لم يكد المزارعون في مناطق شرق أستراليا يتنفسون الصعداء بعد انتهاء الجفاف الذي ألحق أضرارا كبيرة بمحاصيلهم حتى واجهتهم مشكلة أخرى ناتجة هذه المرة عن الأمطار التي عادت الى المنطقة.
إنها بالتحديد مشكلة الأعداد الكبيرة من الفئران التي لا تكتفي بالتهام بقايا الحبوب التي تتناثر في الحقول بعد الحصاد بل أخذت تلتهم البذار الذي ينثره المزارعون مسببة بذلك خسائر فادحة لهم.
وهذا يذكر بما يشبه الكارثة التي نجمت عن إدخال الأرنب الأوروبي الى القارة أواخر القرن التاسع عشر بغرض اصطياده لكن الأرانب تكاثرت إلى درجة مخيفة، ملحقة أضرارا ليس فقط بالمحاصيل بل بالأراضي أيضا التي حولتها الأرانب الى أنفاق تستخدم كجحور لها.
كانت المشكلة آنذاك هي ان الأرانب لم تكن موجودة في البيئة الأسترالية وعندما أدخلت اليها ازدهرت أعدادها بسبب تكاثرها السريع من جهة وبسبب عدم وجود أعداء طبيعيين لها من جهة أخرى.
وتنقل صحيفة «الغارديان» عن خبير أسترالي قوله ان الفئران تبدأ في التكاثر في سن مبكرة عندما يكون عمرها 6 أسابيع تقريبا وتواصل التكاثر أحيانا كل نحو20 يوما.
الحل الوحيد المتاح لتقليص أعداد هذه الفئران هو القضاء على أكبر عدد منها عن طريق الطعوم السامة. ويشكل هذا في حد ذاته مهمة مستحيلة في الحقول الزراعية الشاسعة.
وعلى الرغم من ان الباحثين توصلوا الى سموم تقتل الفئران فقط فإن نشر هذه السموم في الأراضي الزراعية عن طريق الآليات يعني أن الآليات ستتلف في طريقها الكثير من المحاصيل.
أما استخدام طائرات رش المبيدات فليس شديد الفعالية، لأنها تعمل نهارا فقط عندما تكون الفئران في جحورها، ولهذا السبب وافقت السلطات على قيام طائرات الـ «درون» بهذه المهمة لأنها تلقي الطعوم من الجو ويمكن ان تعمل ليلا عندما تنشط الفئران عادة وتبيت الطيور.