أعلن نادي يوڤنتوس ثالث الدوري الايطالي لكرة القدم انه تعاقد مع مدافعه السابق وقائد المنتخب فابيو كاناڤارو بعد ان قضى 3 مواسم مع نادي ريال مدريد الاسباني.
وينتهي عقد كاناڤارو مع نادي العاصمة الاسبانية بنهاية يونيو المقبل وهو وقع عقدا يبقيه مع «السيدة العجوز» لموسم واحد فقط مع امكانية تمديده لموسم ثان.
وحصل كاناڤارو (35 عاما) على جائزة افضل لاعب في العالم عام 2006 بعد ان قاد ايطاليا لإحراز كأس العالم التي اقيمت في ألمانيا في العام ذاته، علما انه ترك يوڤنتوس في ذلك الموسم بعد ان تم إسقاطه الى الدرجة الثانية عقب فضيحة التلاعب بنتائج المباريات.
واثارت الطريقة التي رحل بها كاناڤارو عن يوڤنتوس ردود فعل غاضبة لدى مشجعي الفريق، ولدى الإعلان عن النية بعودته الى تورينو قبل فترة، احتج عدد كبير من انصار الفريق لانهم لم ينسوا كيف تخلى عنهم عام 2006.
وقال كاناڤارو الموجود في تورينو لتوقيع العقد «انا سعيد لأنني عدت الى تورينو ولأنني سأحصل على فرصة ارتداء القميص الابيض والاسود مجددا»، مضيفا «انا آسف لأن شعور الغضب عند بعض المشجعين يطغى على شعور التقدير للموسمين الرائعين اللذين عشناهما معا (قبل انتقاله الى مدريد)».
واردف كاناڤارو قائلا «انا واثق من انني استطيع تخطي اكبر العوائق من خلال العمل الشاق والاحترافية والشغف الذي سأختزنه خلال هذه المغامرة الجديدة».
مسؤولية فيرارا
من جهة اخرى، لم يكن قرار يوڤنتوس اقالة مدربه كلاوديو رانييري مفاجئا بنظر الكثيرين لان الرجل فشل في تحقيق نتائج جيدة مع «السيدة العجوز»، ولــــكن المفــــاجئ كان تعــــييــــن تشــــيرو فيرارا (42 عاما) الذي كان يشرف على فــــريق الشباب في النادي.
يشكل تعيين فيرارا مفاجأة كبيرة نظرا لأن اسمه لم يكن يوما مطروحا لتولي الادارة الفنية للفريق الاول، ولان مدربين آخرين كانوا مرشحين بنسبة اكبر للمنصب، ومنهم لوتشيانو سباليتي مدرب روما، وجيان بييرو غاسباريني مدرب جنوى، وأنطونيو كونتي مدرب باري.
بيد أن يوڤنتوس وجد ضالته في فيرارا، ولعله يحاول ان يحذو حذو برشلونة الاسباني الذي عين احد ابناء النادي المدرب الشاب جوسيب غوارديولا لتولي منصب المدير الفني، وحقق الأخير نجاحا منقطع النظير بإحرازه لقبي الدوري والكأس المحليين، كما أوصل الفريق الكاتــــــالوني الى المباراة النهائية لمســـــابقة دوري أبطال اوروبا التي سيـــــواجه فيها مان يونايتد الانجليزي في السابع والعشرين من الجاري.
ولكن السؤال المطروح، هل ينجح فيرارا في منصبه الجديد؟ المدافع السابق يفتقد الى الخبرة التدريبية على هذا المستوى، وهو سيتولى تدريب واحد من اكثر الأندية شهرة وعراقة في العالم وأكثر الأندية المحلية فوزا بالألقاب (29 لقبا ـ رقم قياسي)، وسيضطر للتعامل مع مجموعة من النجوم بعضهم كان زميلا له عندما كان لاعبا، فضلا عن ان جماهير الفريق متعطشة للعودة الى منصات التتويج.
يخوض فيرارا (42 عاما) اول اختباره له كمدرب للفريق الاول عندما يتواجه يوڤنتوس مع سيينا الاحد المقبل في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الاخيرة من الدوري المحلي.
ويعتبر فيرارا من مدافعي الجيل الذهبي في يوڤنتوس والمنتخب الايطالي، وقد بدأ مشواره الكروي مع نابولي عام 1985 وبقي مع الفريق الجنوبي حتى 1994، ولعب الى جانب الاسطورة الارجنتيني دييغو مارادونا وساهم بفوز الفريق الازرق بلقب الدوري المحلي موسمي 1986-1987 و1989-1990، ولقبي الكأس المحلية عام 1990 وكأس الاتحاد الاوروبي عام 1989.
وانتقل فيرارا الى يوڤنتوس عام 1994 وبقي مع «السيدة العجوز» حتى 2005 وتوج معه بألقاب الدوري المحلي 5 مرات، والكأس المحلية مرة واحدة، ومسابقة دوري ابطال اوروبا مرة واحدة (1996)، وكأس القارات مرة واحدة والكأس السوبر الأوروبية مرة واحدة.
لعب فيرارا 49 مباراة دولية مع منتخب ايطاليا وكان ضمن التشكيلة التي شاركت في مونديال ايطاليا 1990 عندما حصل «الآزوري» على المركز الثالث، وكأس اوروبا 2000 عندما وصل الى المباراة النهائية، وهو كان ضمن الطاقم الفني في مونديال المانيا 2006 عنــدما توج منــــتخب بلاده بلقبه الرابع.
وفي ردود الفعل على تعيين فيرارا الذي يشغل حاليا منصب المدرب المساعد لمارشيللو ليبي في المنتخب الايطالي ايضا، قال هداف يوڤنتوس أليساندرو دل بييرو «انت رائع يا تشيرو. كنت قائدك (عندما كنت لاعبا) والآن سأصبح احد لاعبيك، سنفوز مجددا معا».
أما الفرنسي زيندين زيدان الذي سبق ان لعب ليوڤنتوس فقال «انا سعيد لأجل تشيرو، وآمل ان يتمكن من الفوز في هاتين المباراتين (المتبقيتين في الدوري). لا أعرف شيئا عن وضعه كمدرب، ولكن اذا قرر يوڤنتوس تغيير المدرب، فإني اعتقد انه لم يكن بمقدوره فعل شيء آخر».
أما كارلو ماتزوني المدير التقني في الاتحاد الايطالي لكرة القدم فقال بدوره «رغم الهبوط الدراماتيكي للفريق في المراحل الاخيرة، فإنني اعتقد بان رانييري قام بعمل جيد. آمل ان يكون النادي قد اتخذ القرار المناسب ولكن من المبكر الحكم الآن، سيكون علينا الانتظار حتى بداية الموسم لنرى ما سيحدث».
من جهته قال والتر نوفوليني مدرب تورينو السابق «هذه هي الحال في تورينو، في يوم تكون مالكا وفي اليوم التالي لا تشكل شيئا. لا أوافق على ما جرى في يوڤنتوس، لقد عانى رانييري بسبب اصابات لاعبيه وبرأيي انه قام بعمل جيد ولكن للأسف يقع اللوم دائما على المدرب وليس على من يصنعون الفريق».
وعلق فابريتزيو رافانيللي زميل فيرارا في يوڤنتوس والمنتخب الايطالي سابقا على ما جرى بالقول «انا آسف لما حصل لرانييري ولا اعتقد انه خطؤه. آمل الا يكون تشيرو مدربا مؤقتا بل ان يستمر في الموسم المقبل. اعتقد ان ذلك ممكن».