-
نواب يطالبون الحكومة بالتحرك دولياً لمنع ما يسيء للرسول صلى الله عليه وسلم
-
المناور استنكر قلة عدد المشاركين بالوقفة الاحتجاجية أمام السفارة الأميركية
-
الصقر: المخرج السفيه للفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم حقق غايته
ليلى الشافعي ـ بيان عاكوم ـ عبدالله البالول ـ بدر السهيل
ألقت أزمة الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم بجزء من ظلالها على البلاد، تمثلت ميدانيا في رفع درجة الاستعداد الأمني في محيط السفارة الأميركية منذ مساء اول من امس، كإجراء احترازي قامت به وزارة الداخلية تزامنا مع مثل هذه الظروف وفق ما أورده مصدر امني لـ «الأنباء». من جانبه، جدد السفير الأميركي في البلاد ماثيو تولر حرص بلاده على «احترام معتقدات المسلمين ورموزهم الدينية». وأكد في تصريح صحافي على هامش مشاركته في المؤتمر السنوي الثالث للشراكة الفاعلة وإدارة المعلومات من اجل عمل إنساني، ان «وزارة الخارجية الأميركية أعربت عن أسفها لعرض فيلم يسيء للنبي صلى الله عليه وسلم»، مشددا على احترام المعتقدات الإسلامية ورموزها الدينية، لكننا لا نستطيع منع عرض مثل هذه الأعمال التي لا تعبر عن موقف حكومتنا او شعبنا.
وأضاف ان مسلمي أميركا يحظون بالحقوق نفسها التي نص عليها الدستور الأميركي وهم جزء من المجتمع الأميركي يساهمون في بناء الدولة، مضيفا: كما ان اميركا تربطها علاقات قوية مع الدول الإسلامية، وتؤكد ضرورة التقارب والحوار فيما بينها، وبخصوص ما اذا كانت هناك إجراءات أمنية استثنائية مشددة اتخذت لحماية السفارة الأميركية في الكويت على خلفية دعوة واشنطن لذلك بعد احداث القاهرة وليبيا، قال تولر: نحن ممتنون للحكومة الكويتية لحرصها على تأمين وسلامة سفارتنا والعاملين بها، وأؤكد أنه لا إجراءات استثنائية اتخذت بهذا الخصوص.
وعبر تولر عن الأسف لما حدث في القاهرة أول من أمس، وما حدث في ليبيا حيث أدت الأحداث الى وفاة ديبلوماسي أميركي نتيجة الهجوم على القنصلية الأميركية بليبيا.
تحرك ديبلوماسي
من جهته، دعا رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي البرلمانات والدول العربية والإسلامية كافة، الى عدم الاكتفاء بإصدار بيانات التنديد والاستنكار ضد الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وإنما يجب ترجمة ذلك الى إجراءات وتدابير عملية وعاجلة ضد كل من يسيء الى الإسلام، ورموزه ومقدساته من تدنيس للمصاحف وحرقها والعدوان على المساجد وهدمها والإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
ووصف رئيس البرلمان العربي الفيلم بأنه «يعد عملا بشعا» و«جريمة نكراء».
وأعرب في بيان له اليوم عن استغرابه الشديد لتوقيت عرض الفيلم وتزامنه مع ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
واتهم الدقباسي الصهيونية العالمية بأنها وراء إثارة القلاقل وعوامل الفتنة والحض على كراهية الإسلام والمسلمين في الشرق الأوسط لصالح الكيان الصهيوني وما ادى اليه هذا الفيلم الذي يندرج تحت جرائم ازدراء الأديان من تأجيج لمشاعر الغضب العارمة في شتى أنحاء العالم العربي والإسلامي.
كما أدان واستنكر رئيس البرلمان العربي الهجوم على السفارة الأميركية والسفارات والبعثات والقنصليات عموما، واعتبر ان هذا يعد خرقا للمواثيق والاتفاقات الدولية.
مخرج سفيه
بدوره شجب رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر اعمال العنف الجارية في اكثر من بلد عربي واسلامي، خصوصا مقتل السفير الاميركي في ليبيا.
وقال الصقر ان من صنعوا الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، وهم اسرائيلي صهيوني وشلة من المتطرفين الهامشيين، نجحوا في ايقاظ الفتنة ومشاعر التطرف الهوجاء سواء ضد السفارات الغربية او ضد غربيين ابرياء.
واوضح ان الحكومة الاميركية والحكومات الغربية لا تستطيع ايقاف مواطنين لديها قاموا بسلوكيات متطرفة ومدانة سواء ضد المسلمين او المسيحيين لأن قوانينها تمنعها من ذلك بحجة «حرية الرأي»، وبالتالي فإنها غير مسؤولة عما يرتكبه سفهاء لا قيمة لهم ولا يحظون بأي دعم او تعاطف رسمي او شعبي.
واكد ان الاعتصامات ضد سفارات الولايات المتحدة والدول الغربية خطأ ومرفوضة لأنها تساهم في تحقيق غايات المخرج الاسرائيلي السفيه الذي نجح فيها مع الاسف حتى الآن.
نواب يستنكرون
هذا واستنكر عدد من أعضاء مجلس الامة ومجلس 2012 المبطل الإساءة التي تعرض لها الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرين الى ان هذه التصرفات تعزز الفتنة وتنشر الكراهية مطالبين في الوقت نفسه الحكومة بالتحرك بشكل جدي لمنع هذا الامر وضمان عدم تكراره مستقبلا، حيث استنكر النائب حسين مزيد الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم واعرب عن اسفه الشديد لتلك الاساءة المشينة بحق خير البشر.
وقال مزيد: الجميع يلاحظ ان مثل هذه الأفعال الشاذة قد تكررت كثيرا في الآونة الأخيرة ويجب علينا التحرك بشكل جدي وفعال من خلال الانظمة الاسلامية وجميع السبل المتاحة لدينا تجاه الغرب وغيرهم لوقف تلك الاساءات والهجوم المتعمد الذي يظهر الحقد الدفين على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى الدين الاسلامي الحنيف مطالبا بوضع قانون دولي يجرم اي اساءة للدين الاسلامي وللرسول صلى الله عليه وسلم حتى تتوقف الفتنة البغيضة بين الأمم.
واختتم مزيد قائلا ان الغرب قد لاحظ ردة الفعل على تلك الاساءة من الشعوب الاسلامية وان صاحبها العنف، فما صدر بحق رسولنا صلى الله عليه وسلم اعنف علينا من وقع السيف واشد مما يتصورون لذا فلا يطمحون الى ان يهينونا برسولنا ونكرمهم.
من جهته اكد النائب فيصل الدويسان ان على الحكومة الكويتية التحرك عربيا واسلاميا لمواجهة الاساءة لمقام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
بدورها، قالت النائبة د.اسيل العوضي ان الطريقة المثلى لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم هي اتباع اخلاقياته وترجمتها في سلوكنا مع الآخرين وخصوصا المخالفين.
اما د.عادل الدمخي فبين ان لغة التحقير والاستهزاء بالأديان والرسل ستكون الوقود الرئيسي في اشعال الفتن والحروب في العالم.
وكذلك استنكر النائب د.حسن جوهر الاساءات المستمرة للاسلام حيث كان آخرها الفيلم المسيء للمقام المحمدي، مشيرا الى انه يجب عدم السكوت عن هذا الأمر.
حضور خجول
من جانبه، انتقد عضو مجلس 2012 المبطل المحامي اسامة المناور قلة عدد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية امام السفارة الأميركية امس الأول الأربعاء، احتجاجا على الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال المناور: «أعجب من الحضور الخجول امام السفارة الأميركية! فالتجمع نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. فما أهم من ذلك؟!» مضيفا: «عموما (إلا تنصروه فقد نصره الله)».
وتابع المناور: «كل خط أحمر يتغير لونه عند الآخرين ويتم تجاوزه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو خط أحمر عند مليار ونصف المليار مسلم».
الى ذلك، استنكر دعاة ومشايخ هذا الفيلم المسيء وأدانوا تبعاته وطالبوا بدعوة الدول العربية لسفراء أميركا وإبلاغهم بانزعاجهم ورفضهم الإساءة الى النبي صلى الله عليه وسلم، كما طالبوا بذهاب وفود لإبلاغ حكومات العالم الإسلامي بضرورة الوقوف موقفا قويا من هذه الإساءة المتكررة الى أمة الإسلام وإلى رسولها.
الرسل لا تمثل
بدأ العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.محمد الطبطبائي قوله بذكر الآيات الكريمة (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون)، وقال تعالى: (إنا كفيناك المستهزئين).
وأشار د.الطبطبائي الى ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما بُعث قال له ورقة بن نوفل «واعلم ما أتي أحد مثل ما أوتيت به إلا أُذي»، وما تم عرضه من فيلم فيه إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم هذا ما نستنكره بشدة وهو نوع من أنواع التطرف الديني الذي يعيشه العالم وهو احد مسببات التطرف المقابل له، ذلك لأن التطرف المعادي للإسلام يؤدي الى تطرف آخر في معالجته، كما حصل في ليبيا بقتل السفير الأميركي والرسل لا تمثل في الإسلام.
وأضاف، ولذا يجب على الأمة الإسلامية حكاما ومحكومين ان يستنكروا هذا الفعل الذي قام به اليهودي الأميركي وان يتم استدعاء سفير اي دولة يكون فيها التعدي على الرموز الإسلامية لأن ذلك فيه تعد على كل مسلم وكل دولة إسلامية.
فيلم إعلامي
وطالب د.الطبطبائي بأن الواجب علينا ان نقدم فيلما إعلاميا للعالم كله يساهم في جلاء وتصحيح صورة الإسلام بشكل عام وعن النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم بصورة خاصة لما في الإعلام من تأثير كبير في عالمنا المعاصر. وهنا يأتي دور الجميع من الحكومات الإسلامية والأنشطة السياسية والاجتماعية والإعلامية والدعاة وخصوصا في الدول غير الإسلامية عليهم ان يكثفوا دورهم في التوعية العامة للإنسانية.
من جانبه، قال رئيس لجنة الفتوى بجمعية إحياء التراث الإسلامي ـ فرع بيان ومشرف د.ناظم المسباح «من سب النبي صلى الله عليه وسلم تصريحا او تلميحا فهو مهدور الدم يجب على ولي الأمر قتله وإن أظهر التوبة مسلما كان أو كافرا» بهذا الحكم الشرعي علّق الداعية الإسلامي الشيخ د.ناظم المسباح على قيام مجموعة ممن يطلق عليهم «أقباط المهجر» بإنتاج فيلم تلفزيوني مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، واصفا هذا العمل بالجبان وغير الأخلاقي وسيؤدي الى عواقب وخيمة وردة فعل عنيفة من الشعوب الإسلامية اذا لم تقم الحكومات بالإجراء المناسب، مذكرا بقوله تعالى: (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)، مستنكرا الموقف الرسمي المتخاذل للدول الإسلامية، لافتا الى ان عدم معاقبة المسلمين الذين يسبون النبي والذات الإلهية والصحابة وأمهات المؤمنين ساهم في تجرؤ الآخرين على الثوابت الإسلامية.
واستنكر بشدة قيام بعض المسلحين الليبيين باقتحام مقر القنصلية الأميركية بليبيا وإحراقها، مما أدى الى مقتل 4 أميركيين بينهم السفير الأميركي في ليبيا، مؤكدا ان هذا العمل حرام شرعا ويجلب أضرارا كبيرة، مذكرا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابوداود وحسنه ابن حجر والألباني: «ألا من ظلم معاهدا او انتقصه او كلفه فوق طاقته او اخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة» فكيف بقتله.
وأكد د.المسباح ضرورة ان تقوم الدول الإسلامية باتخاذ الإجراءات الديبلوماسية والعقابية التي تمثل الحد الأدنى من الردود المناسبة والمستطاعة في ظل حالة الضعف التي تعيشها معظم الأقطار الإسلامية، مؤكدا ان الصمت الإسلامي الرسمي سيؤدي الى تحركات شعبية ذات عواقب وخيمة اذا لم يتحرك أولياء الأمور.
دين السماحة
بدوره، أكد د.أحمد الكوس انه لا يجوز التعدي على السفارات او حرقها سواء كانت سفارات اسلامية او غير اسلامية لانها تعتبر تابعة لدول تربطنا معها علاقات واتفاقيات، كما ان الدول الإسلامية دول مستأمنة أمرنا الإسلام ان نحترم هذه العقود (يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعهود)، كذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التعدي على أهل الذمة في البلاد الإسلامية ونهى عن قتلهم او التعدي عليهم، لأن هذا ليس من خلق الإسلام، لذلك لا ينبغي ان نظهر الإسلام بمظاهر الغوغاء، فالإسلام دين السماحة، وهناك طرق اخرى لإنكار ما حدث.
وقال: انني أستنكر بشدة ما قام به هذا الرجل اليهودي الأميركي الذي طعن في الإسلام وطعن في رسول الإسلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) هؤلاء في قلوبهم غل وحقد وبغض على الإسلام والمسلمين. قال تعالى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) فهم يريدون تشويه صورة الإسلام والمسلمين بأي طريقة ولكنهم لن يفلحوا ابدا، أنفقوا الأموال وأنتجوا الأفلام المسيئة والدينية وأحرقوا المصاحف وألفوا الكتب ولكن كلها زائلة بإذن الله عز وجل، والله تعالى ناصر دينه، قال تعالى: (إنا كفيناك المستهزئين).
وتمنى د.الكوس من كل الحكومات الإسلامية وقفة جادة وصارمة وقوية لنصرة الإسلام ورسول الإسلام وألا تتأخر في الدفاع عن دينها ورسولها فهذا واجب عليها وأيضا على مؤتمر العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية والمنظمات الحقوقية والمحامين العرب والمسلمين ان تقوم برفع القضايا وملاحقة هذا المجرم.
من جانبه، عبر د.عصام الفليج عن امتعاضه من الفيلم، وقال: لا تفوت فترة من الزمن إلا ونسمع عن حملة إعلامية غربية تسيء للدين الإسلامي، متمثلة في التطاول على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشكل خاص، والإسلام بشكل عام، وبعضها يأخذ حقه من الانتشار الإعلامي العالمي، كما حصل في الرسوم المسيئة في الدنمارك، وبعضها يموت في مهده دون ان ينتبه لها احد.
مضيفا: «أنا شخصيا أستغرب الإساءة للرسل والأنبياء، فمهما اختلفنا في الدين، فيجب ان أحترمك دينا وعقلا ورأيا، وكل الدساتير العالمية تؤكد حرية الاعتقاد الديني، فلم التطاول على الأديان، وبالذات الدين الإسلامي»؟!
معتبرا الفليج ان قيام شخص نكرة بإنتاج فيلم لا هدف منه سوى الإساءة لشخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يعد سابقة في العالم الغربي، ويحتاج الى تدخل الحكومات ووضع تشريعات في ذلك بدل السكوت بحجة حرية الرأي، التي لم ولن يقبلوها لو كانت تتطاول على شخص الحاكم لأن ذاته مصانة أكثر من الأنبياء، فإما المنتج أرعن أو مريض نفسيا او مثير فتنة ومسعر حرب.
واضاف انه وعلى الرغم من الاستنكارات العالمية من رؤساء الدول الغربية شخصيا، واعتذارهم عما جرى، إلا انه لم يقابل ذلك أي إجراء عملي على أرض الواقع، فردوا على كلامنا بكلام استنكاري شبيه، وردوا على بياناتنا ببيانات مشابهة، مع حماية مفرطة للقائمين على ذلك العمل الإجرامي، وان مثل هذه الأعمال يجب ان تواكبها حملات إعلامية مماثلة لها في القوة معاكسة لها في الاتجاه، وذلك على المستوى الحكومي والبرلماني والشعبي، مع التعقل في التعامل، وعدم التطاول على الأديان الأخرى، ورموزها الدينية، وعدم المساس بممثلي تلك الدول من السفراء والديبلوماسيين الذين أتوا الى بلادنا بعقد الأمن والأمان.
ونوه الفليج بمبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الرائعة التي قدمها سموه أمام هيئة الأمم المتحدة الداعية لاحترام الأديان وعدم التطاول على رموزها، والتي تحتاج الى متابعة وتفعيل وتجديد في الطرح حتى تصل الى أرض الواقع، ولتأت بعدها خطوات مشابهة على الدوام.
تحذير رباني
من جهته يقول الداعية د.محمد الحمود النجدي: بعد نشر الصحف سابقا في الدنمارك صورا كاريكاتيرية مسيئة لخاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وحصل ما حصل من استثارة واحتقار لدينهم ومقدساتهم وتحد لمشاعرهم فوجئ المسلمون بفيلم سينمائي جديد لبعض نصارى العرب الحاقدين والمقيمين بأميركا وبتمويل من تاجر يهودي يمثل فيه شخص دور النبي صلى الله عليه وسلم ويسيء له بالقول والتصرفات.
واضاف النجدي: قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، والذين قالوا عن الرسول انه أبتر، وقصدوا انه يموت فينقطع ذكره، كما قال تعالى (إن شانئك هو الأبتر ـ الكوثر: 3) عوقبوا بانبتارهم، وما رسوماتهم وأفلامهم وتهريجهم إلا كنبح الكلاب الذي لا يضر عالي السحاب.
وفي سياق ردة الفعل التي انتهت بمقتل ديبلوماسي أميركي في ليبيا قال النجدي: أما قتل السفراء فهو حرام شرعا، وجاء في الحديث: «لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما» فالرسل هم السفراء لا يجوز قتلهم كما في حديث «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة» رواه البخاري. وهذا مما يدل على حرمة الاعتداء على من دخل بعهد وأمان الى بلادنا لأن السفراء والديبلوماسيين محميون على أرض الأمم والدول التي يمثلون فيها.
لا لقتل الأبرياء
بدوره تمنى الباحث الاسلامي صالح الغانم على الحكومات العربية والاسلامية ان تتخذ موقفا مشرفا في هذا الخصوص، ولكن لا ندعو الى قتل الابرياء الذين دخلوا الى البلدان الاسلامية بعقد امان من الدولة فلا يجوز قتل اي اميركي لمجرد انه يحمل الجنسية الاميركية فهناك اميركيون مسلمون وبريطانيون مسلمون هنود وعرب وغيرهم (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
وما حصل في السفارة الليبية من قتل السفير الأميركي امر دعا إليه الهياج وليس الفقه الصحيح.
أشد أنواع الكفر
ويضيف الداعية حمد الكوس قائلا: على جميع المسؤولين في الدول الاسلامية ان يهبوا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم بقدر الطاقة من خلال الاستنكار والشجب، وان احتاجوا الى سحب السفراء فليفعلوا ويقدر ذلك المسؤولون.
وطالب الكوس ولاة الامور بأن يقوموا بواجبهم تجاه المسلمين وألا يسكتوا على امثال هذه الاساءات الشنيعة والمستقبحة عقلا وشرعا كما طالب العلماء بأن يبينوا خطورة هذا الفعل وأن يقوموا بواجبهم من خلال الدروس والخطب والكتابة وغيرها، ولفت الى ان على وسائل الاعلام ايضا ان ترد على شبهات هؤلاء المغردين وألا تترك مثل هذه القضايا تمر دون محاسبة او شجب.
وزاد: وبالنسبة لعامة المسلمين عليهم ان يقوموا بواجبهم في انكار هذا المنكر بقدر الطاقة المنكرة، ودعا الكوس جميع المسلمين الى ان يظهروا الصورة الجميلة لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ما استطاعوا.
السفراء
وأكد الكوس على نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل السفراء ولذلك لم يقم النبي صلى الله عليه وسلم بقتل السفراء الذين جاءوا اليه من دول غير مسلمة، ولا شك ان هذا الأمر قد يسبب مشكلة اكبر ولا يحل القضية فيجب ان تؤتى الحلول بطريقة صحيحة حتى لا نزيد الامور تعقيدا.
وأشار الى ان هؤلاء مستأمنون على دمائهم وتم اخذ العهود على احترامهم فيجب احترام هذه العهود والمواثيق التي بين الدول وإن كان هناك مخالفة لهذه العهود والمواثيق فيحاسبون ويبين الخطأ ولا يعالج الخطأ بالقتل المحرم شرعا.
أمر بشع
واستنكر د.وائل الحساوي هذا الفعل وقال ان التعرض للنبي صلى الله عليه وسلم والذات الإلهية أمر من الأمور البشعة التي لا يرضاها اي انسان في العالم لمقدساته، وكان الواجب على الدول التي تدعي انها دول علمانية ولا تتدخل في الدين كان الواجب عليها ان تقف ضد هؤلاء الذين يستغلون هذه الحرية ليشيعوا باطلهم ويستهزئوا بعقائد المسلمين، وهذا الآن ما حدث في اميركا من عدم الاحتجاج باعتبار انها دولة مفتوحة تسمح بالحريات حتى لو كان فيها تعرض لثوابت الآخرين، وهو ما حدث في عدة مرات ووجدنا ردة الفعل الاسلامية على التعرض للنبي صلى الله عليه وسلم او ثوابت الدين، ولكن في الوقت نفسه نبين ان ما فعله هؤلاء الاشخاص في بلاد العالم الاسلامي من المظاهرات وحرق الاعلام واقتحام قنصلية بنغازي وقتل السفير ومعه مجموعة لا شك انها جريمة لا نرضى بها وهي مخالفة للاسلام جملة وتفصيلا، وكأن هؤلاء الاشخاص الذين قتلوا ليسوا هم الاشخاص الذين تعرضوا للرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك نطالب اولا الدول الغربية بأن تحترم مشاعر المسلمين ولا تتعرض لعقائدهم وثوابتهم بحجة الحرية.
تطاول مرفوض
من جهته، يقول د.جلوي الجميعة: لا شك ان عرض النبي صلى الله عليه وسلم واسمه صلى الله عليه وسلم وسيرته صلى الله عليه وسلم تشهد ان هذا النبي مكرم وقد كرمته الرسالات كلها بذكر النبي صلى الله عليه وسلم بميعاد نبوته في الديانة اليهودية والديانة النصرانية، وان من يسب النبي صلى الله عليه وسلم فهو يتطاول من خلاله على الذات الالهية، فعلى الآخر والذي يريد من المسلمين ان يفهموه ان يحترموه باعتبار ان المسلمين دائما متهمون بأنهم لا يفهمون ولا يقبلون الآخر، وفي هذه الحادثة وغيرها مما سبق من الاساءات سواء للنبي صلى الله عليه وسلم او للدين الاسلامي دليل على أن الآخر هو الذي لا يتقبل الاسلام والمسلمين.
من جهتها، أصدرت حركة التوافق الوطني الاسلامية بيانا استنكاريا لها امس جاء فيه: دأب الاشقياء على اهانة العظماء وخلاصة المصلحين وكأنهم يحكمون على انفسهم بالتعاسة، واليوم استمرارا لتلك السلسلة المتكررة من الاساءات والتعديات على المقام المقدس لخير الخلق طرا اجمعين نبينا الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم، انتج مجموعة من المتطرفين السفهاء فيلما مسيئا للنبي الاعظم صلى الله عليه وسلم يحوي تعديات اخلاقية لا يقبلها انسان فضلا عن كونه مسلما.
واضافت الحركة في بيانها: ونحن اذ نستنكر مثل هذا العمل الآثم المتجاوز لكل القيم والمسيء لكل الاديان باعتبار النبي الاعظم صلى الله عليه وسلم خلاصتها وخاتمها، نؤكد على ان انتاج مثل هذه الاعمال والتعدي بهذا المستوى الاخلاقي الهابط انما هو دلالة افلاس فكري وعلمي واخلاقي، فالتاريخ يشهد ان اهل العلم والحكمة كانوا قد دخلوا في حوار علمي مع النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم وورثته من الاولياء والعلماء، فما كان الا ان ظهر الحق وزهق الباطل، اما السفهاء فلم يكونوا الا من اهل الاستهزاء والتعدي انعكاسا لخواء داخلي شديد في انفسهم وعقولهم. والحديث اليوم ليس في قيمة من تعدى، اذ لا قيمة ولا وزن لهم، ولكن الحديث في عظيم اعتدي عليه استفزازا لمشاعر امته الكريمة بل وللامة البشرية، لذا فالمطلوب من الشعوب تجاوز ردة الفعل العاطفية المحضة، وترجمة هذه العواطف الجياشة في محبة النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم الى افعال عقلانية تنتج وقف الاعتداءات المتكررة على المقدسات وعلى رأسها نبينا الاعظم صلى الله عليه وسلم وذلك بمطالبة صناع القرار بتفعيل كل الادوات الديبلوماسية وآليات العمل الدولي تجاه تلك الدول الحاضنة والراعية لتلك الاساءات.
واختتمت الحركة بيانها بالقول: الصهيونية العالمية والنظم التابعة لها اليوم حصنت رواية الهولوكوست من النقد العلمي والبحث التاريخي لتقف بكل تناقض امام التعدي على نبينا الاكرم صلى الله عليه وسلم موقفا سلبيا بحجة حرية الرأي التي حاربتها في الموضع الاول، مثل هذه النظم غير جديرة بالاحترام نظرا لمعاييرها المزدوجة والمجحفة، وينبغي لحكومات الدول الاسلامية والعربية ان تقف منها موقفا حاسما حازما رادعا حتى يكون نبينا الاعظم صلى الله عليه وسلم محصنا في قوانينهم ودولهم والا فلا كرامة لامة يهان قائدها وسيدها وحبيبها، وعلى صناع الرأي العقلاء من امتنا الكريمة حصر هذا العمل الاجرامي في موقعه، والتحذير من تعميمه على الفضلاء من اصحاب الاديان الاخرى الذين يحترمون الرموز الدينية ويقفون مع المسلمين في انكار هذه الافعال اللا انسانية، حتى لا تنجر المجتمعات لفتنة عمل عليها هؤلاء السفهاء.
السفير الليبي: لم ننس مساندة أميركا للثورة الليبية ولا نقبل الإساءة للإسلام ولا لأي دين آخر
بيان عاكوم
عبّر السفير الليبي لدى البلاد د.محمد عميش عن استنكاره للفيلم الذي يسيء للرسول صلى الله عليه وسلم رافضا اي إساءة لأي دين من الأديان، ولكنه في الوقت نفسه أشار الى ان هذا الفيلم ليست له علاقة بالحكومة الأميركية وإنما أشخاص أنتجوه بشكل منفرد.
وأبدى في اتصـــال مع «الأنباء» أسفه لما وقع في بنغازي وأدى الى وفاة السفير الأميركي هناك، مشيرا الى ان الشعب الأميركي والحكومة الأميـركية أصدقاء للشعب الليبي الذي لم ينس التدخل الأميركي لوقف نزيف الدم في بنغازي ومساندتهم للثورة الليبية ووقوفهم ضد نظام معمر القذافي.
وقال عميش: «الشعب مدين لهم لما قدموه من تضحيات»، لافتا الى وجود مسيرات في مناطق متفرقة في ليبيا تندد وتستنكر الحادث البشع الذي لا يمثل الشعب الليبي.
وعما اذا كان المعتدون ينتمون لجهات معينة ذكر عميش «ان الأمر فيه غموض ولكن الاتهامات تشير الى صلتهم بالنظام السابق»، مؤكدا على ان هناك من يستغل الظروف التي تعيشها بلاده ويندس بين المتظاهرين لاحداث أعمال عنف وفوضى.
وطمأن عميش ان ليبيا آمنة، مشددا على ان ليبيا الجديدة ستكون حازمة في تعاملها مع الخروقات ولن تسمح بتمادي فلول النظام السابق او القاعدة، حيث ان الشعب سيقف لهم بالمرصاد.
التحالف الإسلامي الوطني: القيم جزء من الإستراتيجية لضرب الإسلام
هذا وأصدر التحالف الإسلامي الوطني بيانا حول الإساءة الأميركية للنبي صلى الله عليه وسلم جاء فيه: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون) وأضاف البيان: ان إساءة الأميركيين الحاقدين على الإسلام والمسلمين للنبي الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم تتكرر بصور مختلفة سواء كانت لمقامه العظيم أو لبقية المقدسات الإسلامية، وبحقيقة الأمر هذه الممارسات انما هي جزء من الإستراتيجية الأميركية التي تهدف الى ضرب الدين ومقدساته ورموزه محاولة منها لحرف الأنظار والأذهان عن الصحوة الإسلامية التي استطاعت بها الشعوب ان تزلزل عروش الطغاة والظالمين من عملاء أميركا ومحو بعضهم من التاريخ.
وجاء في البيان ان هذا الفعل الفاضح للمنظومة الإعلامية الأميركية والصهيونية دليل آخر على ان الدول الغربية والمستكبرة وعلى رأسها أميركا لا تعترف بالقيم الإنسانية السليمة بل ولا تمتلك أدنى شعور تجاهها وقد استبدلتها بقيم خبيثة وشيطانية تهدف الى إشاعة ثقافة الحقد والكراهية والبغض بين البشر لتأليب بعضهم على الآخر ودفعهم لمرحلة المواجهة لتستطيع فيما بعد ان تفرض نفسها وثقافتها النتنة على الدول والشعوب، ولم تكتف بذلك وحسب، بل عملت وبكل ما أوتيت من قوة لإنجاح مشروعها «فرق تسد» من خلال بث الفتن والسموم بين المسلمين أنفسهم ليتفرقوا ويكونوا مجرد مجاميع متناحرة فيما بينهم، وهذا ما يتطلب من علماء الأمة ومثقفيها ومفكريها ان يتصدوا لهذه المشاريع الباطلة بنشر ثقافة الوعي ومحاربة الأفكار الدخيلة على الدين والتي يروج لها الأعداء باسم الدين.
ووصف البيان ان مثل هذه الإساءات لمقام النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم لا تزيد المسلمين إلا غيرة وحمية على دينهم وتماسكهم وترابطهم أكثر وأكثر، وما هي إلا دليل على مدى الإفلاس السياسي الذي تعيشه أميركا في المنطقة التي وعلى مدى عقود كلفتها مليارات الدولارات لم تنفعها، بل زاد من كره الشعوب لها ولقادتها الملوثة أيديهم بدماء ملايين العرب والمسلمين، ومهما ارتفعت وتيرة المؤامرات الأميركية على الإسلام والبشرية لن تكون إلا وبالا عليهم وفقا للقاعدة القرآنية الخالدة (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
المهري: الإساءة لمقام الرسول صلى الله عليه وسلم إساءة لجميع الأديان
صرح وكيل المرجعيات الشيعية في الكويت السيد محمد باقر المهري ردا على الفيلم المسيء لمقام رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم «بأن الإساءة والتطاول على مقام سيد الأنبياء والمرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم تعتبر إساءة لجميع المقدسات ولجميع الديانات السماوية ولجميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام واستفزازا لمشاعر أكثر من مليار وستمائة مليون مسلم في العالم، وقد سمحت أميركا بعرض هذا الفيلم المخالف للقوانين الدولية التي تمنع نشر ثقافة الكراهية والإساءة الى الرموز الدينية ويعتبر هذا الفيلم جريمة لا أخلاقية كبرى وعملا منافيا للأعراف الدولية والمواثيق العالمية، ولا ينفع الاعتذار بأنه تمويل صهيو ـ أميركي او من قبل أقباط مصر في المهجر او التغطية على هذه الجريمة النكراء تحت ستار حرية الرأي وحرية التعبير او اي عنوان آخر، ونحن في الوقت الذي نستنكر ونشجب نشر هذا الفيلم المسيء لمقام نبي الرحمة والإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم نطالب أميركا بمحاكمة ومعاقبة كل من ساهم في إخراج هذا الفيلم السيئ وعليها ايضا الاعتذار الرسمي من مسلمي العالم والتعهد بعدم تكرار هذه الأعمال اللاأخلاقية وتشويه صورة الإسلام الحضارية التي تمنع العنف والإرهاب وقتل الأبرياء، وعلى أميركا قراءة ومراجعة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال أهل البيت عليهم السلام».
واقرأ ايضاً:
استمرار التظاهرات الغاضبة ضد الفيلم المسيء للإسلام وكلينتون تصفه بـ «المقرف».. والسعودية تستنكر إنتاجه
مرسي: الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خط أحمر ولا يجوز المساس به ونعادي من يتعدى عليه بالقول أو الفعل
الراعي يدين الفيلم «الأميركي ـ اليهودي» المسيء للرسول وقيادات لبنانية ترى في توقيته استهدافاً لزيارة البابا
اغتصاب السفير الأميركي في ليبيا وسحله قبل مقتله.. بنفس طريقة القذافي.. وأنچلينا چولي ترتدي الحجاب وتهاجم الفيلم المسيء للإسلام
سقوط قتيل و5 جرحى خلال اقتحام للسفارة الأميركية في صنعاء وتظاهرات للتيار الصدري في العراق احتجاجاً على الفيلم المسيء
غموض هوية المسؤولين عن الفيلم المسيء للإسلام
هاني رمزي: أهدي تكريمي لكل مسلم أساء إليه الفيلم الأميركي