«الأنباء» - خاص
بالأمس.. طالعنا الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIAF) بترتيب جميع المنتخبات حول العالم المنضوية تحت جناحه الكبير، ليذكرنا بما آلت إليه حالنا، واضعا رقما بائسا أمام «الأزرق» لم يعهد بنا الزمن أن وصلنا إليه، نعم.. لم نفز بكأس العالم يوما، ولم نتأهل حتى إلى الدور الـ 16 في إحدى بطولاته، ولكننا بذات الوقت نعتز بإنجازاتنا، وكذا حال كثير من الأمم التي لا تلبث تتغنى بأمجادها، متى ما أرهقتها رؤية الحاضر ومراراته..وبالأمل ليت شمس الغد المشرق تلوح في الأفق.
نواصل تكرار أخطائنا.. 3 نقاط تعصف برياحها كل موسم، وتأخذ بالأنظار التائهة إلى طريق شائك لا عودة ولا فائدة من المضي فيه قدما، استقالة هنا وتنديد من هناك، وترحيب و«تكبير» يأتي من بعيد مشجعا..
ويستمر الوضع رتيبا كئيبا محبطا، ولا من مردد «أوه يا الأزرق..ألعب بالساحة»، أو حتى «تعوذوا من الشيطان يا جماعة».. وهكذا نجتر أحزاننا يوما بعد آخر، والنهاية محتومة كما قال بشار «قد ضل من كانت العميان تهديه». 159 عالميا للشهر الثالث على التوالي، والأيام تمضي، والزمن سيف مجرد على الرقاب، ولا حراك في الأفق، فلم نقرأ استراتيجية طويلة المدى، ولا خطة مرحلية الأهداف معلومة الزمن، تعالج الخلل بعقار ناجع قوامه العلم والعمل.
التعاقد مع روميو يوزاك ورفاقه من الكروات، خطوة في الاتجاه الصحيح، تتطلب معها خطوات، فهو ليس بساحر ليحيل ملاعبنا المتناثرة القاحلة - إلا من الموهوبين - إلى معاقل تهدر بآلاف المحبين كل مباراة، ولن يستطيع تنفيذ ما يريد وحيدا، دونما دعم مطلق من مجلس الإدارة ومؤسسات الدولة ومشاركة فاعلة للقطاع الخاص، مصحوبة برؤية عصرية، فكرة القدم لم تعد كالعقود السالفة مجرد «طمباخية» لتسلية الفتية والشباب وإبعادهم عما يخبئه التسكع في الطرقات، بل هي صناعة مربحة إن أردت لها أن تكون، أو هي واجهة براقة تعكس مدى اهتمام الأمة وحرصها على أبنائها.
وختاما.. لا نريد طرح سؤال مر الإجابة،
«متى يبلغ البنيان يوما تمامه.. إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم؟» (بشار بن برد)..
ولتكن دوما إجابتنا حاضرة لكل الأسئلة الصعبة، ولنحرص مجتمعين على تشييد بنيان متين يطاول عنان السماء، وليكن 159هذا الرقم البائس قعر التراجع، وقاعدة الانطلاق الجديد لـ «الأزرق» الجميل، ولربما يأتي يوم نحكي لأجيال الغد بأننا كنا هناك.. فتعلوهم الدهشة والاعتزاز معا.