها في العالم كثيرة مثل الثورة الروسية عام 1905 والتي استخدمت هي الأخرى أسلوب حرب اللاعنف، مشيرا إلى استخدام الزعيم الهندي «غاندي» في كفاحه ضد الحكم البريطاني ونجح في حصول الهند على استقلالها عام 1947، وكذلك الثورة الإيرانية اللاعنفية عام 1979 التي أسقطت نظام الشاه الديكتاتوري.