- استمرار المجرم في ارتكاب جرائمه يخلق له هفوات وأخطاء تسقطه في قبضة العدالة
صدرت للواء م.حمد السريع ثلاث مجموعات قصصية واقعية، استطاع خلالها السريع ان ينقل أحداثها بأسلوب قصصي متقن ويحول أحداثها الى مشاهد يمكن تصورها بشكل متناسق ومتكامل، مستخدما الحبكة البوليسية في إظهار وقائعها بطريقة مشوقة.
ففي المجموعة الأولى «السطو» يبين السريع اثر الوسط العائلي والاجتماعي على الافراد وسلوكياتهم وأخلاقهم مع مراحل نموهم المختلفة، ويبين تغير هذه السلوكيات منذ الطفولة واثر الأسرة فيها الى المراهقة وتأثير الأصدقاء في ظهور السلوك الإجرامي واكتسابه من بعضهم والذي إذا ما دخل السجن واحتك بالمجرمين الخطرين فإنه يصبح بذلك مجرما خطرا، وربما وصل الى درجة العصابات الإجرامية المرتبطة بأهداف وأنشطة عنيفة لتحقيق الكسب المادي السريع، قصص قضايا استعرضها المؤلف عن جناة تم ضبطهم واعترفوا بما اقترفته أيديهم من جرائم بحق المواطنين والمقيمين من نصب واحتيال وسرقات وتجارة مخدرات وغيرها.
وفي المجموعة القصصية الثانية «التحدي» التي تكونت من اثني عشر بابا، متنوعا في حكاياتها وشخصياتها عن المجرمين الذين اختلفت قضاياهم بين قتل وتهريب من وإلى الكويت، الى تجارة المخدرات والهروب الى السقوط بعد ان يرتكب المجرمون هفوات وأخطاء تقودهم الى نهاياتهم الحتمية وان طال طريق إجرامهم ومسيرة تحايلهم على القانون وتخفيهم عن عيون وأنظار رجال الأمن الذين يقفون دائما بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن هذا الوطن بأي شكل من الأشكال، وانه مهما تعددت أساليبهم وخططهم في ابتكار طرق جديدة لارتكاب جرائمهم تحسبا للوقوع في قبضة العدالة، فإن للشرطة ورجال الأمن طرقهم ايضا لمتابعة هؤلاء المجرمين وملاحقتهم حتى كشف هويتهم وضبطهم متلبسين لتقديمهم للعدالة، خصوصا بعد تطور العلم وأدوات ومعدات كشف الجريمة الحديثة والمتوافرة بين أيدي رجال الشرطة والمباحث، والمواكبة لأحدث التطورات، لأنه في عالم الجريمة تتطور قدرات الإنسان الإجرامية كلما مارسها وعمل مع مجرمين آخرين من أصحاب الخبرات.
أما المجموعة الثالثة للسريع فجاءت تحت عنوان «الانهيار» وهي قصص واقعية مترابطة الأحداث لأشخاص إما مروا بظروف قهرية أو لأنهم من ضعاف النفوس الذين تحولوا الى مجرمين ومدمني مخدرات، أشخاص لم يحاولوا ترتيب أنفسهم والعودة الى حياتهم الطبيعية عندما يتعرضون لهزات شديدة ورأوا ان من الأفضل اختصار الطريق والبحث عن المال من خلال السرقة والنصب والاحتيال على الآخرين، لأنهم يرون انها أفضل بكثير من الرجوع للطريق السليم وتصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها.
أشخاص ربما تعثروا في حياتهم وتعرضوا لخسائر مادية أو بشرية ورغم ذلك استطاعوا تكوين أنفسهم والعودة الى حياتهم بشكل أفضل، غير ان قلة منهم بحثوا عن الطرق الملتوية في كسب المال فدمروا حياتهم ودمروا أسرهم وباتوا خلف القضبان.
وقد جمع السريع بين طيات «الانهيار» اربعة عشر بابا تضمنت جرائم متنوعة وقصصا من الاحتيال والإدمان وجرائم عصابات، الى قضايا العقار والأسهم، ومشاكل الشركاء، والسقوط في الخطأ، والكمائن وغير ذلك من قضايا وقصص وقعت أحداثها في الكويت وانتهت في محاكمها، علها تكون عبرة للآخرين ووسيلة للوعي الاجتماعي بانتهاج الطريق القويم والابتعاد عن الخطأ ورفاق السوء والنظر الى الحلال وبذل الجهد في الوصول الى الغايات والأهداف.