- الخرافي:لدينا ديموقراطية حقيقية سبقنا بها كثيراً من الدول ودستور هو أساس العلاقة بين الحاكم والمحكوم ولدينا مجلس أمة حقق كثيراً من الإنجازات
أجمع المتحدثون في الندوة التي نظمها النائب د. يوسف الزلزلة في ديوانه مساء أمس الأول على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وتجسيد روح المواطنة بين أبناء الكويت.
في البداية، شدد أمين سر مجلس الأمة النائب م.عادل الخرافي على أهمية وحدة الصف والكلمة بين أبناء الكويت والالتفاف حول القيادة السياسية للبلاد وترسيخ مفهوم المواطنة الحقة لدى الجميع.
وقال إن أي صراع بين ابناء الكويت لأي سبب ليس في مصلحة الكويت، بل انه سيؤدي إلى تأخر البلاد وتخلفها، مضيفا انه لا يتحدث حديثا انتخابيا وإنما هذه طبيعته منذ أن كان في جمعية المهندسين، حيث اعتاد على المصارحة وعلى وضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار.
وأنه معني دائما بالإنتاجية في العمل لأن هذا هو ما تحتاج إليه الكويت، منوها بما درجت عليه الكويت من تماسك وتوحد في مواجهة الازمات.
وأكد أن مرحلة الغزو العراقي للبلاد قد أظهرت معدن هذا الشعب، منوها بدور الشباب على وجه الخصوص ضاربا المثل بالمواطنة زينب لاري الشابة التي لعبت دورا مهما وبارزا أثناء محنة الغزو، وكيف أنها كانت نموذجا للإيمان بالمواطنة الحقة.
وقال الخرافي ان المواطنة الحقة لا تقتصر على تطبيق قانون التجنيد الإلزامي لأن الكويتيين في وقت المحنة كانوا جميعا رجالا ونساء شبابا وشابات كانوا جنودا مجندة في خدمة الكويت وأنكر كل منهم ذاته وقدم الكويت على نفسه.
وذكر: اننا نحمد الله على ما نحن فيه الآن من نعمة الأمن والاستقرار والازدهار فلدينا ديموقراطية حقيقية سبقنا بها كثيرا من الدول ولدينا دستور هو اساس العلاقة بين الحاكم والمحكوم ولدينا مجلس امة حقق كثيرا من الانجازات متفوقا على كثير من المجالس التي سبقته لكننا نطمح الى ان يحقق هذا المجلس مزيدا من الانجازات تحت قيادة صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما.
وتحدث بعد ذلك د.فهد الشليمي، فهنأ الحضور موجها التهنئة للشعب الكويتي على توافق هذه الندوة مع اعياده الوطنية ومع مناسبة مرور تسع سنوات على تولي صاحب السمو الأمير مقاليد الحكم في البلاد، وكذلك سمو ولي العهد الساعد الأيمن لصاحب السمو الأمير.
ولفت الشليمي الى ما تعيشه بعض دول المنطقة من احتقان وتوتر أحرق الأخضر واليابس وقضى على أمن واستقرار هذه الدول.
وقال ان المواطنة هي صفة للمواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات ويدين بالولاء للوطن ولسمو الأمير، وأشار الى ان بعض المواطنين لا يقدرون ما نحن فيه من نعم وكثيرا ما يشتكون من اشياء كثيرة مع اننا في الحقيقة ليست لدينا مشاكل، ولكننا مشغولون بمشاكل غيرنا وبما يحدث عندنا، وهذا ما يبعث على الضجر والقلق في حين ان حياتنا ميسرة وأمورنا طيبة ونسعى الى المزيد من التطوير والتحديث.
وشدد على اننا في سبيل غرس مفهوم المواطنة الحقة في النفوس علينا ان نركز على مراحل الطفولة والشباب لأن هؤلاء هم قادة المستقبل الذين سيخططون لمستقبل البلاد ويتحملون المسؤولية، ولذلك فالتركيز ينبغي ان يكون عليهم ونبدأ بالأسرة والمدرسة.
وانتقد الشليمي عدم التواصل بين ابناء الوطن الواحد، حيث نجد كل فئة او طائفة ينجذب افرادها بعضهم الى بعض، فتجد من يأتيه في منطقة ليس فيها اهل طائفته او جماعته يسعون الى تبديل هذا البيت ليذهب الى ربعه، مطالبا بضرورة كسر الحواجز بين ابناء هذه المنطقة وتلك ولو حتى بالتنقل وزيارة الدواوين والمشاركة في الندوات حتى يكون هناك تمازج بين ابناء الوطن، مطالبا في الوقت ذاته بوقف ظاهرة البيوت، فالذي يأتيه بيت في منطقة ما عليه ان يقبل بما جاءه ولا يسعى الى التبديل حتى يختلط بعضنا ببعض، بل وتمنى لو انه تم توحيد المساكن لإذابة الفوارق سعيا الى المواطنة الحقة التي تجعل ولاء الجميع للكويت وأميرها، مشددا على دور الاعلام في هذا الصدد.
وطالب كذلك بتوحيد الجنسية الكويتية بحيث يحمل الجميع جنسية واحدة لا ان تكون هناك جنسية اولى وثانية وثالثة.. إلخ، منبها الى ضرورة ان يسعى الخطاب الاعلامي الى اقرار ذلك.
ودعا الى قيام المحافظين والمختارين بالعمل على المشاركة في العمل التطوعي، داعيا جمعيات النفع العام الى أداء واجبها تجاه المواطنين والوطن لا أن تكون جمعيات للتأهل للانتخابات.
وجاء دور المتحدث الثالث محمد جواد كاظم، الذي استهل حديثه في الندوة بأهمية تنشئة الأولاد على المواطنة الحقة وحب الوطن، معلقا على خطورة الخبر الذي نشر أخيرا بشأن نسبة المتشبهين والتي بلغت 10%، منتقدا الانتظار الى ان وصلنا لهذه النسبة، متسائلا: اين كنا حينما كانت النسبة 1% لماذا لم نتحرك آنذاك لنقضي على الظاهرة التي تصيب المواطنة في الصميم؟!
وركز كاظم على مسؤولية الاسرة في تربية الابناء على الحب والانتماء وعلى الرجولة والبذل والعطاء واحترام القانون وتغليب المصلحة العامة على الخاصة حتى يكونوا اعضاء فاعلين في المجتمع، مشيرا الى اهمية دور وزارة الاعلام والتي احيانا تهدم بعض برامجها ما قامت به الاسرة من اعداد جيد للأبناء.
وحرص المنظمون للندوة على إشراك احد الشباب في الحديث، حيث تحدث داوود معرفي الذي اعرب عن شكره للقائمين على الندوة لدعوة احد الشباب للمشاركة في هذا الحوار المهم، موضحا ان هناك كثيرا من الجهود التي تبذل لاحتواء الشباب وإعطائهم الفرصة، وقال ان مسؤوليتنا كشباب ان ندعم ما تقوم به الدولة من نشاط توعوي وغير توعوي، فالمهم ان يكون عملا ايجابيا يخدم البلد ويرتقي بأبنائه، مؤكدا ان هناك توجها حكوميا واضحا نحو الاهتمام بالشباب.
ومن ثم تحدث النائب د.يوسف الزلزلة حيث قال: ان النائب الحق هو من يمثل الأمة بكل أطيافها فإن كان شيعيا فهو يمثل كل أهل الكويت من شيعة وسنة وإن كان سنيا فهو يمثل السنة والشيعة.
وتحمد الزلزلة الله على كونه من أبناء الكويت، مشيدا بما توفره الدولة لأبنائها من رغد العيش وطيب المقام، معربا عن شكره لله ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد هما من يتحملان مسؤولية الحكم في البلاد في هذه المرحلة العصيبة، متحدثا عما يتحليان به سموهما من حكمة وخبرة وما يكنان لشعبهما من محبة وتقدير وحرص على مصلحة البلاد.
وقال الزلزلة ان الكويت هي البلد الوحيد في العالم الذي تتحمل الدولة فيه تكاليف الفرد حتى قبل ان يولد، وبعد ان يولد ثم تنشئته وتعليمه وعلاجه حتى وفاته وحتى يتضح الفرق بين رعاية الدولة عندنا وعند غيرنا، ففي بلاد اخرى يتكلف أهل المتوفى آلاف الدولارات حتى يدفن بينما كل ذلك عندنا بالمجان.
وأشار الزلزلة الى ان الأزمات تبين لنا دائما ما ننعم به من خير وفير ضاربا المثل بانقطاع التيار الكهربائي مؤخرا عندنا، وكيف انخرط شباب الكويت في عمل تطوعي لتنظيم المرور ومساعدة الناس في الطرقات، وخلال تلك الفترة التي انقطع فيها التيار لم يبلغ عن حادث سرقة واحد أو اعتداء أو أي تجاوز، بينما في الولايات المتحدة الأميركية انقطع التيار الكهربائي 12 ساعة حدث خلالها 12 ألف حادث سرقة غير مخالفات وتجاوزات عديدة.
وتطرق الزلزلة الى إنسانية صاحب السمو الأمير وكيف انه قريب من شعبه وهذا دأب كل حكام الكويت، متحدثا عن واقعة شاهدها بنفسه حيث كان في عزاء لدى احدى الأسر وكان يقف في طابور طويل انتظارا للسلام على أهل المتوفى وإذا به يلتفت وراءه فيجد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد هو الواقف خلفه وكان وقتها نائبا لرئيس مجلس الوزراء.
وأشاد الزلزلة بحجم الإنجاز الذي يقوم به مجلس الأمة الحالي، مشيرا الى تعديل قانون الخدمة المدنية لجعل ديوان الخدمة المدنية صاحب سلطة في محاسبة المقصرين والمتجاوزين والمخالفين، على الرغم من ان الوضع السابق مر عليه عدة مجالس ولم تحرك ساكنا.
وذكر الزلزلة ان البعض يتحسر على اننا لسنا مثل الدولة الفلانية أو الجهة الفلانية، والحقيقة ان الذي يريد ان يكون مثل «س» أو «ص» عليه ان يقبل ببقية محتويات الصورة التي عادة ما تشتمل على أشياء نحن لا ولن نرضى عنها لأنها لا تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا وقيمنا.
واختتم الزلزلة حديثه بأن ما نحتاجه الآن هو ان نحمد الله على ما نحن فيه من نعم، نحمدالله على اننا نعيش في بلد مثل الكويت وأسرة حكم مثل أسرة آل الصباح الكرام وأمير مثل أميرنا الذي يكفينا فخرا ان العالم قد اختاره قائدا للعمل الإنساني واختار بلدنا الذي هو ربّانه مركزا للعمل الإنساني.