أعاد مقتل الشاب الأسود دونتي رايت البالغ 20 عاما على يد شرطية أميركية في مينيسوتا طرح مسألة استيقاف الشرطة الأميركية للسائقين بسبب ملاحظة مخالفة غير ذات أهمية مثل تعليق معطر هواء بمرآة الرؤية الخلفية الذي يعتبر محظورا في كثير من الولايات بدعوى انه يتسبب بإعاقة رؤية السائق لما أمامه.
ولكن المسألة تتعدى الاستيقاف لمخالفة مرورية بسيطة الى حقيقة أن نسبة كبيرة من السائقين الذين يتم استيقافهم هم من السود أو الملونين.
وتروي صحيفة «نيويورك تايمز» ما جرى مع أحد هؤلاء عام 2019 عندما كان في طريقه لتناول الغداء مع أبيه.
فقد استوقفته دورية مرور بسبب وجود معطر الهواء مدلى من المرآة ونبهه الشرطي الى أن ذلك مخالف للقانون.
ولكن الأمر لم يتوقف عند ذلك إذ إن الشرطي اخذ ينهال عليه بأسئلة لا علاقة لها بالمخالفة، من قبيل: هل لديك أي ماريغوانا؟ هل تدخن الماريغوانا؟ متى كانت آخر مرة دخنتها فيها؟ هل لديك كوكايين؟ طوال الوقت كان الشاب يسجل ما يجري معه على هاتفه النقال محتفظا بهدوء أعصابه، خصوصا أن مثل هذه الأسئلة يمكن أن تثير حفيظة بعض السائقين وتدفعهم الى ردود فعل ليست في صالحهم.
وتقول الصحيفة إن دعاة الحقوق المدنية يعتبرون مثل هذه الإجراءات مجرد ذريعة من قبل الشرطة لاستهداف بعض الفئات العرقية بشكل انتقائي بغرض اكتشاف مخالفات أخرى محتملة تكون أكثر خطورة.
التحيز ضد الأقليات هو ما كشفه مشروع جامعة ستانفورد لأعمال الشرطة العلنية من خلال تحليله لأكثر من 100 مليون استيقاف مروري في البلاد.
وكشفت الدراسة عن أن معدل اكتشاف مواد ممنوعة في السيارات كان أعلى في تلك التي يقودها أشخاص من البيض.
هذه الاعتراضات دفعت بولاية مثل ماريلاند الى تعديل قانون المرور بحيث لم يعد معطر الهواء أو ملصق التأمين المنتهي سببا كافيا لاستيقاف سيارة، إلا إذا كان مبرر ذلك هو ارتكاب مخالفة جسيمة مثل السرعة الزائدة.