مبارك الخالدي
يترقب عشاق الكرة المستديرة بشغف كبير اليوم الإعلان الرسمي عن مجلس الإدارة الجديد لاتحاد الكرة الكويتي الذي سيقود الكرة الكويتية خلال السنوات الأربع المقبلة بعد التراجع الحاد في مستوى الكرة المحلية الذي انعكس سلبا على منتخبنا وفقدانه لمكانته على الساحة الخليجية، بل وتراجع تصنيفه العالمي، ما دفع جميع المعنيين بالشأن الرياضي للتأكيد على أن الكرة الكويتية تحتاج إلى «خارطة طريق» ممزوجة بمجموعة من القرارات الجريئة لتجاوز الأزمات التي ألقت بظلالها السلبية على الساحة المحلية لسنوات وتغليب المصلحة العامة لتكون مفتاح تصحيح المسار الكروي في المستقبل القريب.
الجمعية العمومية غير العادية لاتحاد الكرة، التي ستجرى مساء اليوم لانتخاب مجلس إدارة جديد للدورة 2022-2026، ستكون بمراقبة دولية تتمثل بحضور مندوبي الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم، وتحظى بمتابعة جماهيرية وبرلمانية غير مسبوقة، نظرا لأنها أول انتخابات بالنظام الأساسي الجديد الذي أقر مؤخرا بعد «مخاض عسير»، ويتضمن تشكيل مجلس الإدارة من 7 أعضاء وليس 14 عضوا، وهم الرئيس ونائبان للرئيس و3 أعضاء وعضو نسائي.
الصراع الأكبر كان منحصرا على مقعد الرئاسة الذي حسم رسميا مساء أمس لصالح رجل الأعمال عبدالله الشاهين بعد انسحاب كل من رئيس اللجنة الانتقالية لاتحاد الكرة في 2015 ورئيس نادي القادسية السابق فواز الحساوي ورئيس النادي العربي السابق جمال الكاظمي في اللحظات الأخيرة، علما بأن الشاهين دخل الانتخابات بشكل مستقل وتزكية 13 ناديا، وهو الأمر الذي لم يلق قبولا لدى الحساوي والكاظمي، ليقوم الممثل القانوني لهما بالطعن على صحة أوراق ترشحه أمام اللجنة الانتخابية التي تلقت كذلك طعنا مماثلا من المرشح عبدالحميد الشطي بالطعن على صحة ترشح أحمد عقلة لمنصب نائب الرئيس، ولكن اللجنة الانتخابية قررت رفض الطعون ليلجأ بعدها الطاعنون إلى لجنة الاستئناف التي أيدت بدورها قرار اللجنة الانتخابية القاضي برفض كل الطعون.
ولم يكتف الممثل القانوني للطاعنين عند هذا الحد، بل تقدم بدعوى مستعجلة أمام القضاء الإداري للطعن على الإجراءات التي سبقت الدعوة لإجراء الانتخابات برمتها فضلا عن مخالفتها النظام الأساسي (بحسب ما ورد في صحيفة الطعن) حيث قرر القضاء الإداري حجز الدعوى للحكم بجلسة 25 الجاري.
بيان انسحاب الحساوي والكاظمي
وجاء بيان انسحاب الحساوي والكاظمي كما يلي: «نتوجه بالشكر لجميع الشعب الكويتي والمهتمين بالرياضة الكويتية بصفة خاصة فلكم جميعا الشكر والعرفان والتقدير.. لم نتخذ قرارنا بالترشح لانتخابات رئاسة اتحاد كرة القدم الكويتي إلا بهدف واحد هو عودة كرة القدم الكويتية إلى سابق عهدها وإعادة أمجادها لتصحيح مسارها وعودة علم الكويت في كل المحافل الدولية مرة أخرى، وكنا نأمل في خوض هذه الانتخابات في ظل ظروف ديموقراطية دون تدخل من الأشخاص المسيطرين على الرياضة الكويتية والمتسببين في تكريس حالة الاحتقان وسط الشارع الرياضي الكويتي والمحركين لهذا المناخ الرياضي المشحون بالتوتر والصراعات والتكتلات وحشد التحالفات من أجل مصالحهم الشخصية دون تفكير في مصلحة الكرة الكويتية، وما شاهدناه ولمسناه من حماس الرياضيين والمهتمين بالرياضة الكويتية والدعم والتشجيع من خلال تواصلهم الذي آمن بفكرتنا ومشروعنا الذي يهدف إلى الارتقاء بكرة القدم الكويتية، واستجابة للعديد من أصوات المواطنين والرياضيين الذين قبلوا بهذا التحدي من أجل تصحيح المسار، إلا أن ما جعلنا نقرر عدم خوض تلك الانتخابات هو استمرار الوضع السيئ وتدخل الأشخاص المسيطرين على الرياضة الكويتية بداية من قرار لائحة النظام الأساسي للاتحاد الكويتي لكرة القدم رغم ما حوته من مخالفات وعيوب ثم سعيهم إلى تحويل العملية الانتخابية إلى قرار تعيين مرشحين، كل هذه المؤشرات كانت تشير إلى نية مبيتة لتسميم العملية برمتها وإفسادها وتفريغها من مضمونها الديموقراطي المفترض، واليوم نعلن قرارنا أننا لن نخوض هذا السباق الانتخابي وسوف نقوم بسحب أوراق ترشحنا في سياق استنفد كل أغراضه من وجهة نظرنا قبل أن يبدأ.. فشكرا لمن ساندنا وقت ترشحنا، وشكرا لمن وقف مع كلمة الحق في هذا الشأن، ونتمنى للرياضة الكويتية دوام التوفيق».
باقي تشكيل مجلس الإدارة
وكان اجتماع تشاوري للأندية عقد قبل أيام بحضور 14 ناديا باستثناء نادي القادسية، تمخض عنه تأكيد 13 ناديا (امتناع العربي) دعمهم لقرار انتخاب الشاهين لمنصب الرئيس، فيما أجمع 14 ناديا على اختيار أحمد عقلة وهايف المطيري لمنصبي نائبي الرئيس، وقرر مرشح القادسية عبدالحميد الشطي الاستمرار على خط المنافسة للفوز بأحد المقعدين، كما توافقت الأندية على تزكية فاطمة حيات لشغل منصب العنصر النسائي، علما أنها المرشح الأوحد لهذا المنصب، وعلى صعيد مقاعد العضوية الثلاثة تم الاتفاق على دعم كل من مرشح العربي منصور باشا ومرشح كاظمة عبدالعزيز السمحان ومرشح الساحل جمال العتيبي وسط تحفظ أندية السالمية والتضامن والفحيحيل.
