حامد العمران
بات موضوع قرار اعادة التصفيات الآسيوية لكرة اليد المؤهلة الى اولمبياد بكين 2008 الشغل الشاغل للشارع الرياضي المحلي، خاصة ان منتخب الكويت كان صاحب المقعد الوحيد عن القارة الآسيوية المتأهل الى الأولمبياد بعد اكتساحه للمنتخبات المشاركة في التصفيات التي اقيمت في مدينة تويوتا اليابانية في نهاية الصيف الماضي.
وجاء قرار الاعادة من الاتحاد الدولي بناء على احتجاج المنتخبين الكوري والياباني، وهذا ما دفع الاتحاد الدولي الى التصويت على قرار الإعادة في اجتماع مجلس الادارة الأخير الذي كان في مدينة باريس قبل اسبوعين تقريبا ليضرب اعضاء الاتحاد الدولي بعرض الحائط كل القيم والأعراف الرياضية ويلغي القوانين المعترف بها رياضيا، وهذا ما يعطي تصورا بأن الاتحاد الدولي لكرة اليد اتبع قوانين الغابة في هذا القرار وطبق طريقة القوي يأكل الضعيف، وعلى اعتبار ان الاتحادات القارية تقع تحت مظلته، فكان هذا القرار الجائر على حد وصف رئيس اتحاد كرة اليد ناصر صالح.
قبل ثلاثة أيام أرسل الاتحاد الدولي كتابا رسميا الى الاتحاد الآسيوي يخطره بإعادة التصفيات خلال شهر يناير المقبل، واقترح الاتحاد الدولي بكتابه الصين لتنظيم الإعادة، ولكن جاءت اللطمة الأولى من الصينيين الذين رفضوا استضافة التصفيات المعادة، بالاضافة الى رفض الاتحاد الكويتي المشاركة في هذه التصفيات متى ما أعيدت، وهذا ما يعتبر صفعة ثانية للاتحاد الدولي، خاصة اذا علمنا ان الاتحاد الكويتي لن يقف عند هذا الحد، وسيصعد الأمر الى اللجنة الأولمبية الدولية، وأيضا الى المحكمة الدولية، وهذا ما صرح به رئيس الاتحاد صالح خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أول من أمس، مما يعني ان الأمور لن تسير وفق الخطة التي وضعها الاتحاد الدولي ورئيسه المصري حسن مصطفى.
قبل ان نعرج على بعض القرارات التي بين السطور عند الاتحاد الدولي نثني في البداية على قرار الاتحاد الكويتي الذي عالج الأمر بتأن ودون استعجال واتضح الأفق الواسع عند أعضاء الاتحاد الناجح الذي لم يتسابق اعضائه للظهور على شاشات القنوات الفضائية أو الصحف اليومية والوكالات على الرغم من المحاولات المتكررة لاصطياد أي عضو في الاتحاد للتعقيب على الموضوع، ولكن اثبت الاتحاد المحلي انه بكل أعضائه وضعوا الكويت فوق كل الاعتبارات ليجتمع اعضاؤه ويقرروا بالاجماع عدم المشاركة في التصفيات المعادة، وتأكيد ان الأزرق حصل على الكرسي الوحيد في التصفيات بفضل سواعد ابنائه الأبطال الذين كانوا الأحق بنيل شرف التأهل الى الأولمبياد بعد ان تجلوا وتألقوا في الميدان وسحقوا كل من قابلهم بشهادة ممثل الاتحاد الدولي الذي حضر مباريات التصفيات، وأثنى عبر تقريره على نزاهة المباريات
وقبل ان ندخل في حيثيات المؤامرة التي تم حياكتها في الاتحاد الدولي بخيوط هشة من حسن مصطفى علينا كنقاد محليين وكجماهير محبة للعبة ان نعتب على رئيس الاتحاد الآسيوي للعبه وهو الشيخ احمد الفهد الذي كان تحركه بطيء للغاية خاصة واذا عرفنا ان الاتحادين الكوري والياباني قدما شكوى الى اللجنة الاولمبية الدولية بعد التصفيات وكان بإمكان الفهد التحرك السريع لاسيما وان رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة اليد هو نفسه رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ويمتاز بعلاقات وطيدة مع اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية ونحن لا نطلب من الفهد التدخل من أجل ظلم الاتحادين الكوري والياباني ولكن من أجل نصرة الحق والمحافظة على كيان الاتحاد الآسيوي للعبة الذي يترأسه، وكما ذكرنا ان الفهد كان قادرا على اختصار كل الامور التي نواجهها حاليا بايجاد حل قانوني لو تدخل في الوقت المناسب.
خيوط المؤامرة
في طبيعة الحال لم يذكر رئيس الاتحاد الكويتي ناصر صالح كلمة مؤامرة خلال المؤتمر الصحافي من فراغ ولكن اطلقها لكونه أقرب شخص كويتي او آسيــوي للاتحـاد الدولي على اعتبار ان صالح رئــيس لجنة التدريــب في الاتحاد الدولي وقريب جدا من الامور الجانبية التي تــحدث تحـت سقــف الاتحاد الدولي وخاصـة المـؤتمرات التي حاكها رئيس الاتحـاد الدولي حسن مصطفى واذا ما حاولنا ان نقرأ ما بين السـطـور سنعرف ان موقف مصطفـى السلبي من الموضوع وتأيــيده الكبير لاعادة التصفيات جاء في محاولة منه لترتيب أوراقه للانتخابات المقبلة التي تم تأجيلها من شهر اغسطس المقبل الى ابريل 2009 والحقيقة التي لا يعلمها الا قلة ان مصطفى كان يحظى بدعم كبير من الاتحاد الآسيوي ومن رئيسه الشيخ احمد الفهد الذي كان يجير كل الدول الآسيوية لصالح مصطفى للظفر بكرسي الرئاسة ولكن من وجهة نظر مصطفى ان الفهد انشغل في الوقت الحالي عن الاتحاد الدولي وهذا ما يضعف من حظوظه في المحافظة على الكرسي ليتبع مصطفى سيــــاسة «فرق تسد» محاولا التفرقــة ما بين الدول الآسيوية وكسب دول شرق آسيا للتــصويت له على كرسي الرئاسة بالاضــافة الى محاولة التقرب من الاتحادات القطــرية والبحرينــية والسعودية والاماراتــية ليحظى بدعمها على اعتبــار انه لا يرضى بالظــلم وانه ناصر للعدل وبالطبع من يعرف مصطفى يعــلم انه مستعد لأن يسبح عكــس التيار من أجل مصلحته الشخصية وهذا ما وضع رئيــس الاتحاد الدولي لاتخاذ قــرار اعادت التصفيات في لــعبة انتخــابية غير نزيهة الهدف منها ضــرب قائد الرياضة الكويتية فـي الخارج الشيخ احمد الفهد وبالطبع اعضاء الاتحاد الدولي الاجانب سعداء وهم يرون العرب يتـضاربون لأنهم يقرأون في صحفهم المحلية جملة دائما تكــتب عن العرب وهي «العرب لا يقرأون وان قرأءوا لا يفهمون وان فهموا لا يعملون وان عــملوا لا يتقنون»، وفي الحقيـقة هــذه الجملة تنطبق على رئيــس الاتحاد الدولي حسن مصطفى وحده.