القاعدة.. مدينة يمنية غارقة في الفقر والجريمة والآفات الاجتماعية، واسمها يشكل لعنة إضافية لها ولو أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لا يتمتع بأي سيطرة فيها.
وعلى بعد 220 كلم جنوب غرب صنعاء، تقع القاعدة على سفح جبال محافظة اب. وبالرغم من الموقع الجميل يعيش 90% من سكان المدينة البالغ عددهم 70 ألفا تحت خط الفقر وهم يصارعون من اجل البقاء.
وشكا الأهالي لوكالة فرانس برس من صعوبة بالغة في الحياة بالمدينة التي ليس فيها طرقات معبدة ولا مجاري للصرف الصحي، كما تخلو من المستشفيات وفيها مدرستان فقط. وقال أحمد الصبري (45 عاما)، وهو أحد سكان المدينة «القاعدة جميلة لكن هناك من يعبث بجمالها ويجعل منها قاعدة لعصابات الإجرام والقتلة، قبل 20 سنة كان أبناؤها لا يعرفون أنباء الإجرام وقطع الطرق وقتل الأبرياء واليوم تكونت جماعات تحمل الأسلحة وتنهب وتسرق دون رادع».
واتهم الصبري مسؤولا في السلطة المحلية لم يسمه، بتجنيد الشباب العاطلين عن العمل وتسليحهم «ليقوموا بالتهجم على البسطاء من أبناء المدينة وإذا لزم الأمر فهناك القتل».
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس سيارتي شرطة في سوق المدينة تتحركان بسرعة، وأفاد المارة بأن الشرطة تبحث عن مطلوبين أمنيا فروا الى القاعدة من مدينة قريبة.
وردا على اتهامات السكان بوجود وضع أمني خطير في المدينة، قال مدير أمن القاعدة العميد عبدالله الشدادي لوكالة فرانس إن «مدينة القاعدة كانت تعيش انفلاتا أمنيا قبل أعوام وكنا نتلقى بلاغات بعدة جرائم قتل وسرقة لكن استطعنا أن نحد من هذه الجرائم».
الا انه أضاف أن «هناك جرائم تتم خارج اختصاصنا ومرتكبوها يفرون الى المدينة ولا نستطيع متابعتهم لأنهم يجعلون من المدينة ترانزيت (نقطة عبور)».
وذكر المسؤول الأمني أن «هناك أشخاصا في السلطة المحلية يحمون أولئك المجرمين ويقومون بإخفائهم» واتهم أحد المسؤولين المحليين دون تسميته بأنه «تهجم على إدارة الأمن حتى انه صفع احد مسؤولي الأمن وقام بإخراج احد المسجونين المتهمين بالقتل من السجن ولا احد حرك ساكنا».
لكن سكان القاعدة يشاطرون باقي مواطنيهم قيم الضيافة والكرم وهم يرحبون بالزائر ويتسابقون لخدمته.
وقال أحد سكان المدينة المسنين «الدولة لا تستطيع ان تزيل مجاري الصرف الصحي التي تمر (في الهواء الطلق) من أمام منزلي وأصابتني انا وأسرتي بجميع الأمراض ولا يمر شهر الا وأحد أفراد العائلة في المستشفى».