إنهما ينفقان أرقاما فلكية من الأموال وكلها أموال مشروعة، صحيح إنهما «لم يتعبا بجنيه» كما يقول المثل، لكن شيئا من الحرص لن يضيرهما.
موسم الانتخابات الأميركية، الرئاسية وغير الرئاسية، أصبح، تقليديا، موسم إنفاق خيالي من قبل المرشحين على الحملات الإعلانية والدعائية من أجل تحقيق فوز ثمين.
هنا لا يوجد شراء لأصوات الناخبين أو لانسحابات المنافسين بل هي منافسة مشروعة تنتهي بفوز الأكثر جدارة أحيانا، لكن غالبا الأكثر إنفاقا. وتنقل صحيفة «الغارديان» عن موقع (538) أن أكثر من 90% من الفائزين بمقاعد في مجلس النواب الأميركي هم من الذين كانوا أكثر إنفاقا على حملاتهم الانتخابية.
لا عجب أنهم يطلقون على الانتخابات الرئاسية الأميركية اسم «معركة»، وهي في الحقيقة حرب ضارية تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة والمال أحدها، لذلك لا عجب أيضا في أنهم يتحدثون عن ميزانية الحملة على انها صندوق حرب.
وفي الحرب الحالية يبدو أن حملة دونالد ترامب أنفقت معظم ما في صندوقها قبل المعركة الفاصلة في نوفمبر المقبل. الجمهوريون، كما يقول خبير ديموقراطي، أنفقوا بلا حساب في هذه الحملة «مثل إنفاق بحار سكير».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن المبلغ الفعلي الذي تم انفاقه حتى الآن تجاوز 800 مليون دولار من أصل 1.1مليار دولار تم جمعها، وهذا ما دفع ترامب الى التصريح باستعداده إذا دعت الحاجة للدفع من جيبه الخاص مثلما فعل في حملة انتخابه عام 2016 عندما قدم 65 مليون دولار من جيبه لصندوق الحملة الذي بلغ 600 مليون دولار.
وكان ذلك كافيا للتغلب على منافسته هيلاري كلينتون التي خسرت السباق على الرغم من ان حملتها جمعت تبرعات
بلغت مليار دولار، في نتيجة فاجأت الكثيرين.