ما قصة العداوة التي يقال انها أزلية بين الإنسان وسمكة القرش؟ فمنذ الرواج الكبير لفيلم «Jaws» في سبعينيات القرن الماضي، ساد الانطباع بأن القرش يشكل خطرا رهيبا على الإنسان وأنه حيوان مفترس وحقود، الى آخر ذلك من الأوصاف التي تجافي الحقيقة الى حد كبير.
صحيفة «الغارديان» أعطت مثالا على التشويه الذي لحق بصورة القرش خصوصا على يد السينما الأميركية. ففي عام 2016 تضمن فيلم «The Shallows» فقرة عن تعرض فتاة سباحة لهجوم وحشي من قرش أبيض. ولكن ذلك لم يمر مرور الكرام، فقد بادر فريق من العلماء الى توجيه رسالة مفتوحة للشركة المنتجة حذروا فيها من ان الفيلم يشكل تشويها خطيرا يمكن ان يؤدي الى استمرار معاداة الرأي العام لهذه الأسماك.
وتنقل الصحيفة عن عالمة الأحياء الأميركية جازمين غريهام ان هناك الكثير مما يمكننا تعلمه من القرش مثل قدرته على شفاء جروحه بسرعة واكتسابه للمناعة ضد الكثير من الأمراض. أعداد أسماك القرش في المحيطات تتناقص بسرعة منذرة وهذا يضر بالبشر بقدر ما يضر بالنظام البيئي. فالقرش يساعد على المحافظة على التوازن البيئي في المحيطات عن طريق القضاء على الفرائس الضعيفة والمريضة، كما انه يمنع أي فصيلة بعينها من ان تتكاثر وتسيطر على البحار. وإذا كانت بعض أنواع القرش تهاجم الإنسان في البحار فهذا على الأرجح لأنها تخاف منه ومن سيطرته على مجالها الخاص. وكما يقول كثيرون من العلماء ودعاة الحفاظ على البيئة فإن لدى القرش ما يدعوه للخوف من البشر أكثر مما يدعو البشر للخوف منه.