- صناعة بطل عالمي في التنس تتوقف على عدة عوامل مشتركة ومتكاملة
- اعتزال «رافا» تحدده قدرته على الفوز بالألقاب وآمل ألا يبتعد قريباً
- أكاديمية نادال ستحقق نجاحاً بالكويت رغم التحديات وصعوبة المهمة
- جيل جديد يتقدمهم ثيم وتسيتسيباس وزفيريف سيحصدون الألقاب قريباً
هادي العنزي
يعد النجم العالمي رافائيل نادال أحد أبرز من لعب التنس على مر العصور، بعدما حقق ألقابا بجميع البطولات الكبرى «جراند سلام»، وبسط هيمنة مطلقة وغير مسبوقة على بطولة فرنسا المفتوحة «رولاند غاروس» ليكون أول لاعب في تاريخ التنس يحرز فيها 12 لقبا، وقد أشرف على تدريب الأسطورة الإسبانية العديد من المدربين، يأتي في مقدمتهم عمه انتونيو نادال المعروف بـ «توني»، والذي يعد العقل المفكر للاعب العالمي ومعلمه الأول، بعدما تدرب على يديه منذ سن الرابعة، فضلا عن تغيير أسلوب لعبه بعدما جعله يلعب بيده اليسرى عوضا عن اليمنى.
«الأنباء» التقت توني نادال خلال زيارته القصيرة الى البلاد والتي جاءت بدعوة من «مجموعة التمدين» التي أشرفت على إنجاز مجمع جابر العبدالله الدولي للتنس، من أجل التحضير لافتتاح أكاديمية رافائيل نادال للتنس في الكويت المقرر لها 5 فبراير المقبل بحضور أسطورة التنس العالمية نادال.
بداية، أكد المدرب الإسباني توني نادال أن فرع «أكاديمية نادال» في الكويت يعد الأول خارج إسبانيا، حيث ان مدينة مايوركا كانت المحطة الأولى لانطلاق الأكاديمية، التي تعنى بتدريب وتطوير قدرات اللاعبين وتمهيد الطريق أمامهم إلى العالمية، بالإضافة إلى خلق شخصية مستقلة ومتكاملة بالدرجة الأولى للناشئين، ليكونوا عنصرا فعالا وإيجابيا في مجتمعاتهم مستقبلا، مضيفا: نحن مشتركون كليا في هذا المشروع الرياضي، ونحن محظوظون جدا في إيجاد شريك رياضي بالكويت لديه ذات الأهداف والرؤى التي نتطلع لتحقيقها مستقبلا، لافتا إلى أن مجمع جابر العبدالله للتنس يعد متكاملا من جميع النواحي ومن بين الأفضل، الأمر الذي يضعنا أمام تحد كبير، يستوجب معه عملا متكاملا لتحقيق أفضل النتائج والوصول إلى الأهداف المرجوة خلال المدة الزمنية الموضوعة مسبقا، والأكاديمية لديها فرصة سانحة وكبيرة للنجاح، رغم علمنا المسبق بأن الأمر ليس بالسهل لصنع لاعب عالمي الطراز في الشرق الأوسط عامة، ولكن لدينا الرغبة والطموح والمنشأة الرياضية التي تعد الأفضل والأهم في الشرق الأوسط.
البداية صعبة
وعن الأهداف المستقبلية التي يطمح الى تحقيقها على المدى القصير والبعيد في الكويت، ذكر نادال أنه ليس من السهل صناعة لاعب تنس متميز، مضيفا: «علينا أولا وخلال العامين الأولين وضع الأسس والبيئة المناسبة التي تسهم بصناعة لاعب جيد مستقبلا، كما أننا لا نستطيع الجزم بأن هذا الناشئ أو ذاك سيكون لاعبا عالميا في التنس، هناك عدة عوامل متداخلة تسهم بتفوق وتألق لاعب عن آخر، لعل من بينها الشخصية والقدرة على التحمل وكيفية التعامل وعوامل أخرى أيضا، لكنني على ثقة كبيرة بأنه وخلال سنوات قلائل سنحرز نجاحا بينا في الكويت».
رافا والاعتزال
كثيرون من عشاق رافا نادال ينظرون بقلق لإصاباته المتكررة، وتقدمه في العمر أيضا، وعن موعد اعتزال نادال، أمل عمه، توني أن يلعب لسنوات كثيرة أخرى، مضيفا لا أعلم تحديدا متى يعتزل، ربما بعد 3 أو 4 أو 5 أعوام أخرى لا أعلم تحديدا، وآمل ألا يكون أقل من 3 أعوام، لكنني متأكد من أن رافا سيلعب ليفوز بالبطولات المتميزة، وعندما يعلم بأنه لن يكون قادرا على الفوز بالألقاب فإنه حتما لن يلعب، وآمل ألا يحدث ذلك قريبا».
وعن سيطرة رافائيل نادال والسويسري روجر فيدرر والصربي نوفاك ديوكوفيتش على الألقاب الكبرى وصدارة التصنيف العالمي وهم جميعهم تجاوزوا الـ 30 عاما، علق توني نادال بأنه من الصعوبة بمكان إيجاد موهبة مثل فيدرر أو نادال أو نوفاك، ولكن في السنوات الأخيرة شهد التنس العالمي ظهور عدد من اللاعبين المتميزين وهم يشكلون جيلا جديدا جيدا، لعل من بينهم دانييل مدفيديف، ودومينيك ثيم، وستيفانوس تسيتسيباس، والكسندر زفيريف، وأعتقد أنه في السنوات المقبلة ستتطور التنس كثيرا مع هؤلاء الشباب وغيرهم، وفي النهاية هناك كل عام بطل لرولاند غاروس وويمبلدون وغيرها من البطولات العالمية، وهؤلاء سيكون لهم نصيب كبير منها، كما أنهم سيكونون الأفضل في العالم.