أكد مرشح الدائرة الخامسة د.مهدي العجمي أن الكويت تفتقر للرؤية المستقبلية والخطط الاستراتيجية وكيفية الاستفادة من فوائضها المالية لمواجهة تحديات المستقبل، حيث ستواجه ضغطا رهيبا على خدمات الصحة والتعليم وفرص التوظيف وطلبات الإسكان والتركيبة السكانية وخدمات الكهرباء والأمن الغذائي في ضوء التمدد السكاني غير المسبوق مع ثبات معدل التحسن والتوسع في الخدمات الحيوية وتشييد المرافق والبنية التحتية.
وأوضح العجمي أنه وعلى الرغم من وضع خطة تنمية ورؤية الدولة لعام 2035 إلا أن الدولة تسير بلا استراتيجية بسبب إهمال من الإدارة الحكومية في قراءة الأرقام والتوقعات المستقبلية وعلى سبيل المثال يبلغ إجمالي عدد طلبة المدارس والجامعات والمعاهد التطبيقية في الكويت 540 ألف طالب، فكيف يمكن للدولة أن تواجه منذ 20 عاما أو أكثر تراجعا سنويا في خدماتها الأساسية أن توفر الاحتياجات المتزايدة من تعليم وعمل وسكن لهذا الرقم الضخم من الجيل الحالي خلال 20 سنة مقبلة؟
وأشار العجمي أن جامعة الكويت التي كانت في العام الجامعي 91-92 تضم 16 ألف طالب باتت اليوم مزدحمة بقرابة 35 ألفا، أما التعليم التطبيقي الذي كان يستوعب 26 ألف طالب، فاليوم يضم أكثر من 70 ألفا وهذه كلها مؤشرات التمدد السكاني ومن ثم الضغط على كل الخدمات، مطالبا الحكومة بوضع برنامج عمل مبرمج يحصر المشكلات ويقرأ الأرقام والمؤشرات ويحدد رؤية واقعية للحل ويضع تصورات لكيفية تلبية احتياجات المجتمع في كل المجالات في غضون العشرين سنة المقبلة.
ووفق تلك المؤشرات يؤكد العجمي أن الكويت ستحتاج إلى نحو 350 ألف فرصة عمل، خلال 15 عاما فقط، في ضوء معدلات التخرج من الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والبعثات الخارجية سنويا وقياس نسبة التوظيف في الحكومة والقطاع الخاص، متسائلا من أين ستوفر الدولة فرص عمل بهذا المقدار والتوظيف لديها محصور في القطاع النفطي وجهات ومؤسسات حكومية لم تعد قادرة على استيعاب المزيد.