فوز أوروغواي على مصر يكشف عيوب المنتخب وشحاتة

لم يجد لاعبو منتخب مصر لكرة القدم ومعهم الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة من الجماهير بعد تجربتهم الودية مع الاوروغواي سوى اللعنات، بعد ان تسبب اللاعبون أنفسهم في هزيمة انفسهم بهدفين للاشيء، رغم ان منتخب مصر كان الافضل طوال الشوط الاول وبداية الشوط الثاني، حتى عرفت الاهداف طريقها الى شباكه، فارتبك اللاعبون وارتبك شحاتة ومعاونه، وتحول الجمهور القليل الذي تابع اللقاء في ستاد الاسكندرية من حالة المساندة والتشجيع الى حالة الثورة والغضب.

وواقع الاحداث ان منتخب مصر تعلم درساً تاريخيا، ولكن المهم هل يستفيد اللاعبون منه؟ وهل يستفيد شحاتة ايضا، قبل بدء تصفيات بطولة كأس الامم الافريقية التي يحمل منتخب مصر لقبها، وذلك عندما يلتقي مع بروندي يوم 3 سبتمبر القادم؟ اما الدرس الذي تعلمه حسن شحاتة، فهو الا يكون متساهلا مع لاعبيه بعد اليوم، لأن بعضهم يعتبر المنتخب ملكا له، وايضا الا يكون مجاملا حيث حول المباراة مع منتخب الاوروغواي الى مجرد تجربة عادية، وبدلا من ان يعالج مشكلة عقم النجوم، حولها الى تجربة مفتوحة يشارك فيها كل اللاعبين الذين معه في المعسكر لينهار تماسك الفريق والاداء، وخلال اقل من نصف ساعة من الشوط الاول استبدل خمسة لاعبين، فجاء الهدفان.

رئيس اتحاد الكرة سمير زاهر اراد ان يرى التجربة من وجه اخر، فقال انها تذكره بخسارة منتخب مصر في القاهرة امام نظيره التونسي قبل ايام قليلة من انطلاق بطولة كأس الامم الافريقية، فكانت هذه الخسارة بمثابة الصدمة التي افاق على اثرها جميع من بالفريق، وعاد اليهم القلق الذي يدفع اللاعب المصري الى الاجادة واليقظة وعدم التهاون، وايضا يجبر اعضاء الجهاز الفني على التدقيق في حساباتهم.

وكان رأي بعض النقاد والخبراء ان غياب الهيكل الاساسي للمنتخب في هذه المباراة، ويقصدون به لاعبي الاهلي اثر كثيرا على الاداء وفاعليته والنتيجة ايضا لان الفريق الفائز ببطولة كأس الامم لم يلعب منه امام الاوروغواي سوى احمد حسن وعمرو زكي والسقا، والباقون كلهم من البدلاء او من المستجدين على الفريق.

جميع اللاعبين عادوا بالامس الى انديتهم بمن فيهم عصام الحضري ووائل جمعة اللذان حضرا من غانا الى الاسكندرية ثم غادراها الى منزل كل منهما في القاهرة بعد ان سمح لهما شحاتة بذلك، واعفاهما من المباراة، والجميع يستعدون لمباريات الاسبوع الثالث من مسابقة الدوري يوم الاحد القادم، فيما بدأ شحاتة في تقييم تجربته ولاعبيه قبل التجمع القادم الذي سيسبق مباراة بروندي بخمسة ايام.

ومن جانبه لم يجد المدرب العام شوقي غريب سوى شماعة النجوم الغائبين لتعليق الهزيمة القاسية عليها وقال لقد لعبنا بتشكيلة جديدة وغير متجانسة ومن الطبيعي ان يهتز الاداء بعنف عند غياب لاعبين بحجم محمد ابوتريكة ومحمد شوقي وعماد النحاس وعماد متعب وحسن مصطفى وعصام الحضري واحمد حسام (ميدو) ومحمد زيدان وبشير التابعي فهم يمثلون فريقا بأكمله وقوة ضاربة في كل الخطوط.

اضاف رغم الهزيمة كانت التجربة مفيدة لانها ساعدتنا على الاقل في الحكم على مستوى عدد كبير من اللاعبين الذين يرتدون فانيلة المنتخب المصري لاول مرة، ولا يجب ان ننسى ان اوروغواي لعب بكامل نجومه، وقال غريب قد يكون للجماهير المصرية التي تابعت اللقاء كل الحق في الحزن والاسف من الهزيمة ولكن هي بالفعل كانت تجربة قوية ومفيدة. ورداً على التغييرات الخاطئة في الشوط الثاني قال غريب كان لابد ان نمنح الفرصة لعدد كبير من اللاعبين لمعرفة مدى قدرتهم واستعدادهم للتمثيل الدولي والجهاز الفني ليس مسؤولا عن الاخطاء القاتلة التي جاء عن طريقها هدفا اوروغواي، واؤكد ان ما حدث بستاد الاسكندرية لن يتكرر عند بدء التصفيات الافريقية المؤهلة لنهائيات كأس الامم الافريقية بغانا لان حسابات اللقاءات الرسمية تختلف تماما عن التجارب الودية.