عبدالعزيز جاسم
سيطرت لعبة الكراسي الموسيقية على الجولة الـ11 من الدوري الممتاز، وكان القادسية ابرز المستفيدين بعد فوزه على الساحل 2 - 0 وتعادل المتصدر السابق كاظمة وخسارة وصيفه السالمية بعد العربي 1 - 3، ليصبح بطل هذه الجولة الاصفر بكل اقتدار ولكن يجب عليه التفكير في ان الكويت حامل اللقب في الموسمين الماضيين قادم بقوة بعد ان جمع 20 نقطة ولعب مباريات اقل عن بقية الفرق، لذلك ستشهد الجولات المقبلة منافسة شديدة بعد ان دخل الاصفر على الخط وتجاوز الكبوة التي مر بها. واذا كان الاصفر بطل الجولة فإن العربي يعتبر فارسها، ولكن ما عابها ان جميع المباريات لم تكن بالمستوى المطلوب عدا مباراة العربي والسالمية التي تميزت بالسرعة والجمل التكتيكية، وظهر الحماس واضحا على لاعبي الفريقين وخصوصا الاخضر الذي اقنع المتابعين بمستواه.
الأصفر يعتلي الصدارة
اما القادسية صاحب الصدارة برصيد 23 نقطة فلم يقدم المستوى المأمول وبدا واضحا عليه تفكيره في النقاط على حساب المتعة، وهذا ما حصل ولكنه حتى الآن لم تتضح صورته او لونه او بريقه، كما عهدناه سابقا حيث ظهرت خطوطه في الشوط الاول امام الساحل متباعدة ولم يصل الى المرمى الا نادرا حتى انه كاد يباغت بهدف من هجمات الساحل المرتدة. وفي الشوط الثاني تدارك القادسية الامور وعاد سريعا عندما سجل له هدافه احمد عجب وبعد الهدف ظن انه انهى المهمة، ولكنه فوجئ بأداء لاعبي الساحل الذين اضاعوا ضربة جزاء بعد تألق الحارس البديل علي العيسى في التصدي لها ودفع الساحل ثمن اضاعة الفرصة ليسجل البديل العاجي كيتا اول هدف له في الدوري، ولكن ما يؤرق جماهير الاصفر هو عدم الثبات في المستوى وكذلك عدم استقرار المدرب البرتغالي جاريدو على تشكيلة ثابتة وابتعاد نجمه بدر المطوع عن مستواه واضاعته لركلة جزاء بعد ان كان مصابا، ويطالب بتبديله ولكن ما يطمئن جماهيره ان القادسية من الصعب ان يخسر او يتعادل امام الفرق الصغيرة عكس العربي وكاظمة والكويت التي تفقد نقاطا سهلة من الممكن ان تندم عليها في الجولات المقبلة.
مدرب كاظمة أخطأ
كاظمة الوصيف والمتصدر السابق برصيد 22 نقطة يبدو انه لم يكن يتوقع التعادل مــع التضـامــن 1 - 1 حتى في أسوأ حالاته ولكن ذلك حدث مع اكتمال صفوفه مع غياب المغربي سعيد الخرازي، الذي يعتبر «دينامو» الفريق، ولكن لاعبي كاظمة ومدربه الكرواتي مارينكو كولياني يتحملون مسؤولية التعادل بعد ان اطمأن المدرب الى النتيجة وعمد لاعبوه الى تهدئة اللعب بعد تقدمهم في الشوط الأول عن طريق المصري احمد فتحي الذي سيغادر نهاية الجاري ليترك فراغا كبيرا في وسط الملعب ولكنه قبل المغادرة سجل هدفا من أروع أهداف الدوري. ولم يصنع كاظمة فرصا حقيقية وساعده في ذلك هدوء التضامن خلال اللقاء بيد ان الأخير انتفض في الدقائق العشر الأخيرة واطلق لاعب كاظمة السابق والتضامن الحالي ناصر العمران رصاصة الرحمة على البرتقالي. بعدها حاول لاعبو كاظمة انقاذ ما يمكن انقاذه، ولكن دون فائدة لأن لاعبي التضامن استبسلوا في الدفاع مع تألق الحارس وليد وارد ليحصل كل منهما على نقطة واحدة تعتبر انتصارا للأزرق وخسارة للبرتقالي، لأنه فقد الصدارة لمصلحة القادسية. السالمية صاحب المركز الثالث ويملك 20 نقطة يبدو انه لا يرغب في انتزاع الصدارة، كما حصل معه في الجولات السابقة حيث سنحت له الفرصة أكثر من مرة ولم يستغلها ولكنه بعد أداء شوط أول رائع أمام العربي توجه بهدف عاد ليخسر بالثلاثة في الشوط الثاني ولولا تسرع لاعبيه، خصوصا البرازيلي اندريه لخرج متقدما في الشوط الأول بثلاثة أهداف وظن ان العربي لن ينهض بسرعة في الشوط الثاني، ويربك صفوفه ويبعثر جميع أوراقه، ولم يستطع المدرب البرتغالي مانويل غوميز اعادة الوضع كما كان عليه وبدا مستغربا من ضياع لاعبيه في حين ان لاعبي الأخضر سجلوا الهدف تلو الآخر. ويبدو ان السالمية في طريقه لتكرار سيناريو القسم الأول، حيث يبدأ بطيئا وعاد بعد ان فقد عددا من النقاط للمنافسة من جديد في الأسابيع الأخيرة.
الكويت بخطى ثابتة
الكويت الهادئ وصاحب الـ 20 نقطة يحتل المركز الرابع بفارق الأهداف عن السماوي، يسير بخطى ثابتة نحو الانقضاض على الصدارة كما حصل في المواسم السابقة، وحقق الأبيض الفوز على النصر 2 - 1 بقدمي هدافه التونسي زياد الجزيري، حيث دخل الأبيض اللقاء بغية انهاء الشوط الأول متقدما
وحقق مبتغاه بتسجيله هدفين وعمد الى تهدئة اللعب واخلاء منطقته وان دخل مرماه هدف متأخر في نهاية اللقاء.
ولكن ما يعيب الفريق هو عدم وجود البديل القادر على العطاء في نفس مستوى اللاعب الاساسي خصوصا في خط المقدمة حيث يعاني الفريق كثيرا اذا ما غاب الجزيري في ظل عدم تقديم البحريني علاء حبيل الاداء المنتظر منه.
الأخضر لوك جديد
اظهر العربي صاحب الـ17 نقطة وفي المركز الخامس انه يعاني من عدم الاستقرار في النتائج والعروض فالفريق تجده تارة يطيح بفرق الصدارة وتارة اخرى يسقط من متذيل الترتيب بدليل مباراة السالمية التي احسن بها اللاعبون الاداء في الشوط الثاني واظهروا لوك جديد هو ما اعتادت عليه الجماهير العرباوية. ومن اسباب تأرجح مستوى الاخضر اداء محترفيه داخل ارضية الملعب فلا دبينا اعاد الثقل الى خط الدفاع ولا اضاف البحريني اسماعيل عبداللطيف اي جديد على الشق الهجومي فاستمر السوري فراس الخطيب بالأخذ على عاتقه بتشكيل الخطورة على مرمى الخصم في ظل مساندة من خالد عبدالقدوس ومحمد جراغ والرائع علي مقصيد. المركز الخامس لا يرتقي الى طموح جماهيره التي تعودت منه على الانجازات ولكنه يبقى افضل من الموسم السابق حتى انه من الممكن ان يحصل على لقب الدوري في حال استعاد امكاناته ولعبت بقية النتائج لصالحه. العنيد التضامن يتمركز بالمرتبة السادسة على سلم الدوري الممتاز برصيد 9 نقاط فهو دائما ما يقتنص الكبار وهو انتزع 3 نقاط من الكويت والعربي وكاظمة بعد ان تعادل معهم جميعا ولكن ذلك لا يعني انه في مأمن من السقوط وعليه ان يحقق الانتصارات على منافسيه على الهبوط الجهراء والنصر والساحل. ويعتمد التضامن على اداء متزن هجوما ودفاعا وهذا ما اتضح جليا في مبارياته السابقة ولكن ما يعيب لاعبيه ومدربهم هو لعبهم على ردة الفعل فالفريق يبادر بشن الهجمات الا بعد ان يدخل مرماه هدف وهذا ما حصل بلقاء كاظمة عدنما سجل ناصر العمران هدف التعادل في الدقيقة (85)، وخصوصا خط الوسط والذي يعيبه البطئ في التحضير وفي استغلال الهجمات المرتدة ولكن ما يميزه هو صلابة دفاعه.
النصر ينحني بصعوبة
النصر صاحب المركز السابع برصيد 7 نقاط دائما ما يقدم مستويات كبيرة خصوصا امام فرق الصدارة فهو جر كاظمة للعب مباراة في مسابقة كأس ولي العهد قبل ان ينتزع من السالمية نقاط المباراة بالقوة بعد ان عادله بهدفين لكل منهما، الا ان مباراتهم امام الكويت الاخيرة لم يظهر الفريق بالصورة المأمولة منه واستسلم مبكرا لحاملي اللقب وان سجل هدفا في الدقيقة 88 قلل به الفارق.
الفريق يعمل على كسب الرهان والبقاء في الدوري الممتاز هذا الموسم وهو يعتمد على استراتيجية انتزاع النقاط من منافسيه على البقاء كما حصل بالقسم الاول.
الساحل بخطر
الساحل صاحب المركز الاخير بـ 3 نقاط قدم اداء رائعا امام القادسية رغم خسارته بهدفين نظيفين ولكنه كان ندا قويا امام الأصفر المتصدر ولولا اضاعته لركلة الجزاء في آخر 10 دقائق لكان للمباراة حسابات اخرى، فقد ظهر الفريق بروح معنوية عالية بعد فوزهم على العربي في الجولة السابقة 1 - 0 ويبدو ان الفريق في طريق العودة الى تحصيل النقاط في المباريات المقبلة اذا ما ظل على مستواه بعد ان دعم هجومه بالعماني محمد مبارك ليشكل ثنائي مع مرزوق زكي، ويملك الفريق عددا من العناصر الشابة الفعالة بدليل ضم مجموعة كبيرة منهم الى المنتخب الأولمبي.