يحيى حميدان
تحظى الجماهير العاشقة لأنديتها ومنتخباتها بتقدير خاص لدى جميع المنتمين للعبة كرة القدم وغيرها من الالعاب، لما للمشجع من أهمية في إخراج الاحداث الرياضية بصورة رائعة ولافتة، وكل اللاعبين حول العالم يفضلون اللعب أمام مدرجات ممتلئة، الأمر الذي يعد محفزا لهم لتقديم أقصى ما لديهم. وقد تكون الجماهير عاملا جماليا داخل الملعب، وعلى العكس قد تعكر هذه الجماهير صفو المباريات بما يظهر به البعض من سلوكيات لا تمت للأخلاق بصلة، وبدلا من ان يكون الذهاب للملعب مصدرا للمتعة والترويح عن النفس ينقلب الأمر الى الضد.
وما حدث قبيل نهاية لقاء القمة بين الكويت والقادسية أول من امس خير دليل على ذلك، بعد نزول مجموعة من المشجعين المراهقين للملعب ووقوفهم على الخط وقيامهم برمي قناني المياه الفارغة صوب اللاعبين في منظر مؤسف لا يليق بدولة عريقة كرويا مثل الكويت.. وهو ما يجعلنا نطالب بتوفير بيئة مثالية قبل التفكير في الاحتراف الكامل أو الخصخصة!
والى جانب ذلك نرى في ملاعبنا تعمد بعض الجماهير ممن لا يحملون أي صفة للجلوس في المنصة مع رؤساء وأعضاء الاندية ومسؤولي الجهات المختلفة ومدربي المنتخبات ورجال وسائل الاعلام، وهو ما يضع المسؤولين تحت «برميل بارود» قابل للانفجار في أي لحظة جراء خروج بعض هؤلاء «كبارا أو مراهقين» عن النص بشكل متواصل طوال مجريات المباراة.
كما أن مدربي المنتخبات أو الفرق المنافسة الاخرى ممن يرغبون في متابعة المباراة يحتاجون الى هدوء وتركيز، حالهم حال رجال وسائل الاعلام، الا أن ما يعانيه مختلف أصحاب المسميات في كل مباراة جماهيرية يجعلهم خارج نطاق القدرة على التركيز والعمل بسبب غزو الجماهير للمقاعد بمختلف الأماكن.
وربما تعود أسباب هذه الفوضى والاحتكاك المستمر بين الجماهير والمسؤولين ومدربي المنتخبات ورجال وسائل الاعلام الى «الواسطة» والمعرفة المتبادلة بين المنظمين في الملاعب وهؤلاء الجماهير المتعصبين والمراهقين مما يضع المنظمين في حرج كبير، وعليه فإنه حان الوقت لمزيد من التنظيم وتفادي الدخول في تصادمات الجميع في غنى عنها.