مبارك الخالدي
خروج منتخبنا الأولمبي من الدور الأول لبطولة غرب آسيا بعد تقديم مستوى متواضع للغاية في 3 مباريات يثير الكثير من علامات الاستفهام حول منتخب حظي بدعم معنوي ومادي غير مسبوق وبفترة إعداد تجاوزت العام ونصف العام تخللها الكثير من التجمعات الصغيرة في الكويت وخارجها وأيضا معسكر طويل أقيم في تركيا يوليو الماضي ومباريات دولية.
المنتخب وبعد فترة الإعداد الطويلة كان الجميع يمني النفس ان تكون النتائج في الاستحقاقات الرسمية على نفس مستوى فترات الإعداد، فالأزرق الواعد يضم في صفوفه 19 لاعبا من الأسماء اللامعة وممن يشكلون أمل الكرة الكويتية ونواة المنتخب الأول في السنوات المقبلة، لكن للأسف خابت الآمال وظهر منتخبنا بلا عنوان وحل أخيرا في مجموعته برصيد نقطتين من تعادلين وخسارة وهو مركز لا يليق بتاريخ الكرة الكويتية، وهو ما يلقي بأصابع الاتهام نحو فشل الجهاز الفني بقيادة الإسباني كارلوس غونزاليس، والذي أثبتت المباريات الرسمية الـ 3 له في البطولة أمام اليمن (1-1) والأردن (1-2) وعمان (1-1) سوء إدارته الفنية وتواضع فكره، وان الأزرق الأولمبي «اكبر منه».
ونظرا لضيق الوقت، وقرب الاستحقاق الآسيوي الأهم، وهو استضافة المجموعة الرابعة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس آسيا تحت 23 سنة في طشقند 2022 والمقرر انطلاقها بالكويت 23 الجاري بمشاركة منتخبات السعودية وأوزبكستان وبنغلاديش، فإن الوضع يستدعي دعم المنتخب على أقل تقدير خلال تلك الفترة وانتظارا لما ستكون عليه نتائجنا في تلك التصفيات، ولكن الأمر يتطلب على الأقل الجلوس مع الجهاز الفني لمراجعة حساباته قبل اتخاذ قرار إقالته وتكليف أحد المدربين الوطنيين لقيادة المنتخب في الوقت الراهن.
قصور بدني وفني
كشفت المباريات الـ 3 ضعف الإعداد البدني، حيث عانى «الأولمبي» كثيرا في الشوط الثاني من كل المباريات، فبعد شوط أول مثالي في مباراته الأولى أمام اليمن والتقدم بهدف لم يتمكن من الحفاظ عليه وتراجع الأداء بشكل كبير وبدا واضحا الإرهاق والتعب على اللاعبين ليخطف اليمن التعادل، ما يشير إلى انخفاض المخزون البدني وعدم قدرة اللاعب على مواصلة العطاء لمدة 90 دقيقة، وهذه مسؤولية الجهاز الفني الذي لم يحسن تهيئة اللاعبين في مرحلة الإعداد التي سبقت المشاركة، وتكرر السيناريو أمام منتخب الأردن ليخسر الأزرق المباراة بسبب تفاصيل صغيرة وبالسيناريو نفسه، إذ تقدم بالشوط الأول وتلقى هدفين في الشوط الثاني، وفي اللقاء الأخير أمام عمان كانت الكارثة، حيث انعكس الضغط النفسي والقصور الفني والبدني على سلوك اللاعبين فطغت الفوضى وساد الانفعال والارتجال في الأداء ويحسب له فقط خطف التعادل في الدقائق الأخيرة.
هوية ضائعة
للأسف افتقد منتخبنا الأولمبي هوية وشخصية محددة خلال المباريات الـ 3، بل قبلها وتحديدا أثناء المباريات الودية أمام منتخبات البحرين مرتين وعمان وفلسطين، فلم يستقر المدرب على تشكيله معينة رغم أن المجموعة التي كانت ولاتزال معه هم النخبة والمرشحون لحمل لواء الكرة الكويتية بالسنوات المقبلة وفق سياسة اتحاد الكرة ومشروعه الهادف للاعتماد على هذا الجيل من اللاعبين، وعليه فقد غاب الانسجام بين اللاعبين لكثرة التغيرات والتبديلات إضافة إلى تغير أساليب اللعب فأصبح المنتخب حقل تجارب لا تنتهي، وعليه فقد كانت النتيجة تشتيت اللاعبين من الناحية الذهنية فشاهدنا غونزاليس يلعب أحيانا بطريقة (4-5-1) وتارة (4-2-3-1) وأحيانا أخرى (4-4-2) دون مراعاة للإمكانيات الفنية والبدنية للاعبيه وكأنه حديث عهد بهم.
معسكر الدوحة
إلى ذلك، وصلت بعثة «الأولمبي» إلى الدوحة أمس لإقامة معسكر تحضيري قبل انطلاق التصفيات الآسيوية في البلاد 23 الجاري، إذ من المقرر أن يلعب مباراة ودية مع نظيره القطري، حيث يأمل الجهاز الفني تصحيح المسار والاستفادة من تجربة غرب آسيا بسلبياتها وإيجابياتها.