ناصر العنزي
يحتار المرء من أين يبدأ للدخول في مشكلة عدم التعاقد مع مدرب اجنبي لقيادة منتخبنا الوطني في الاستحقاقين المقبلين المتمثلين في بطولة كأس الخليج التاسعة عشرة وتصفيات كأس آسيا التي ستنطلق في يناير 2009 في مجموعة صعبة تضم الى جانبنا استراليا وعمان واندونيسيا فهل اصبح الحصول على مدرب مقتدر من الاحلام الكبيرة التي تتمنى الجماهير ان تتحقق على ارض الواقع؟
يبدو ان الهيئة العامة للشباب والرياضة تنظر لمنتخب الكرة على انه غير قادر على المنافسة في البطولات الخارجية فلم التكاليف في احضار مدرب اجنبي؟ ولا شك في انها محقة في قولها انه لا يوجد اتحاد شرعي منتخب حتى يمكننا التعامل معه رسميا بالاوراق والعقود بعدما اصبحنا وربما المنتخب الوحيد المنضم للاتحاد الدولي الذي يديره اعضاء معينون وعددهم ثلاثة بانتظار ما ستسفر عنه آخر الصراعات الدائرة حاليا، ورغم تقديرنا لعمل اللجنة الانتقالية التي قامت بدورها على اكمل وجه، الى جانب لجنة التدريب والمنتخبات الوطنية، إلا انه لو كان اتحادنا قائما على اسس انتخابية ويديره رئيس منتخب لما ماطلت الهيئة في استقدام مدرب اجنبي فقد تمكن الاتحاد طيلة السنوات الماضية من التعاقد مع اسماء كبيرة في عالم التدريب مثل الراحل الاوكراني ڤاليري لوبانوڤسكي والتشيكي دوشان والألماني بيرتي نوڤتس.
لا يعيب القائمين على شؤون الاتحاد الالتفات الى مدربي الاندية لقيادة المنتخب فقد نجح التشيكي ميلان ماتشالا مع الازرق بعد استعارته من كاظمة واصبح الآن اسما لامعا في المنطقة ولكن الى متى ونحن نطبق نظام الاعارة؟ والاندية ايضا، ليست «مكفولة» بالاتحاد فهي ايضا لديها خططها والتزاماتها المحلية والخارجية واعتذار القادسية عن عدم اعارة مدربه محمد ابراهيم للمنتخب له ما يبرره فالأصفر ايضا سيخوض استحقاقين خارجيين يمثل بهما الكرة الكويتية وذلك في بطولة خليجي 24 للأندية والحدث الثاني الاهم هو مواجهة فريق اوراوا الياباني في الدور ربع النهائي لدوري ابطال آسيا ذهابا وايابا، وبحاجة الى استقرار فني واداري خصوصا انه سيلعب دوري محليا مزدحما كما ان المدرب محمد ابراهيم نفسه لن يتمكن من متابعة فريقين في وقت واحد، ويمكن القول ان المنتخب الوطني يتبع اتحاد الكرة والثاني يتبع الهيئة وهي تتبع وزارة الشؤون (اداريا) وعليهم تدبير امور المدرب الاجنبي ويجب الا نغفل دور لجنة التدريب والمنتخبات الوطنية المتمثلة في عبداللطيف الرشدان واحمد بورحمة وبدر حجي التي عملت جاهدة للاتصال بمدرب كفؤ في وقت ضيق للغاية ولو تم التعاقد مع الفرنسي كلود لوروا فسيعتبر نجاحا للجنة خصوصا ان المدرب يبحث دائما عن صناعة الفرق التي يدربها من جديد وله نجاحات مسموعة في افريقيا وعلى اطلاع بالكرة الخليجية بعدما خاض تجربة تدريبية مع فريق الشباب الاماراتي وفيما لو تعثر التفاوض مع مدرب اجنبي وهذا وارد «فمجبر أخاك لا بطل» وعلى لجنة التدريب الاستعانة بمدرب السالمية الروماني ميهاي ستويكيتا والذي سبق له ان درب الازرق في تصفيات كأس العالم 2006 وتصفيات كأس آسيا 2007 واظهر مقدرة جيدة في عمله واشاد به عدد من اللاعبين الذين تدربوا تحت اشرافه خصوصا ان رئيس نادي السالمية الشيخ خالد اليوسف قد ابدى ترحيبا بذلك رغم تأكيدنا مرة أخرى ان الاندية ليست «مكفولة» بالاتحاد ولكن هذا قدر منتخبنا قبل كل بطولة يخوضها.