سمير بوسعد
«إكرام فنجــان من الـقـهـوة له خــاطر يحـمد عـلـيه الـشخص 40 سنة»، مثل تركي شعبي مازال عنوانا عريضا لكل زوار اسطنبول والدولة العثمانية بسلاطينها السابقين وبعلمانييها الحاليين وبطابعها الاسلامي التاريخي السائد.
واليوم من ستكرم اسطنبول؟ فاتحها الجديد ڤيردر بريمن الالماني ام شاختار دونيتسك الاوكراني؟ حيث يستحق احدهما الضيافة وفنجان الكرامة لكي لا ينسى صاحب الكأس في ستاد «ميهميت شوكرو ساراسوغلو» معقل فنربخشه او فريق «الكناري الصفراء»، فرحة الفوز وطعم القهوة التركية وستبقى مخيــلة مـحـبي المنتصر في الذاكرة لأكثر من 40 سنة وكيف لا وبريمن يتحمس للكأس وشــاخــتار لن يحتار في القبض على الكأس على ضفاف البوسفور والدردنيل.
وإذا كان للقهوة التركية ومذاقها المفعم بالنكهة حكاية تستحضر الضيفان الاوروبيان لمعرفة الأتراك عندما حاول القائد العثماني مصطفى باشا المرزيفوني في القرن السادس عشر ان يفتح أسوار ڤيينا النمساوية مصطحبا معه 500 كيس من القهوة لكنه فشل في مهمته العسكرية وانسحب، فعلق النمساويين ضاحكين على الأتراك آنذاك «انها مخلفات يأكلونها»، ورموا منها في نهر الدانوب واحرقوا البعض الآخر فانتشرت الرائحة الزكية فشمها ضابط نمساوي سبق ان زار اسطنبول فعرَّف اهل النمسا على القهوة التركية.
مع كل ذلك تبقى الفائدة الأولى والأخيرة هي لتركيا ولاسطنبول لاستضافة الحدث الأوروبي في ستاد جديد ومحدث حمل اسم افضل شخصية تركية لها وقع خاص عند مسامع الاتراك وهو ميهــميــت شوكرو ساراسوغلو الذي ترأس نادي فنربخشة من عام 1934 ـ 1950 كأطول مدة لرئيس ناد في تركيا وكان سياسيا بارعا وتسلم رئاسة الوزراء في بلاده وعمل وزيرا للتربية حتى بات المشجع المحبوب في الستاد وللنادي وبات مضرب الــمثل لاسـطنبول، فإذا تجولت قريبا من القسطنطينية او إسلام بول او الأستانة او حتى باســمها الدارج على ألســنة النــاس اسطمول بالطاء وقلب النون والباء ميما، أما الاسم الرسمي لها الآن فهو استانبول، وسألت عـن «شوكـرو» فالـكل سيـعـرفـه حتما وسيقدم لك دعوة لشرب فنجان قهوة لكن بعنوان آخر «قهوة التعب» بعد جولة قرب سوق البازار او سوق المسقوف ولكن لا تطلب قهوة «الخطبة» لئلا تقع في سوء فهم لان ذلك يعتبر طلب الحسب والنسب والزواج من حسناء تركية.
ونصيحة للاعبي بريمن وشاختار الا يتابعوا أي حلقة من المسلسلات التركية قبل المباراة وان يناموا، حتى لا يقعوا في حب توبا بويوكوستن (لميس) وبولنت إينال (يحيى) وسرحان هونال (أسمر)، وعندما يغادرون لابد من كلمة «تشكرات اسطمول».