حامد العمران
قال بطل المسابقة الشعرية «شاعر المليون» زياد بن حجاب في قصيدته «الجرح العميق»: ولا فيه بالدنيا اهم من المهم الا الأهم. معان عميقة تستحق ان تكون بوابة الحديث عن مواجهة اليوم للمباراة النهائية والجماهيرية التي تجمع العربي مع الصليبخات على لقب بطولة دوري الدمج للموسم 2008 ـ 2009، حيث سيلتقي الفريقان في الـ 6 مساء في صالة الشهيد فهد الاحمد في الدعية بلقاء اهم من المهم والفائز سيكون قد حقق الاهم فيما سيكون عنوان القصيدة «الجرح العميق» هو حال الفريق الخاسر الذي سيندب حظه بعد ان كان قاب قوسين او ادنى من تحقيق البطولة.
في البداية لابد ان ننصح لاعبي الفريقين بعدم الالتفات الى طاقم التحكيم البيلاروسي الذي سيدير المباراة وبالتركيز ذهنيا ليخرج كل اللاعبين ما في جعبتهم الفنية الى جانب تطبيق فكر المدربين خالد غلوم (الصليبخات) والشاذلي القايد (العربي) ليكون ختام الدوري مسكا.
بالتأكيد العرباوية يطمحون لتحقيق لقب البطولة الذي حققه الأخضر قبل 19 سنة وبالتحديد موسم 1992 ـ 1993 وهذه الفترة تعتبر طويلة وإذا استطاع العرباوية تحقيق لقب البطولة فستكتب اسماء اللاعبين والجهازين الفني والاداري بأحرف من «ذهب» في القلعة الخضراء، وهذا ما يهدف اليه الجميع، لاسيما انه من الطبيعي ان العربي سيتفوق بالحضور الجماهيري المتوقع ان يزحف الى صالة الشهيد فهد الاحمد قبل المباراة بـ 3 ساعات حتى يضمنوا حجز اكبر عدد من المقاعد، وهذا ما يصب في صالح الاخضر الذي قد يلاقي اكبر تشجيع وهذا سلاح ذو حدين قد يكون تأثيره سلبيا في حال استعراض اللاعبين لمهاراتهم وكأنهم يلعبون للجمهور كما حصل في البطولة السابقة العام الماضي وهنا يأتي دور الجهاز الاداري لتنبيه اللاعبين ليتحول تفكيرهم الى اللعب الجماعي.
ومن الناحية الفنية بضم العربي مجموعة من اللاعبين النجوم القادرين على احراز البطولات ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى الآسيوي، ولكن هؤلاء النجوم لن يستطيعوا تحقيق البطولة اذا لم يلتزموا باللعب الجماعي وتوزيع المجهود على مدار شوطي المباراة وايضا على مدار الأوقات الإضافية إذا لزم الأمر وغالبا ما يعتمد العربي على قوة الخط الخلفي لعبور الضاربين علي مراد وصلاح انس ويقف بينهما صانع الألعاب محمد الصانع ويعتمد الفريق على مستوى هذا الخط الذي سيواجه دفاعا شرسا اليوم وهذا يستلزم تنشيط الخط الأمامي، ففي الجناحين يلعب سالم المطوع واحمد حسين، وقد ظهر اللاعبان بمستوى جيد وثابت طوال الموسم الى جانب لاعب الدائرة حسين الشطي وبديله باقر الوزان.
وفي الجانب الدفاعي يستعين المدرب بصخرة الدفاع محمد جاسم الذي يجتهد قدر الإمكان للوقوف أمام اخطر اللاعبين ولكن اليد الواحدة لا تصفق، ويجب على الجميع ان يتعاونوا في الجانب الدفاعي، ومتى ما كانت المقابلة صحيحة تجد تألقا واضحا من الحارس الواعد مهدي عبدالحليم المرشح للقب أفضل لاعب في الموسم بعد المستوى المميز الذي قدمه.
ومن المعروف ان الصليبخات يعتبر من اكثر الفرق استقرارا في المستوى وافضل فريق قدم فكرا فنيا في الملعب بقيادة المدرب الوطني خالد غلوم ولكن الأهم يأتي اليوم، وتعب موسما كاملا ستظهر نتائجه مع صافرة نهاية المباراة وبإمكان الصليبخات الوصول الى الهدف متى ما واصل الفريق الأداء الهادئ والمتزن وتطبيق الجانب التكتيكي الذي شاهدناه طوال الموسم، وايضا يعتبر الصليبخات اكثر فريق مستقر في تشكيلته حيث يلعب في الخط الخلفي فيصل صيوان، ومحمد فلاح الذي ظهر بأفضل مستوى له بعد تطبيقه فكر مدربه وعدم استعجاله في التصويب وإذا اراد مواصلة الأداء الأنيق عليه الالتزام بالتعليمات الى جانب وجود مشاري طه المنفذ الأول للخطة الهجومية التي تدك مرمى الفريق الخصم، وفي الجانبين قد يستعين المدرب بالجناح الأيسر حامد الصليلي وفي الجناح الأيمن حسين صيوان المتوقع انتفاضته اليوم واستعادته لبريقه المفقود.
وعلى الدائرة يقف المتألق دائما سامح الهاجري الذي يتحرك بشكل ايجابي يساهم في تفكيك دفاع الخصم ولكن كل هؤلاء اللاعبين لن يصلوا الى مبتغاهم إلا اذا استعاد الحارس الدولي تركي نافع مستواه وادى دوره على أكمل وجه لإيقاف الهجوم القوي.
واخيرا نحن اليوم أمام طموح كبير من الفريقين والجماهير ستملأ صالة الشهيد ومن لم يجد مكانا سيشاهد المباراة عبر التلفزيون وقد تحظى المباراة بأكبر نسبة من المشاهدين، لذلك نقول للفريقين «جملونا» بما يعني اجعلوا العرس الختامي جميلا بالأداء والأخلاق وأمتعونا بكرة يد جميلة تعكس تطور اللعبة.