اجرى اللقاء:
محمد الحسيني
وبيان عاكوم
مستشار الأمن القومي والمبعوث الخاص للرئيس الصومالي ووزير الدفاع السابق وأحد أشهر الشخصيات العسكرية بتاريخ الصومال الجنرال محمد سعيد حرسي الملقب بـ «الجنرال مورغان» يُعتبر من ابرز الشخصيات العسكرية الصومالية التي عاصرت حقبات مهمة ومختلفة في تاريخ الصومال ولعبت دورا اساسيا خلال فترة حكم محمد سياد بري (من 1969وحتى 1991) الذي تربطه به علاقة مصاهرة والذي دخلت الصومال بعد سقوط نظامه في حروب اهلية طاحنة.
وبما ان «الازمة الصومالية» باتت تحتل حيزا مهما في السياسة الدولية نظرا لما شهدته البلاد من مآس ادت الى حدوث ازمة انسانية وصفتها الامم المتحدة بأنها كبر ازمة في تاريخ القارة الافريقية.
لقاؤنا مع «الجنرال مورغان» الذي يزور الكويت حاليا حاملا رسالة من الرئيس عبدالله يوسف الى صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد تركز حول أوضاع الصومال اليوم.
وقال مورغان ان صاحب السمو أكثر القادة العرب إلماما وتفهماً لقضايا الصومال معرباً عن إعجابه الشديد بشخصية سموه. وعن الوضع الداخلي في بلاده قال ان بقاء القوات الإثيوبية رهن باستقرار الاوضاع في بلاده أو توفير بديل عربي أو افريقي لها، مشيرا الى انها ليست قوى احتلال كما يروج البعض وانما جاءت بطلب رسمي للمساعدة في ارساء دعائم الدولة وتحقيق الامن والاستقرار.
وهاجم اتحاد المحاكم الاسلامية مؤكدا على انها من ترفض المصالحة وتعرقل مساعي الحكومة في المصالحة الوطنية، ووصفها بأنها قوى معادية تزعزع الامن لمصلحة قوى خارجية ابرزها اريتريا.
وعن سر الاستمرار الاريتري بدعم اتحاد المحاكم الاسلامية قال «فقط لمعاداتها مع اثيوبيا»، فتصفية الحسابات بين اثيوبيا واريتريا هي التي تعمل على اثارة المشاكل في الصومال، لكنه نفى ان تكون هناك اي مشاكل شخصية مع الرئيس الاثيوبي اسياس افورقي قائلا: على العكس فالرئيس الاثيوبي كان يحمل جواز سفر صوماليا وكان يعيش في الصومال.
كما اكد حرسي عدم صحة ما تناقلته وسائل الاعلام عن ممارسات القوات الاثيوبية بحق اهالي الصومال، مشددا على ان اثيوبيا القديمة ليست هي اثيوبيا اليوم الداعمة للحكومة والتي تساعدها على ارساء قواعد الامن والاستقرار.
وعن استقالة وزراء الرحنوين الأربعة من الحكومة مؤخرا والذي من الممكن ان يشل قدرتها في انجاز مهامها بتحقيق الامن قال «هذا الامر سيحل قريبا ولا يشكل عقبة، مؤكدا على ان الامن في الصومال سيتحقق خلال وقت قريب وقبل السنتين الباقيتين للحكومة المؤقتة».
وانتقد خلال حديثه غياب الدعم العربي للقضية الصومالية صابا جام غضبه على الجامعة العربية، معتبرا ان دعمها غير موجود اطلاقا، مشيرا الى ان تصريحات الامين العام عمرو موسى ما هي الا تصريحات استهلاكية لا تخدم ابدا القضية الصومالية.
وعما اذا كانت هناك مشاكل في المساعدات التي تقدمها الامم المتحدة اعتبر ان تلك المساعدات ضئيلة وما يصل منها ينظم ويتم توزيعه وفقا لبرنامج تضعه هيئة اللاجئين.
وعن الوضع الامني الحالي في الصومال اكد على ان الحالة تحسنت اكثر من ذي قبل وتتجه نحو الاستقرار، وأعرب عن اعجابه الشديد بشخصية صاحب السمو الأمير والمامه واهتمامه بالقضية الصومالية أكثر من أي زعيم عربي آخر.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )