مبارك الخالدي
الحالة التي يمر بها الفريق الأول لكرة القدم بالنادي العربي عجيبة غريبة، فبالأمس القريب خطف «الأخضر» الأضواء بفوزه بلقب كأس سمو الأمير بعد أن قدم عروضا استثنائية لاقت استحسان النقاد وخرجت جماهيره بعفوية الى الشوارع ابتهاجا بالانتصار الغالي الغائب عن خزائن النادي سنوات.
ولا نبالغ في القول بأن الفرحة عمت عموم أهل الكويت بمختلف ميولهم، وذلك لإدراك الرياضيين بأن عودة العربي الى منصات التتويج هي عودة الروح الى الكرة الكويتية، لكن خيبة الأمل عادت سريعا مع الظهور الباهت للفريق في مباريات دوري التصنيف بتعادل أول مع الجهراء بهدف لهدف ثم الخسارة التاريخية أمام برقان بهدف نظيف.
ونتيجة المباراتين جعلت العرباوية يضعون أيديهم على قلوبهم، ففي عرف كرة القدم الفوز أو الخسارة أو حتى التعادل حالات واردة لكن وفق سياقها الطبيعي، ولكن العربي لم يقدم ما يشفع له حتى الآن وافتقد خاصية الاستقرار على التشكيلة كأنه لا يزال في مرحلة التجارب، كما انه افتقد خاصيته التي انفرد واشتهر بها وهي الروح، فما الذي جرى خلال هذه الفترة القصيرة؟ الانتصار والفوز بكأس سمو الأمير، جاء بعد رفع شعار الاعتماد على الشباب، حيث قدم النادي نموذجا أصبح قدوة للأندية الأخرى بتقديم أوراق اعتماد مجموعة من الشباب استحقت الانضمام الى المنتخب الأولمبي ومنهم بندر السلامة ومحمد صفر وحسين اشكناني وحسن حمدان وعبدالله عمار بخلاف الوعود بتقديم أسماء أخرى يعرفها الجميع ومازالت تنتظر الفرصة، لكن المفاجأة غير المتوقعة كانت بعدم الاستمرار على تلك السياسة، حيث عاد الحرس القديم الى تشكيلة الفريق فلم نعد نعرف ما الذي يريده الجهاز الفني التجديد الذي حقق كأس سمو الأمير عن جدارة واستحقاق أم العودة الى عناصر الخبرة التي لم تحقق شيئا طوال سنوات وجودها في النادي.
وهنا تعالت أصوات عاشقي «الأخضر» مطالبة بوقفة جادة تستوجب سرعة التصحيح، لاسيما أن الجميع لاحظ مقدار الاهتمام الكبير وعدم التقصير من قبل مجلس إدارة النادي برئاسة عبدالعزيز عاشور وزملائه المتواجدين بشكل يومي خلف الفريق تشجيعا وتحفيزا ودعما سواء في المباريات أو التدريبات، كما أن الجهاز الإداري الذي يقوده المخضرم علي مندني قريبا جدا من اللاعبين، ويواصل العمل ليل نهار دون كلل أو ملل لحل المشاكل الطارئة.
وتبقى الكرة الآن في ملعب الجهاز الفني، فالوقت لايزال أمامه لإعادة حساباته واتخاذ قراراته بدقة، فبطولة دوري التصنيف ليست بطولة تنشيطية، بل هي مسابقة مهمة جدا على صعيدين، أولهما، البقاء في دائرة الأضواء فتاريخ العربي لا يسمح بالتواجد في مناطق الخطر، وثانيهما بناء فريق قوي يمكنه البقاء ضمن الكبار والمنافسة على الألقاب.