مبارك الخالدي
المشاركة السلبية لمنتخبنا الوطني للناشئين في البطولة الخليجية الثامنة لمنتخبات الناشئين الجارية حاليا في قطر ووقوعه في المركز الاخير لترتيب فرق البطولة عكس الفوارق في الإعداد بيننا وبين دول الخليج التي تولي قطاعات المراحل السنية اهتماما كبيرا لإيمانها الكامل بأهمية الدور الحيوي لهذه القطاعات في تدعيم المنتخبات الوطنية للسنوات المقبلة، فالكويت وبالرغم من تصدرها القائمة التاريخية لدول مجلس التعاون من حيث الانجازات الاقليمية والقارية على صعيد المنتخبات الاولى الا ان رصيدها لايزال صفرا من حيث البطولات الخاصة بالمراحل السنية لاسيما قطاعي الناشئين والشباب.
ومما يؤسف له ان ازرق الناشئين خسر مبارياته الثلاث على التوالي من السعودية 1-3 ومن قطر بذات النتيجة واخيرا من البحرين 0-1 أي ان الأزرق لم يحقق حتى التعادل مع هذه المنتخبات بالرغم من حماس لاعبينا الواضح وقتاليتهم داخل الملعب ولكن الحماس وحده لا يكفي فهناك فوارق واضحة في الإعداد ساهمت في النتائج السلبية للمنتخب وفي مقدمتها الضعف الواضح في اللياقة البدنية بالرغم من عودتهم من معسكر خارجي في هنغاريا لمدة 3 اسابيع تلتها مشاركة المنتخب في البطولة العربية للناشئين في جدة، فلاعبونا كانوا الاكثر سقوطا داخل الملعب منذ المباراة الاولى امام السعودية حيث وضح الإرهاق عليهم مبكرا ما يكشف ان الأحمال التدريبية التي اعطيت للاعبين قبل البطولة لم تكن بالشكل العلمي الصحيح.
كما ان الجهاز الفني بقيادة الصربي غوران مانكوفيتش لم يحسن قراءة المنتخب السعودي جيدا بالرغم من مواجهته قبل ايام قليله علاوة على ان التعادل كان يكفيه في هذه المباراة الا انه خسرها بشكل دراماتيكي في اللحظات الاخيرة والنتيجة تشير الى التعادل الايجابي 1-1 الا ان مرمانا تلقى هدفين في الوقت بدل الضائع وهذا دليل على ان مانكوفيتش كان في واد والمباراة في واد آخر.
وساهم مانكوفيتش في منح القطريين الفوز على منتخبنا في المباراة الثانية عندما اجرى 5 تغييرات على تشكيلة الازرق دون سبب واضح ما اثر على اداء المنتخب بشكل كبير وحاول بعدها تدارك الموقف بإشراكه العناصر الأساسية في محاولة لاستعادة التوازن لكنه قتل طموح لاعبينا الذين شعروا بصعوبة المهمة بعد ان تلقى مرماهم الهدف الاول.
التوظيف الصحيح
ومن المشاكل التي واجهها المنتخب عدم التوظيف الصحيح داخل الملعب فلدينا الخامات الجيدة والبطولة افرزت لاعبين مميزين منهم محمد اديلم العنزي ومحمد خالد وطلال الانصاري وعبدالله العنزي في الدفاع وعبدالرحمن الفيلكاوي وعبدالله العصفور وحسن فؤاد في خط الوسط وبدر جازع في المقدمة ولكن إصرار مانكوفيتش على اللعب بمهاجم وحيد هو بندر بورسلي اضعف محاولات لاعبينا الهجومية علاوة على تواضع مستوى بورسلي الذي لم تسعفه امكاناته الفنية في التعامل مع الفرص المتاحة له في اكثر من مناسبة، وكان الاجدر بمانكوفيتش استبداله ومنح العناصر البديلة الفرصة، فمن الواضح ان المنتخب بحاجة الى لاعب هداف يستطيع ترجمة جهود زملائه باقتناصه الفرص المتاحة.
ومن المفارقات إصرار مانكوفيتش على الاختراق من العمق طوال المباريات حتى اصبح اداء منتخبنا مكشوفا للمنتخبات الاخرى كما انه أصر على عكس لعب الكرات العالية بالرغم من عدم تواجد لاعب يجيد التعامل معها.
ولعل المستفاد من المشاركة في البطولة الخليجية هو الإعداد للتصفيات الآسيوية المقرر انطلاقها نوفمبر المقبل وهو الاستحقاق الأهم، فعلى الجهازين الفني والاداري اعادة حساباتهما قبل انطلاق منافسات المجموعة الثانية التي تحتضنها الكويت بمشاركة منتخبات اليمن وافغانستان وباكستان والمالديف والامارات.