في إحدى الليالي اضطر ريتشارد ألفاريس إلى الاحتماء داخل شجرة مانغا بسبب استشعاره خطرا داهما... ومذاك، ينام هذا الفنزويلي الملقب «طرزان» معلقا بين الأشجار في متنزه مع العشرات من مواطنيه الذين حولوا مدينة بوكارامانغا إلى مهجع ضخم في الهواء الطلق.
ويتألف عالم هذا الرجل البالغ 35 عاما من أرجوحة بين شجرتين ورفوف مصنوعة من قطع خردة لتوضيب مقتنياته الهزيلة إضافة إلى عبوة ماء.
وهو يوضح لوكالة فرانس برس أن «النوم في متنزه مع الفنزويليين تجربة بحد ذاتها. كانت تحصل سرقات كثيرة، وبسبب الخطر قررت الإقامة في هذه الشجرة».
ويشير إلى أن «الحيوانات وحدها تنام في الشجر» في الحالات الطبيعية، مقرا بأن العيش في مناطق الخضرة يخفف من وطأة الحر الذي يخنق في أحيان كثيرة السكان الذين يقرب عددهم من 529 ألف نسمة في عاصمة مقاطعة سانتاندير شرق كولومبيا المسماة «مدينة المتنزهات» بفضل مساحاتها الخضراء الـ244.
وتضم كولومبيا نحو 1.6 مليون فنزويلي كما تحتل سانتاندير المرتبة السادسة بين المقاطعات الكولومبية الأكثر تعدادا بالمهاجرين (90092 مهاجرا)، وفق آخر إحصاء رسمي نشر في أكتوبر.