كثيرون هم الذين اكتشفوا متعة وفوائد العمل من المنزل نتيجة اجراءات الاغلاق التي فرضت في مواجهة جائحة كورونا، ولكن يبدو أن صحوة أعقبت تلك النشوة الأولية جعلت البعض يفكر بما خسره ويخسره من الابتعاد عن أماكن عمله.
باربرا ألن الكاتبة في صحيفة «الغارديان» ترى أن هناك فوارق اجتماعية ونفسية وعاطفية حقيقية بين أولئك المهيئين بطبعهم للعمل من المنزل وبين من اضطروا لذلك بسبب الوباء، وتشبه الكاتبة الفارق بأنه مثل الفارق بين المشارك في سباق للجري السريع والمشارك في سباق الماراثون.
هناك كما تقول الكاتبة مكاسب حقيقية للعمل من المنزل ولكن هناك خسائر حقيقية أيضا. فأماكن العمل تقدم كل شيء، من التفاعل الاجتماعي والتطور الشخصي الى المهارات المعززة بين الأشخاص. فكثيرون يعثرون على شركاء حياتهم في أماكن العمل، في حين يواجه آخرون خطر العزلة ومشكلات الصحة النفسية عندما يعملون من المنزل، هذا عدا عن الأوضاع غير الملائمة التي يواجهونها في منازلهم.
يطرح العمل من المنزل أيضا مشكلة تعامل فئة الشباب معه لأنه يعني انهم سيحرمون من مرحلة بالغة الاهمية في بناء حياتهم. فأن يبني الشخص حياته وعمله في مرحلة الشباب ثم ينحدر بعدها الى حالة العمل من المنزل شيء وأن يعزل نفسه منذ البداية شيء آخر.
وفي نهاية المطاف يتعين على كل منا أن يسأل نفسه عما يكسبه وعما يخسره من العمل من المنزل، وهل هذا هو نوع العمل الذي يناسبه على المدى الطويل؟