- توقعات بأن تنخفض الأسعار منتصف فبراير مع قدوم «المستورد»
محمد الدشيش
الفقع (أو الكمأ) قال عنه أجدادنا الأولون إنه غذاء ودواء. هذه النعمة الربانية المتواجدة في الصحراء تظهر في بعض المناطق وفي موسم الشتاء بكميات متفاوتة وحسب كمية المطر ووقت نزوله، اذا كان في بداية الوسم أو غير ذلك.
«الأنباء» جالت في سوق الفقع والبضائع الموسمية بالشويخ والتقت عددا من الباعة والمشترين، حيث كانت البداية مع أحد رواد السوق الذي اشتكى من ارتفاع اسعار الفقع، قائلا إن سعر الكيلو يصل إلى نصف سعر الخروف، وهو الأمر الذي برره أحد الباعة بندرة الفقع وقلة الموارد الخارجية، حيث انه في السابق كان يصل للكويت من عدة بلدان، والآن اقتصر على الفقع العراقي الذي يدور دورة كاملة بين الدول من اربيل الى سورية الى الكويت وذلك بسبب اغلاق المنافذ بين الدول المجاورة بسبب اجراءات كورونا.
كذلك التقينا بالمواطن عبدالله الملا، وهو من محبي الفقع ولا يفوت أسبوعا إلا ويكون الفقع على مائدته على حسب وصفه، يقول: هذا العام لا يوجد فقع وننتظر بداية شهر فبراير حتى يصل الفقع من عدة اماكن وبكثرة وليصل الأجود والارخص، مضيفا أن الاسعار حاليا خيالية، فالكيلو بـ 25 دينارا للحبة الوسط اما الصغيرة فتصل إلى 18 دينارا، ولا يوجد إلا العراقي، حيث ان طعمه طيب ولكن لا يصل الى طعم الزبيدي السعودي الذي توقف قدومه بسبب إغلاق الحدود.
أما أم ناصر فقالت إن تجار السوق منهم كويتيون والباقي من الجنسية الايرانية (اهوازية)، هم من يتحكمون بالسعر، حيث يبقى بمستوى معين تقريبا دون صعود أو هبوط، مضيفة: صحيح أن الفقع شحيح ولكن حتى لو توافر بكميات كثيرة يبقى سعره مرتفعا لبعض النوعيات، وبعد أن كنا نلتقط الفقع في صحراء الكويت بداية الثمانينيات ومن كثرته نوزعه على الجيران، أصبحت الأسعار اليوم «نار».
وتابعت: كنا نشتري بالسابق الزبيدي السعودي من 8 الى 12 دينارا، اما العراقي حاليا فوصل سعره الى 25 دينارا للكيلو، وكنا في السابق نشتريه بـ 3 دنانير.
كما التقينا المواطن ابو فهد الحاتم الذي قال: اولا اشكر «الأنباء» على جهودها الاعلامية، واضاف: اولا وقبل كل شيء لي نصيحة قبل الحديث عن الفقع، للشباب الكويتي والمتقاعد منهم، عليكم بالاتجاه نحو الاعمال الحرة لتستفيدوا ماديا وكذلك لسد اوقات الفراغ، والعمل لا يوجد به ما يعيب الانسان.
وتابع أبوفهد: منذ 27 عاما وانا اعمل في هذا السوق ولا يوجد عندي فقع طازج لكن يوجد عندي الفقع المعلب طول السنة (الزبيدي الابيض المغربي)، لافتا إلى أنه سيعمل بالفقع الطازج عندما تكثر كميته بالسوق ويقل سعره ويكثر الزبائن الذين قلوا حاليا بسبب ارتفاع الاسعار.
أما البائع فيصل خلف فقال إننا مازلنا في بداية الموسم والاسعار لاتزال مرتفعة ورغم ذلك أرباحنا قليلة جدا، متوقعا أن تزيد الكميات منتصف فبراير من الفقع المستورد وعندها يقل السعر.
خبراء الفقع: مرتبط بالوسم والمطر.. وأنواع كثيرة تدخل السوق الأيام المقبلة
خلال جولتنا التقينا البائع المخضرم ومدير سوق الفقع حاليا محمد العوض الذي قال: أمضيت في هذا السوق ما يقارب النصف قرن، والبشاير قادمة ان شاء الله، والاسعار راح تنزل وتكون بمتناول الجميع، وعند سؤالنا عن سبب ارتفاع الاسعار، قال: بداية الموسم من كل عام تكون الاسعار مرتفعة، وخصوصا انها بضاعة موسمية، وبداية الموسم تكون الكمية قليلة جدا، وهذا العام مختلف عن الاعوام السابقة بسبب كورونا، ولا يوجد حاليا غير الفقع العراقي، وننتظر ان شاء الله الايام القادمة نزول انواع عديدة ومنها الفقع السعودي.
كذلك التقينا ابو فهد وهو من الناس الذين يعملون في بيع وشراء الفقع منذ 30 عاما، فقال: الفقع مع الوسم عند نزول المطر بكميات، بأول الوسم تكون كميات الفقع كثيرة وعند قلة المطر تكون كمية الفقع شحيحة، والكويت دولة تستورد الفقع من عدة دول وذلك لصغر مساحة الصحراء بالكويت وقلة الامطار، ودائما المستورد يكون غالي السعر، متابعا: ما يباع اليوم بـ 20 و25 دينارا ويقال إن السعر غال، البائع لا يربح بالكيلو اكثر من دينار واحد فقط.
ولفت إلى أن الفقع كان سابقا يأتي من دولتين هما السعودية والعراق والثالثة صحراء الكويت، أما اليوم بعد فتح سوق الفقع من المغرب العربي فيوجد لدينا الفقع المغربي والجزائري الليبي والتونسي ويوجد الفقع الايراني والسوري في بعض المواسم، وقال: ان شاء الله نشوفه قريبا في هذا الموسم.