إلهام حافظ
أحـالت مـحكمـة الجنايات أمس برئاسـة المستـشار وائل العـتـيـقي وأمــانة سـر علي عـبـدالهـادي (م. س. ) المتـهم بقتل خمـسة من أبنائه بالسم ومحاولة قتل الثلاثة الآخرين الى مـستـشفى الطب النفـسي لتلـقي العــلاج بعــد ان ثبت للمحكمة ان المتهم غير مسؤول جزائيا.
وكـان المتهـم قد قـام بدس السم لأولاده الثــمـانيــة في أكواب العصير في 21 ابريل من العــام الماضي بعــد ان أيقظ أولاده الثـمانيـة في منتـصف الـلـيــل واعـطـاهـم الــسـم ليـتجـرعـوه، وقام هو الآخـر بتجرع السم ثم اتصل علـــى زوجـتـه التي تركت بـــــيت الزوجــــيـــة وذهبــت الى بيــــت أهلها وأخبرها بأنــه وأولاده قد شربوا العــــصير المسموم.
وقـــد قــــتل من الأبـناء الثمانـية س. (10 سنوات)، ع. (8 سنوات)، ط. (4 سـنوات)، أ. (3 سنوات)، قــبل وصــول الشرطة الى المنزل بعد اتصال والدتهم. كــمـا لقــيت الأخت الكبـرى ذ. (16 سنة) حتـفهـا بعد وصـولها الى المستـشفى.
وقد نجـا من المذبحة الأسـرية كـل من ب. (14 سـنـة)، ع. (12 سـنــة)، وب. (9 سـنــوات) بالاضافة الى والدهم الذي نجا من الموت بعـد اجراء اللازم له بمستشفى الجهراء.
وبعـــد هذا الحـكم قـــال المحامـيان خالد العـبدالجليل ود. فايز الظفيـري اللذان دافعا عن م. س. في بيـان صحـافي لهما:
«بعـد هذا الحكم المتـمـيـز نتوقع ان يبدأ ضـدنا سيل من الانتقـادات قد تبـدأ ولا تنتهي تحت عنوان «لماذا ابعدتم رقبة هذا المتـــهم الذي قـــتل 5 من أولاده عن حـبل المشنقـة»، مع ما يرافق هذه الانتـقادات عادة من جـدال ونقـاش موضـوعي وغــيــر مــوضـوعـي.
لذلك سنستبق هذا الجدال والنقاش ونقـول لكل من تدور في ذهنه مثل هذه الانتـقادات ممن قد لا يعــرف الحـقــائق الدينيــة والقـانونيـة الـتي تحكم مـثل هذه الجـريمة انه مـا لا جـدال فـيـه ولا نقــاش انه ليس من العـدالة شـرعــا ولا قـانونا ان يعـاقب على جـريمتـه اذا كـان مـخـتـلا نفـسـيـا ويعـاني من مـشــاكل عقـلية وغـير مـدرك لتصـرفاته، فمـع اقرارنا الكامل بفـداحـة ما ارتكبـه من جـريمة تكاد تنــــشق الأرض لهـولهـا وتنـفطـر الســـــمــــوات من بشـاعتـهـا، الا انه من الناحيـة الشرعية والقانونية لا يسأل عما ارتكب من جريمة.
فـفي كل الشرائـع السمـاوية التي عرفتها الانسانية، وكذا في كل القـوانين المـعـمـول بهـا في مــخــتـلف الدول من المـقطوع بالاتفـاق عليـه ان فاقـد العـقل والادراك لا يسأل عن تصـرفاته ولا يحاسب على أفعاله، بل أقول ان مثل هذه الجريمة مع التـأكيد مرة اخرى على بشاعتها وعظيم الألم فيـها لو كـان مثلهـا قد وقع من مـثل المتهم في عـهد الخـلافة الراشدة ما كان ليـقام عليه الحد الذي أول شـروط اقامـته العـقل والادراك وقـد وضـعت بين يدي القضـاء الموقر الحـقائق الطبـية ونتائج الفـحوص الدقيـقة التي اجـريـت على المتـهـم، وجـاءت مـتـتـاليـة كلـهـا ومـتـسـاندة ومتواترة بشأن عـدم مسؤوليته عن جريمته.
وأوضح بيـان المحـامـيين ان تقـرير الـلجنة الطبـيــة بشـأن حـالته العـقليـة الذي وضع من قبل اسـاتذة كليـة الطب جامـعة الكويت وبعـد منـاظرته انتـهى الى نتـيـجـة مفـادها أنه غـيـر مـسؤول عـن تصرفـاته بسـبب حالته النفسية والعقلية، وهو ما وصـفاه في ورقـة دفاعهـما عنه.