حملت صناديق انتخابات مجلس الأمة 2009 مفاجأة من العيار الثقيل غيرت من تركيبة المجلس الذكورية بوصول أربع سيدات فكانت تجربة المرأة الكويتية الثالثة مع الانتخابات «ثابتة» بعد «سراية» التغيير التي أوجدت صفة نائبة للمرة الأولى في تاريخ الكويت البرلماني.
والبرلمانيات الأربع هن الاكاديميات د.معصومة المبارك التي حصلت على المركز الأول في الدائرة الانتخابية الأولى ود.أسيل العوضي التي حلت في المرتبة الثانية في الدائرة الانتخابية الثالثة ود.سلوى الجسار التي حجزت المقعد العاشر في الدائرة الثانية ود.رولا دشتي التي جاءت في المركز السابع في الدائرة الانتخابية الثالثة.
وحول هذا الموضوع أجرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) مجموعة من اللقاءات مع أكاديميين وناشطين سياسيين أكدوا فيها ان المرأة الكويتية استطاعت ان تحقق معادلة صعبة في زمن صعب وبسرعة أدهشت من حولها.
وقال أستاذ القانون الدستوري د.محمد الفيلي ان تجربة المرأة السياسية في خوض انتخابات مجلس الأمة 2009 هي الثالثة بعد تجربتي في انتخابات 2006 و2008 وعلى الرغم من تناقص عدد المرشحات اللاتي خضن الانتخابات حيث بلغ عددهن 16 مرشحة فقط بعدما كان العدد 28 في 2006 و26 في 2008 الا ان صناديق الاقتراع فاجأت الجميع ليس فقط برياح التغيير انما بـ «سراية».
وقال د.الفيلي ان «سرايات» التغيير في هذه الفترة أوصلت المرأة الكويتية الى قبة البرلمان عبر أربعة مقاعد وبنسبة 8% من اجمالي عدد النواب البالغ 50 نائبا وهي نسبة تقارب نسبة العضوات في برلمانات الدول الأوروبية.
من جانبه قال الكاتب الصحافي د.ساجد العبدلي ان نتائج انتخابات مجلس الأمة 2009 من حيث وصول اربع مرشحات الى المقاعد البرلمانية جاءت «مفاجئة الى حد كبير».
وقال العبدلي ان ما زاد من حجم المفاجأة عدد الفائزات إضافة الى تحقيق مراكز متقدمة جدا كالمركز الأول والثاني مع العلم ان هناك مرشحات لم يفزن ولكن حققن ارقاما متقدمة.
واكد ان المرأة الكويتية صنعت تاريخا من خلال الانتخابات وفي فترة قياسية «واذا نظرنا الى البرلمانيات ككتلة سياسية في المجلس فستكون الكتلة الأقوى وستستمر في صناعة التاريخ لذا فإنهن مدعوات الى التعاون حتى يستطعن ان يقدمن طرحا متميزا يصل الى حد الانجازات الحقيقية على أرض الواقع».
من جانبه قال استاذ العلوم السياسية د.شفيق الغبرا ان حجز المرأة الكويتية لأربعة مقاعد برلمانية بالشكل الذي أفرزته انتخابات الأمس «يعد من النتائج المشرفة التي تمثل سابقة تثمن للشعب الكويتي الذي صوت لهن وتثمن دور النائبات في إيصال رسالاتهن الى جمهور الناخبين».
من جهته وصف عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.يعقوب الكندري ما أفرزته صناديق الاقتراع من وصول أربع نائبات الى مجلس الأمة بالانجاز غير المسبوق اذ دخلت المرأة الكويتية التاريخ السياسي من أوسع أبوابه.
وقال انه كان متوقعا في السابق ألا تصل المرأة الى قبة البرلمان لحداثة تجربتها السياسية وعدم قبول المجتمع والنظرة الثقافية للمجتمع الذكوري اليها ولكن التجربة الثالثة أسقطت هذه الأفكار وعزلتها حيث تم الاختيار على معيار الكفاءة والرغبة في التغيير والبعد عن معيار جنس المرشح.