أحمد صابر
«هل النجاح ضربة حظ؟ شيء نادر يحدث مرة ولا يتكرر؟ هل الناجحون ولدوا ليكونوا كذلك؟ لحكمة إلهية لا سبيل لفهمها؟ هل الفاشلون في الحياة مقدر لهم الفشل؟ وبالتالي فلا توجد قوة تحت سماء هذه الأرض تستطيع أن تغير من قدرهم وحالهم هذا؟»، بتلك الأسئلة الموجزة والعبارات المؤطرة لماهية النجاح والفشل، وسبل مواجهة العقبات والانتصار على النكسات في الحياة، يستهل المؤلف عادل عبدالله العسعوسي كتابه «23 قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية الى النهايات الناجحة»، ليعصف ذهن القارئ بموجة من التساؤلات التي تقنعه في نهاية المطاف بأن النجاح تفاؤل، ونتاج مجهودات لا تفتر، وعزيمة لا تكل، و«ثقة تامة بالله وبأنه كلما كبرت المصائب، عظمت منح السماء للصابرين والمثابرين».
يعد الكتاب الذي يقع في 100 صفحة من القطع المتوسط، وصفة طبية لتحدي اليأس والإحباط، ومواجهة عثرات وتحديات الحياة بالأمل والعمل من خلال سرد 23 قصة لأشخاص تحدوا الصعاب وقهروا الفشل، وحققوا نجاحات بلغت عنان السماء واصبح يشار اليهم بالبنان في عالم التميز، مذيلا كل قصة بمجموعة من الدروس المستفادة منها.
في القصة الأولى، يتحدث العسعوسي عن رحلة الكولونيل هارلند ساندرز الأميركي وهي خير دليل على ان النجاح ليس له سن معينة، حيث حقق ساندرز احلامه بعد سن الـ 65 عاما، الذي استطاع تكوين اموال طائلة من وراء اتقان فن طهي الدجاج عن طريق خلطة سرية تعتمد على خلط 11 نوعا من التوابل الشهية، مكونا بذلك النواة الأولى لسلسة «دجاج كنتاكي» العالمية الشهيرة عام 1952، مؤكدا انه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، وما لم يقتلك سيجعلك أكثر قوة.
وفي منحى مغاير للقصة الأولى يسرد الكاتب ثاني الحكايات، مبينا ان النجاح يأتي ايضا في سن مبكرة جدا، مستعرضا سيرة الشابة الاسكتلندية ايما ماري أو «مروضة التنين» ذات الـ 13 ربيعا والتي تمكنت من تأليف ونشر مجموعة من الكتاب حققت شهرة عالمية وارقاما قياسية في المبيعات، تدور حول لعبة افتراضية لترويض الثعابين بمساعدة اثنين من اصدقائها.
«النجاح يبدأ من غرفة النوم»، هكذا جاءت القصة الرابعة من الكتاب لتشرح مسيرة شاب يسمى «توني» نجح في تأسيس موقع الكتروني لتبادل الإعلانات دون مقابل مادي، حيث بلغ عدد المشتركين فيه 100 الف موقع ويعرضون يوميا حوالي 4 ملايين اعلان، مما جذب انتباه كبريات الشركات العالمية، فاستثمرت معه ملايين الدولارات، ومنها شركة مايكروسوفت التي اشترت الموقع عام 1998، وحقق مالكه ارباحا خيالية.
ويحلق المؤلف بعيدا، ويطوف في أرجاء المعمورة عابرا للقارات، لينقل لنا العديد من النماذج الناجحة منها قصة «راهب دومينوز بيتزا» توم موناهن، وكلايد بيزلي المجرم الذي تمكن من انتاج طاولة لممارسة لعبة البلياردو، وحكاية «قاهر مرض السرطان» الكاتب الشهير انتوني برجيز، و«صاحبة جمهورية القهوة» سحر هاشمي الإيرانية الأصل، و«أسطورة الإعلانات» دوني دويتش، و«مالكة جمال الهند» شاهيناز حسين التي قالت: «انا لا ابيع أي منتجات بل ابيع خلاصة الحضارة في زجاجة»، و«مليونير النوايا الحسنة» العبقري المحظوظ اليكس تيو.
ويحط العسعوسي رحاله في العالم العربي ليكشف عن نماذج مضيئة من الدول العربية ويروي «حدوتة مصرية» لصاحب موقع «اطلب.كوم» أيمن راشد الذي حقق نجاحا كبيرا في عالم البرمجيات والتطبيقات الالكترونية داخل مصر وخارجها، ثم يسرد أسرار وكواليس قصة تميز الشباب الكويتي عبدالعزيز العنزي الذي أسس موقع المتجر الشهير «كتابي.كوم» لبيع وتسويق الكتب والإصدارات الثقافية والعلمية المختلفة.
أفكار عملية لمشاريع تجارية
يختتم المؤلف كتابه بتقديم مجموعة من الأفكار التي تساعد الفرد على تأسيس مشروعه التجاري او مؤسسته الخاصة مع مجموعة من النصائح لشق طريق النجاح ومنها:
٭ الاتجار في الأشياء المستعملة
٭ التدريب على استعمال الكمبيوتر
٭ الكتابة والترجمة
٭ بيع المشروبات الخفيفة والساخنة
٭ تصميم نماذج الفانلات
٭ المدرب الشخصي
٭ مدرب اليوغا