«الأنباء» ـ خاص
العمر يقترب من السبعين والجسد أنهكه المرض والترحال من مشارق الأرض الى مغاربها، والفريق يعاني ولم يكن له حظ من اسمه «التضامن» كما في سابق الأيام.
هكذا تدور رحاها يا رادويكو افراموفيتش، فقد غادرك الفيصل عجب «أفضل الواعدين» وقد كان سلاحك الذي تدفع به الخصوم مهاجما، فأصبحت تخشى الجميع، بل وأضحيت مطمعهم، فانهالوا عليك بلا رحمة يأخذون النقاط من فريقك جولة بعد أخرى، ولم يراعوا تاريخك الطويل، حيث كانت البداية بخماسية «الكويت» الموجعة، وأخيرا ثنائية القادسية في الجولة الرابعة، ولكن.
لا تبدو الصورة زاهية كما تحب يا «رادي»، هكذا هي المصائب يا غريب الديار لا تأتي فرادى، بل مترادفة متتابعة، حتى تذهل من تعصف به وتذهب بعقله، إن لم يتحلى بقليل من الحكمة وكثير من الجلد والصبر، ومخزون وافر من العبر والدروس ليتزود منها على أيامه الصعبة، فيصنع الحلول ليفاجئ الأحبة والخصوم.
نقطة واحدة تحصلها فريقك من «الفحيحيل» لا تكفي في معركة البقاء، وإن جاءت خسائرك من الثلاثة الكبار الكويت، كاظمة والقادسية تواليا.
كثير من المدربين يا رادي «يحسبها صح» أو لنقل يقرأ قادم الأيام ليستنبط منها قراره، فيبتعد قبل أن يقال له «كفيت ووفيت» أو «حان وقت الانفصال»، أو أنه من شديدي المراس فيرفض الرحيل انتظارا للقرار الأصعب.
الأشداء فقط من يقاتلون حتى الرمق الأخير، فيقبلون التحديات واحدا تلو الآخر ولا يبتعدون إلا بحتمية ساعة الأجل، ولك في جبل الجليد الروسي فاليري لوبانوفسكي (غادر الفانية من دكة البدلاء) عبرة وعظة.
التدريب شغف وإثبات وجود، ولعله أحيانا مهنة يتخذها البعض من الرجال بحثا عن المال أو لتحقيق الآمال، ولا أحسبك ممن لم يؤمن مستقبله المعيشي بعد أو يحقق ما يبتغيه بعد هذا العمر المديد في مهنة المشقة والعناء الأبدي.. إذن يقينا هو الشغف والتحدي، وقليل من هم الذين يكملون الطريق لنهايته.