المرحلة الحاسمة وضرورة التنسيق

تأتي زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الى القاهرة اليوم في وقت تمر فيه المنطقة بمرحلة عصيبة من تاريخها في ظل تراكم الملفات الاقليمية العالقة، والتي تحتاج جهودا ديبلوماسية حكيمة جدا لمنع تحولها الى أزمات عسكرية واسعة النطاق تهدد بعواقب وخيمة على الجميع ، لاسيما الملف النووي الإيراني ووقف نزيف الدم العراقي، اضافة الى مناقشة اوضاع لبنان في اعقاب العدوان الاسرائيلي الوحشي وسبل اعادة اعماره ومساعدته على تجاوز آثار العدوان، ولاشك في ان الكويت احتفظت على مدى العقود المتعاقبة بعد الاستقلال بعلاقات جيدة وايجابية مع مختلف دول المنطقة بفضل السياسة الحكيمة لصاحب السمو عبر اسهاماته طوال أربعة عقود تولى خلالها وزارة الخارجية بمعالجة العديد من الأزمات الدولية، انطلاقا من دعم الكويت لإحلال السلام في العالم والتوصل الى حل عادل وشامل لعملية السلام في الشرق الأوسط على وجه الخصوص.

ولقاء صاحب السمو مع أخيه الرئيس حسني مبارك في القاهرة، عاصمة الديبلوماسية العربية، لا بد وان تكون له نتائج طيبة وايجابية ضمن المساعي الحثيثة لإعادة لم الشمل العربي والاستفادة من تجربة الموقف الموحد لوزراء الخارجية العرب في بيروت والذي أسهم بالتوصل الى صدور القرار 1701 ووقف الأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل.

ومن المؤكد أيضا ان زيارة صاحب السمو لمصر الشقيقة ستكون لها أيضا نتائج مهمة على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية الممتدة عبر التاريخ على جميع المستويات الرسمية والشعبية والاقتصادية والثقافية بين البلدين الشقيقين.