عبدالله العنزي
لعل الاستفادة الوحيدة التي خرج منها المنتخب الوطني من لقائه امام كوريا الشمالية الودي الأربعاء الماضي والذي انتهى بالتعادل السلبي استعدادا للدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى كأس العالم 2014 بالبرازيل، هي مشاركة عدد من اللاعبين الاحتياط الذين «نسيت» الجماهير الكروية تواجدهم في القائمة اصلا بسبب إغفالهم من قبل الجهاز الفني للمنتخب بقيادة المدرب الصربي غوران توفاريش، واعتماده على 14 لاعبا في كل مباراة وفي كل الظروف.
ولا يلام لاعبون مثل علي مقصيد او احمد الرشيدي وفهد الرشيدي وعبدالله الشمالي وناصر الوهيب وخالد القحطاني، وعلي الكندري وحسين الموسوي، اذا ما ظهروا في لقاء كوريا الشمالية بمستوى دون الذي يعرفون به مع انديتهم، «فالبيات» على مقاعد البدلاء ينسي اللاعب حساسية المباريات الدولية، وهي تختلف كليا عن حساسية مبارياتهم مع انديتهم، ولو ان الازرق كان مكتمل الصفوف قبل مباراة كوريا الشمالية بتواجد اللاعبين المصابين ووليد علي المحترف في نادي الاستقلال الايراني، لما شوهد هذا الكم الكبير من اللاعبين البدلاء دفعة واحدة في التشكيلة الأساسية للمباراة، فعندما يقول الجهاز الفني ان لديه 26 لاعبا جاهزا للعب، فإنه يجب ان يكون على ثقة بإشراكهم في المباريات.
وقد حرك غوران «الدم الجامد» في الأزرق، وهم لاعبون لا يقلون مستوى ومهارة عن اللاعبين الأساسيين، ولو كنا نفضل الزج بهم منذ فترة طويلة وليس الآن، فعلي مقصيد مثلا استدعي لصفوف الازرق بشكل عاجل قبل المشاركة في خليجي 20 والتي حقق الأزرق لقبها، وهذه هي المباراة الاولى له التي يلعبها كأساسي منذ ذلك التوقيت.
ولعل لعب غوران بطريقة 4-3-3 تحسب له كايجابية في هذه المباراة، خصوصا انه مقبل على مواجهات قوية في التصفيات الآسيوية وقد يتخلف في بعضها اثناء سير المباراة وبالتالي فانه بحاجة الى الدفع بمهاجم ثالث متى تطلب الامر ذلك، بالاضافة الى عودة غوران في الشوط الاول من المباراة للعب بصانع ألعاب في منتصف الملعب وهو صالح الشيخ وهي فرصة جيدة لكي يغير نهج بناء الهجمات عبر الأطراف وهي الطريقة التي اعتاد منتخبنا الوطني اللعب بها، هذا بالاضافة الى رغبة غوران في تجهيز لاعبي الوسط الثلاثة وهم جراح العتيقي وصالح الشيخ وعبدالله الشمالي للعب احدهم بجانب طلال العامر في لقائي الامارات وكوريا الجنوبية بعد ايقاف فهد الأنصاري الذي طرد في لقاء الازرق بالتصفيات امام الفلبين. واللافت ايضا في المباراة التألق الكبير لفهد العنزي منذ الزج به في الشوط الثاني وتسببه في خطورة كبيرة للازرق على المرمى الكوري، وكأنه اراد توصيل رسالة الى الجماهير والمسؤولين ايضا بأهمية تواجده مع الازرق في الفترة المقبلة، خصوصا بعد غيابه عن التدريبات في الفترة الماضية والأحاديث عن هروبه للاحتراف في صفوف نادي اتحاد جدة السعودي، وبالتالي تعرضه للايقاف وحرمانه من اللعب مع المنتخب في التصفيات.