أصدرت اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية بيانا حول الظروف السياسية الراهنة أهابت فيه بالشعب الكويتي عامة وبحكمائه ومفكريه ومثقفيه وذوي الشأن أن يطفئوا ما يكدر صفو الكويت، وأن يحافظوا على ما جبلوا عليه. وجاء نص البيان كالتالي: الحمد لله، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد،،، فإن الكويت بحكامها ومحكوميها جبلت منذ نشأتها على الوقوف والتصدي لكل الشدائد والمحن والفتن بصفوف متراصة وقلوب متراحمة متلاحمة ونظرة ثاقبة حكيمة، سواء جاءت الفتن والمحن من خارج الكويت أو من داخلها، آخذين في ذلك قول الله تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) ومدركين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث السفينة «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم اعلاها، وأصاب بعضهم اسفلها، فكان الذين في أسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فآذوهم، فقالوا: لو انا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما ارادوا هلكوا جميعا، وإن اخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا».
وأضاف البيان: «أهل الكويت يسارعون الى دفع الأخطار وإطفاء الفتن وحل المشكلات قبل ان تستعر نارها ويكبر اثرها ويتسع خطرها ووسيلتهم في ذلك الحوار الهادئ والصلة المستمرة بينهم وبين حكامهم في الأزمات والملمات وإصلاح ذات البين، وجمع اطراف الخلاف والشفاعة الحسنة، متذكرين في ذلك قول الله تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير).
وتابع البيان: «ان الكويت حباها الله بنعم كثيرة من اجلها نعمة التآخي والتلاقي والمصارحة والمكاشفة والتعبير عن الرأي، وحباهم مولاهم جل وعلا حكاما متواضعين فاتحين ابوابهم يخالطون شعبهم في افراحه واتراحه ويرجعون إليه في حل مشكلاته وانفراج ازماته، وأعطاهم ربهم بلدة طيبة صغيرة في حجمها ومساحتها، كبيرة في اثرها وتأثيرها على جميع المستويات المحلية والاقليمية والعالمية، تغبطها في ذلك كثير من الدول والشعوب، والكويت بما اسبغ عليها الله من النعم المادية والاجتماعية سباقة الى فعل الخيرات، وإعطاء الإحسان وإقامة المبرات والمساعدات الى جميع انحاء العالم».
وأوضح البيان ان «اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية إذ تذكر بهذه النعم الجليلة التي تحتاج إلى شكر لرب غفور تهيب بالشعب الكويتي عامة وبحكمائه وعلمائه ومفكريه ومثقفيه وذوي الشأن فيه خاصة إلى ان يطفئوا ما يكدر صفو الكويت في هذا الظرف الحساس بالحوار وعدم الصدام وبالنقاش الهادئ الموضوعي، والمحافظة على ما جبلوا عليه وأن يمتثل الجميع لقول الله تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا).
ولقوله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
اللهم أمنا في وطننا وأدم على الكويت تراحمها وتلاحمها وجنبها كل سوء ومكروه.