عبدالله العنزي
ما تكاد الكرة الكويتية تخرج من مأزق الا وتقع في آخر فبعد أزمة تعليق عضوية الاتحاد بقرار «فيفا» والتي انتهت وفق تعهدات بتطبيق اللوائح الدولية رفع التعليق بصفة مؤقتة وكنا الاقرب من انتهاء الازمة بشكل قاطع ولكن تفاوت الآراء بين الاندية حول اعتماد المادة 32 من النظام الاساسي، أدخلنا في مأزق جديد لم ينته بعد لأن المفاوضات ما زالت تسير في طريق مسدود حتى بعد ان اغلق الفيفا الملف نهائيا باعتماد الـ 5 اعضاء.
وبعد كل التعهدات التي قطعناها على أنفسنا امام الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي اشترط عودة اللجنة الانتقالية لإدارة شؤون الاتحاد والمكونة من السكرتير العام وائل سليمان والمدير المالي غسان النصف وعضوية عبدالحميد محمد، أدخلتنا الانتقالية في قضية جديدة بصورتها القديمة في واقعها، وكان من الممكن حلها في حينها، وهو ما يتعلق بالمدرب الذي سيشرف على تدريب الازرق الذي ينتظره استحقاق مهم لمشاركته في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2010 ضمن المجموعة الخامسة التي تضم منتخبات: الامارات، سورية وايران.
وما زالت الانتقالية تدق المسمار في نعش الجمل الذي وضع داخل التابوت (الازرق) لعدم اختيار الجهاز الفني.
سيناريو المسرحية الهزلية ما زال قائم العرض منذ نهاية العام الماضي عندما اسند مجلس الادارة المنحل مهمة تدريب الازرق الى طاقم مكون من الوطني صالح زكريا مديرا فنيا وزميله فوزي ابراهيم في مهمة المنتخب في «خليجي 18» التي اقيمت في أبوظبي، وفندوا وقتها وضع الرجلين بجهاز واحد لخبرة زكريا وقرب فوزي من اللاعبين وبعد أن فشلت تجربتهما فشلا ذريعا في الخليج، خاصة انها المرة الاولى التي لم يحقق بها الازرق أي فوز في مباراة، مما استدعى بعض اعضاء مجلس الادارة للاستقالة، وعدم تعليق الفشل على شماعة المدربين الذين لم يبادرا بالاستقالة بادعائهما انهما تسلما المنتخب وهو مفكك.
وبعد صدور قرار حل الاتحاد من الهيئة وتعيين لجنة انتقالية من قبل الهيئة والتي لم يكتمل عملها بسبب تدخل «فيفا» من جديد وتعيين لجنة من قبله حيث باشرت مهام عملها من ابريل الماضي، وقامت بكل ما يتعلق من مراسلات مع «الفيفا» واصدار قرارات ادارية نسيت الالتفات للجهاز الفني للازرق الذي كان على كف عفريت وأبقت الحال على ما هو عليه بحجة ان عقود الجهاز الفني تنتهي نهاية العام الحالي.
ورغم علمها بعدم التجديد لهما لم تبادر بالبحث عن مدرب بديل خواجة أو وطني من خارج البلاد أو من مدربي الاندية المحلية وتركت الحبل على الغارب الى ان سرقنا الوقت.
وما بين تسلم اللجنة الانتقالية لمهام عملها اول مرة وعودتها مجددا جرت انتخابات مجلس ادارة جديد مكون من 14 عضوا وجدد المجلس المنتخب الثقة بالجهاز الفني المكون من زكريا وابراهيم بدليل الموافقة على المشاركة في الدورة االعربية واعتماد البرنامج الزمني الذي قدمه الجهاز الفني استعدادا لخوض غمار تصفيات كأس العالم، ولكن تدخل الفيفا الذي علق النشاط وعودة الانتقالية من جديد حيث ظهرت الانتقالية بفصل مسرحي كوميدي بعدم التجديد لزكريا واسناد مهمة تدريب الاولمبي لفوزي ابراهيم وعدم الاخذ بتوصية لجنة التدريب بالتعاقد مع الوطنيين محمد ابراهيم ومساعده ماهر الشمري لتدريب الازرق لرغبة اعضائها في البحث عن مدرب اجنبي في اقل من شهر يقود الازرق قبل أيام من اللقاء الاول امام الامارات.
ويعتقد مسؤولو اللجنة الانتقالية ان المدرب «الخواجة» يمتلك فانوسا سحريا يخرج من عنق زجاجته ماردا يلبي كل احتياجات المدرب باختيار اللاعبين وتطبيق البرنامج الاعدادي ووضع التكتيك المناسب ويعود يوم 6 فبراير بثلاث نقاط من أبوظبي بعد أن يلقن حامل لقب «خليجي 18» المنتخب الاماراتي درسا في فنون اللعبة لتهتف الجماهير باسم الانتقالية والمدرب واللاعبين والمارد.
احلام اللجنة الانتقالية لن تتحقق لأن المتعهد لن يستطيع الاتفاق مع مدرب اجنبي بيديه فانوس سحري يترجم كل هذه الاحلام والامنيات على أرض الواقع، وليس هناك حل الا الاتفاق مع احد المدربين سواء كانوا محليين أو اجانب من العاملين بالاندية المحلية لأنهم على دراية كاملة بلاعبينا، ومن الممكن أن ينقذونا من المأزق الذي وقعنا فيه ولابد ان نوفر كل متطلبات النجاح لإعداد الازرق والظهور بالمظهر المشرف حتى لا تعود ريما لعادتها القديمة باختيار كبش فداء جديد للاخفاق.