- د.علي السند: هي مفهوم لإقصاء الدين عن مجالات الحياة
أتلانتا - المؤتمر الـ 34 للاتحاد الوطني لطلبة الكويت
فريق عمل «الأنباء» فريد سلوم - محمد بسام الحسيني - يوسف إبراهيم - علي صالح - فريال حماد
تميزت الندوة الفكرية في المؤتمر الـ 34 لاتحاد طلبة الكويت في اميركا بنقاش حول فكرة العلمانية من خلال مناظرة بين أستاذة الأدب الانجليزي في جامعة الكويت والناشطة الحقوقية د.ابتهال الخطيب وعضو هيئة تدريس الدراسات الاسلامية د.علي السند.
من جهتها رفضت د.الخطيب القول بأن العلمانية مستوردة من الغرب قائلة انها ليست فكرة غربية وانما فكرة انسانية ممتدة وتعني كل البشرية، مضيفة ان علماء مسلمين كبارا مثل ابن رشد ناقشوها وكان من المفترض ان تصل بسلاسة الى منطقتنا لولا الاستعمار الذي جعلها تبدو بصبغة سيئة رغم حاجتنا لها لفك الاشتباك الطائفي.
وقالت د.الخطيب ان العثمانيين بحثوا العلمانية وان العلمانية التي نتحدث عنها هي التي تضمن حرية العقيدة، مشيرة الى ان سبب النفور من العلمانية او التخوف منها هو فكرة انها قد تصادر عقيدتنا وتهدد وجودها وانها تتناقض مع الدين ولكن ذلك غير صحيح ولا ينطبق الا على نوع محدد من العلمانية المتشددة.
واضافت ان الاعراف احيانا تكون اقوى من الدين مثل الزواج على اساس الأصل.
واشارت الى ان من نماذج العلمانية: «العلمانية الديكتاتورية في تركيا» و«العلمانية المتصلبة في فرنسا» و«العلمانية الاميركية» التي تصلح لنا كشعوب عربية.
ولفتت د.الخطيب الى ان التاريخ الاسلامي ليس ناصعا بل مليء بالمشاكل والحروب، وان الدين يجب الا يفرض على الناس عبر ادخاله في التشريع مثل قانون فرض الزكاة لان ذلك يعزل من لا ينتمي الى المذهب الذي أقر على أساسه القانون او من قد يكون من ديانة أخرى.
من جانبه، قال د.علي السند انه يرى العلمانية بشكل مختلف عما تراه فيها د.ابتهال الخطيب كوسيلة لفك الاشتباك الطائفي. وتابع: هي محاولة لتحييد الدين عن مختلف مجالات الحياة بل واقصائه عن عالم المعرفة والسياسة والقيم بمعنى اخراج الدين من الفضاء العام والخير العام في المجتمع.
واشار الى ان العلمانية ارتبطت تاريخيا بأجواء الدين المسيحي المختلف في بنيته عن الدين الاسلامي كون الاخير يدخل بشكل مباشر وعبر الكثير من الآيات في صلب حياة الانسان، فلا يكون الدين مجرد علاقة فردية وروحية بين الانسان والخالق لا علاقة لها بشؤون الحياة بل على العكس هي علاقة شاملة تمتد لكل مناحي الحياة.
واضاف: العلمانية حل لمشكلة لا نعاني منها كمسلمين فلا توجد لدينا كما في المسيحية طبقة رجال الدين، مشيرا الى ان العلمانية مفهوم مثقل بتجارب تاريخية محددة وردة فعل لقرون من الصراع بين المؤسسة الدينية التي تدعي الوساطة بين الانسان والاله والمجتمع الذي حارب ارتباط هذه المؤسسة بالسلطة السياسية واستغلال السياسيين لها.