مبارك الخالدي
الذكريات الخالدة لا تمحى من ذاكرة الرياضيين، ترجعهم لأفضل لحظات إنجازهم، تذكرهم بالتضحية والعطاء الذي قدموه، وتقدم القدوة الحسنة للأجيال المقبلة، لكي تحذو حذوهم، وليواصلوا المسير على خطاهم.
«الأنباء» التقت أحد الرياضيين الذين قدموا عطاءات بارزة وهو عبدالناصر السهلي، من اميز المعلقين الكويتيين والعرب، عشق الميكروفون منذ صغره وتأثر بالمعلق خالد الحربان، وذاع صيته بين أقرانه قبل ان يتقدم في عام ١٩٩٧ الى الإذاعة والتلفزيون وخضع لتجارب عديدة قبل إجازته في ١٩٩٩ لتبدأ رحلة تحقيق الحلم الذي توج بالانضمام الى الجزيرة الرياضية «بي ان سبورت»، وإلى تفاصيل الحوار:
لماذا اتجهت الى التعليق وبمن تأثرت؟
٭ الحقيقة منذ أيام المدارس وأنا مولع بجهاز اللاسلكي وكنت أجيد التعليق على الأحداث والألعاب المختلفة في المدرسة والفريج وبتشجيع من زملائي وإدارات المدارس وشعرت بعدها بأن هذه الهواية تنمو في داخلي والأهم من ذلك الولع بتقليد شيخ المعلقين خالد الحربان الذي كان ملكا للميكروفون في ذلك الزمن الجميل وكنت أتقمص شخصيته في التعليق وهو بالمناسبة عمي بالرضاعة.
وكيف التحقت بالإعلام بشكل رسمي؟
٭ المشوار كان طويلا ولأسباب خارجة عن إرادتي تأخر قبولي وإجازتي في التعليق حتى موعد ظهوري الأول في ٣١/١٢/١٩٩٩ وكان ذلك برعاية أحد المسؤولين وهو يوسف عبدالرضا علما انه قد جرى وضعي تحت الاختبار الفعلي لعدد من المباريات إذ كان يتم تسجيلها وعرضها على المسؤولين لتصحيحها وتقييمها ورصد الملاحظات عليها وتزويدي بالتوجيهات والحمد لله ان حلمي قد تحقق إذ ما زلت ابنا للتلفزيون الكويتي.
كيف انتقلت الى قناة بي إن سبورت؟
٭ تلك حكاية أخرى فقد كنت أول معلق محلي يعلق على الكلاسيكو الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة الذي كان يبث عبر تلفزيون الكويت وكان معي زميلي عبدالعزيز عطية، ويبدو ان إدارة «بي ان سبورت» وكانت وقتها تحت اسم الجزيرة الرياضية قد سمعوا تعليقي وبالفعل وصلني العرض والتحقت بالقناة منذ ٢٠٠٧ حتى عام ٢٠١٤، حيث تحول العقد بعدها الى نظام العمل بالقطعة ومازلت معهم.
التعليـــق مسؤوليــة فكيف تحضر للمباراة؟
٭ بالفعل هو مسؤولية وأنا متخصص في الكمبيوتر وهنا استفدت بمتابعة الفرق واللاعبين من خلال البحث في المواقع المختلفة لتكوين مادة قبل الظهور أمام المتلقي بشكل حي، كما ان المعلق يجب ان يكون ملما بقانون التحكيم والطب الرياضي، كما عليه التزود بالثقافة العلمية والفنية بشكل دائم.
موقف طريف لا تنساه؟
٭ كنت أعلق على مباراة منتخبنا الوطني مع ألمانيا وكانت النتيجة ٧-٠ للمنتخب الألماني واستفزني مخرج المباراة بتركيزه المتكرر على بعض الحضور من الخليجيين والعرب وهم في الزي الشعبي الخليجي وشعرت بأنه أراد الاستهزاء بالعرب، فذكرت على الهواء «الألمان مكثرين من اللبن» واشتهرت هذه الكلمات وتم استدعائي للتحقيق الذي انتهى بالتعهد بعدم تكرار الخروج عن النص.
كيف ترى تطوير مهنة التعليق في الكويت؟
٭ التعليق أصبح علما وفنا في الوقت نفسه وهنا لابد من مواكبة التطور، فنحن نحتاج أجهزة هندسية متطورة خاصة في تقنية الصوت وأيضا أجهزة «الهدفون» وهذا سبب تطور دول الخليج والقنوات الأخرى، ولك ان تستغرب ان نبرة صوتي تختلف بين تلفزيون الكويـــت وقنوات بي ان سبورت والسبب الأجهزة المتطورة هناك.