ناصر العنزي
خسارة منتخبنا الوطني «الأزرق» من استراليا بثلاثية نظيفة كانت منطقية بسبب تفوق المنافس في الإمكانيات والقدرات والخبرة الدولية، ولكن في مباريات كرة القدم يمكن ان تتدخل عوامل أخرى من شأنها أن تعادل الكفة بين الطرفين، وشاهدنا ذلك في بعض مباريات الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، فالمنتخب الهندي (آخر التصنيف) تعادل مع العنابي القطري بطل آسيا في الدوحة من دون أهداف، والمنتخب اليمني بلا مدرب وإعداد وأحداث سياسية غير مستقرة تعادل مع الأخضر السعودي 2-2 بعد أن ظل متقدما اغلب فترات المباراة.. فلا الهند أفضل من قطر ولا اليمن احسن من السعودية.
مدرب منتخبنا الوطني الكرواتي روميو يوزاك (محاضر دولي ولم يسبق له تدريب المنتخبات) لا يملك صفا أساسيا قويا وجاء في وقت عصيب للغاية بعد إيقاف لمدة 3 سنوات غاب فيها منتخبنا عن المشاركات الدولية، كما ابتعدت عناصر ذات خبرة عن التشكيلة الأساسية.. ولا نقول ذلك تبريرا لخسارته ولكن كي نتفق على أن اليد الواحدة لا تصفق، ومنتخبنا بهذه القدرات الفنية من اللاعبين لا يمكنه مقارعة منتخب متمرس كالأستراليين بعد انهيار الدفاع في أول 30 دقيقة من المباراة وتلقية ثلاثة أهداف دون مبرر واضح وهو ما كان كافيا بإنهاء المباراة مبكرا.
مند انطلاقة التصفيات والأهداف السبعة في مرمى نيبال «المتواضع» ونحن لا نراهن على خطف بطاقة المجموعة الثانية والأقرب لها الكنغارو الاسترالي، وإذا أراد منتخبنا البقاء في دائرة الأضواء فعليه التعامل الإيجابي مع مباراتي الأردن مع ضمان الفوز على نيبال والصين تايبيه من أجل المنافسة على أفضل مركز ثان بين المجموعات الثماني وهو ما يجب التركيز على تحقيقه، ولن يأتي ذلك بسهولة فالمنتخب الأردني قادر على المنافسة أيضا ومستواه يقول ذلك.
الخطوة المقبلة برأينا هي إنهاء التعاقد مع روميو بعدما وصل التفاهم بينه وبين اللاعبين إلى طريق مسدود، كما ان اتهامات المدرب بعد الخسارة من استراليا كانت موجهة مباشرة نحو اتحاد كرة القدم ومن ضمنها «لا نملك ملعبا للتدريب»، ولن يأتي البديل بعصا سحرية ولكن في مثل هذه الحالات الفنية والنفسية فإن المنتخب بحاجة للتغيير والدخول في سباق طويل يحتاج إلى توزيع الجهد في كل محطة مقبلة.