هل يتعين على أي مبدع أو باحث أن يخوض التجربة التي يتناولها، حتى لو كانت مهلكة، ليكتب بأمانة عنها؟ وماذا عما يعتقده البعض من ان المخدرات محفز إبداعي؟
أسئلة كثيرة يثيرها هذا الكتاب الجديد، ويسعى للإجابة عنها بدقة، متخذا من سيجموند فرويد ـ أعظم وأشهر محلل نفسي في التاريخ ـ مجالا للبحث والتنقيب والتمحيص.
وعن فرويد وسنوات الكوكايين، يأتي كتاب «تشريح الإدمان» لهوارد ماركيل، أستاذ التاريخ الطبي بجامعة ميتشيغن الأميركية، الذي يحظى باهتمام كبير في الغرب، لما يثيره من أسئلة حرجة ويطرحه من إجابات تستند لبحث مكثف.
والكتاب الجديد ـ الذي يقع في 314 صفحة ـ يتحدث بالتفصيل عن رحلة فرويد مع الكوكايين، وانعكاسات هذه الرحلة على تحولاته العلمية والمفاهيم التي استحدثها في علم النفس، فيما يعيد للأذهان أن المؤرخ البريطاني بيتر سواليز ـ صاحب أحد أهم الكتب التي تناولت سيرة سيجموند فرويد ـ لم يخف قناعته بأهمية التأثير الذي لعبه الكوكايين في بناء الصرح العلمي الشاهق لأهم محلل نفسي في التاريخ.
وفي الحادي والعشرين من شهر أبريل عام 1884، جلس الرجل الذي سيصبح أشهر محلل نفسي في التاريخ ليكتب من غرفته ـ في مستشفى فيينا العام ـ رسالة لخطيبته مارثا، ويبثها همومه حول العمل وأبحاثه الجديدة، ويشير في هذه الرسالة للكوكايين.