هادي العنزي
هي البصرة الفيحاء إذاً.. ثالث أكبر مدن العراق بعد بغداد والموصل، والأرض الغليظة ذات الحجارة الصلبة كما وصفها اللغويون، «ثغر العراق الباسم» التي تأسست في العام 14 هجرية لتكون محطة انطلاق الفتوحات الإسلامية، وصلها «الأزرق» امس بعد رحلة برية قصيرة مفعمة بالمشاعر الدافئة في شتاء بارد، ليتخذها بداية انطلاق جديدة.. لعل وعسى أن «يبتسم الأمل» ويرافقنا الحظ في رحلة شاقة وطويلة في الانتظار.
وسط إجراءات أمنية كبيرة، واحترازات صحية تشترط الحيطة والتباعد فرضها حديث العالم أجمع وهو فيروس كورونا، يستنهض «الأزرق» الجميل طاقاته المتجددة غدا في لقائه الودي مع منتخب العراق في ستاد جذع النخلة الخاوي من جماهيره الصادحة، على «أرض السواد» لكثرة نخيلها، بحثا عن أداء مقنع، ونتيجة مرضية، تعيد معها الطمأنينة والثقة للاعبيه وجماهيره، بعد أداء سلبي وعرض باهت والخسارة 0-1 أمام الشقيق الفلسطيني قبل عدة أيام، تحضيرا للاختبار الصعب يومي 25 و30 مارس المقبل أمام أستراليا والأردن تواليا في تصفيات المجموعة الثانية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في قطر 2022، وكأس آسيا بالصين 2023.
منتخبنا الوطني ليس في أفضل حالاته، وهذا ليس سرا يذاع، فالأسباب شتى، والأعذار حاضرة، ومدربه الإسباني اندريس كراسكو قليل الخبرة والمعرفة بالساحة الكروية الآسيوية وتقلباتها وحساباتها المتشعبة، وذاك همّ آخر، والحمل على عاتق الرجال ثقيل، ولا من معين سوى سواعدهم، وروح للفوز تواقة، وإرث مشرف، وأنشودة عذبة تطرق الأسماع بين حين وحين منذ 1982 حين تأهل الكويت، كأول منتخب عربي - آسيوي، إلى نهائيات كأس العالم، لعلها تتكرر في الألفية الثالثة.. ولتكن المدينة الملهمة وملتقى النهرين العاشقين دجلة والفرات، الغافية على ضفاف شط العرب، بداية التقاء «الأزرق» بالإنجازات من جديد.