مبارك الخالدي
سجل فريق الجهراء في الموسم 1989 ـ 1990 اسمه في السجل التاريخي للفرق الكويتية المتوجة بلقب بطولة الدوري، وهي سابقة في تاريخ الكرة الكويتية، بعد الفوز الشهير لفريق الفحيحيل بلقب كأس الأمير موسم 1986، حيث اقتصر تحقيق الالقاب في تلك الفترة على الكبار او فرق المقدمة وهي القادسية والعربي والكويت وكاظمة والسالمية، وهي الفرق التي تتمتع بدعم كبير ماديا ومعنويا، فضلا عن المخزون الكبير من اللاعبين ذوي المهارة العالية.
ومن المعلوم ان سباق الدوري في مختلف دول العالم يتطلب مخزونا وافرا من اللاعبين، او كما يعرف في وقتنا «دكة احتياط» ذات جودة عالية، لكن في ذلك الموسم كسر الجهراء القاعدة ودخل التاريخ من اوسع أبوابه، فكانت اللحظة التي تم فيها رفع «درع» الدوري لحظة تاريخية بكل المقاييس، حيث شهد ذلك اليوم مسيرة ضخمة لعشاق النادي ومحبيه من ستاد محمد الحمد الذي شهد المباراة الاخيرة للفريق، وكانت امام الكويت، إذ خطف نواف جديد برأسه الهدف الوحيد في الدقيقة العاشرة من عمر المباراة، وصمد اللاعبون بعدها بكفاح وتصميم حتى نهاية المباراة لتنطلق بعدها مراسم التتويج والمسيرة الحافلة الى ملعب الجهراء الذي كان يغص لحظتها بالمشجعين والفرق الشعبية ترحيبا بكتيبة الابطال.
وفاز الجهراء بنسخة الدوري التاسعة والعشرين والتي اقيمت في ذلك الوقت من ثلاثة ادوار هي الذهاب والاياب ومباراة على ملعب محايد، وشارك في تلك النسخة ثمانية فرق وتصدر الجهراء الترتيب في الختام بعد ان جمع 29 نقطة، واحتل العربي المركز الثاني بـ 27 نقطة، وحل كاظمة ثالثا برصيد 24 نقطة، والكويت رابعا بـ22 نقطة، والسالمية خامسا بـ21 نقطة، والقادسية سادسا برصيد 20 نقطة، واليرموك سابعا، والنصر في المركز الاخير.
وضمت كتيبة فريق الجهراء في تلك النسخة بقيادة المدرب الصربي دراغان كلكوتا نخبة من النجوم سلكوا طريقهم الى صفوف المنتخب الوطني بجدارة، منهم مطير شرقاط في حراسة المرمى ووائل سليمان ونواف جديد واحمد عبدالكريم ونواف جابر وابراهيم مرزوق وغلفيص العجمي وسهو السهو ومناور هزاع وصالح باجيه ومحمد علي وغيرهم من الابطال.
كما ضم الجهاز الفني المدرب المساعد والاب الروحي للاعبين كريم سلمان.
ويعتبر الجهراء من الفرق المنتجة لخيرة اللاعبين والذين مثلوا المنتخبات الوطنية في مختلف المواسم، ولم يتوقف هذا الانتاج نظرا لاهتمام مجالس ادارات النادي المتعاقبة بالقاعدة واشتراكهم في حب مدينتهم الجهراء وناديها.